طارق تميم، ممثل لبناني طبع بصمته الفريدة في كل الأعمال التمثيلية التي شارك فيها، وصنع إسمه في مجال التمثيل بأحرف من ذهب.
برع في الكوميديا، كما برع في التراجيديا، وأعطى كل الأدوار التي جسدها حقها وأكثر.
نذكر من مسلسلاته "درجة درجة"، "النار بالنار"، "بيروت واو"، "سايكو"، "جزيرة الأحلام"، "حدود شقيقة"، "العئدة"، "الوحش" و"عندما يبكي التراب".
ومن أفلامه نذكر "Welcome To Lebanon"، "باباراتزي" و"تاكسي البلد".
ومن مسرحياته "حكي رجال" و"كاريكاتور" و"تحت رعاية زكور".
تواجد طارق تميم في العرض الأول لمسرحية "إلى حدا ما" التي تعرض حالياً على مسرح "Beryte" في جامعة القديس يوسف طريق الشام، من كتابة وإنتاج الممثل رالف س. معتوق، إخراج مازن سعد الدين، وتضم إلى جانب رالف س. معتوق، سولانج تراك، وبمشاركة ميرا مرسل من ناحية الغناء، وترافقها عزفاً على "تشيللو" فيكتوريا مرقص، و كان لنا هذا الحديث معه.
ما هي رسالتك إلى فريق عمل مسرحية "إلى حدا ما"؟
لقد أحببت المسرحية، وحضرت لأشاهد عمل صديقي عمر ميقاتي، بالإضافة إلى رالف ومازن، اللذين تفاجأت بعملهما من ناحية النص والإخراج، أما عمر ميقاتي، فهو الذي يعطي رأيه فينا، وسولانج تراك أيضاً.
أتينا لنشاهد مسرحية لا نعرف عنها أي شيء، لنتفاجأ بها، ونخرج مستمتعين بهذا العمل الجميل جداً، ويجب أن أتابع أعمال رالف ومازن، لأن عملهما مميز جداً، فرالف فكرته مجنونة ورائعة في المسرح، أما مازن فقد أعادنا إلى المسرح الجميل الذي درسناه في الماضي، ويطرح من خلالها فكرته غير المعقدة أبداً، وأهم شيء هو أن المسرحية ليست تجارية على الإطلاق، فهي أعادتنا إلى المسرح الكلاسيكي.
ما هو أكثر شيء لفتك في المسرحية؟
أكثر ما لفتني في المسرحية هو الإضاءة، كما أحببت لعبة البنج، وكذلك خيال الفتاتين، التي تعزف والتي تغني، بالإضافة إلى الكثير من الأمور التي شاهدتها ووجدتها رائعة، لن تمل أبداً خلال مشاهدتك المسرحية.
هل هناك أي أعمال جديدة تحضر لها؟
لم أشارك في أي عمل خلال الموسم الرمضاني هذه السنة، إلا أنني شاركت في المسلسل الكوميدي "درجة درجة"، من كتابة مايا سعيد وإخراج كارل سلامة، وشارك فيه الممثلون أيمن القيسوني، نسرين زريق، جوزيف بو نصار، إيلي متري وأندريه ناكوزي، والمسلسل مؤلف من حلقات قصيرة مدة كل واحدة 15 دقيقة، سيعرض على منصات المشاهدة، ونستعد حالياً لتقديم موسم ثانٍ منه، لكن لا نعرف متى سنبدأ تصويره.
أعمل دائماً في مسرحيات، فقد إنتهينا مؤخراً من تقديم مسرحية "تحت رعاية زكور" التي أخرجها غبريال يمين، وهي من أعمال الراحل ريمون جبارة، التي تم إعادة إحيائها تكريماً لجبارة، وأحضر هذا العام لعملين مسرحيين، واحد منهما في نهاية السنة، أما الثاني فسيتم عرضه في الأشهر القادمة، وقريباً سأسافر إلى مصر للمشاركة كضيف في أحد الأعمال السينمائية من إخراج مروان حامد، وأعد الجمهور بأنه سيكون عملاً ضخماً جداً، وقصته تهم العالم العربي كله.
ما سبب قلة مشاركتك في المسلسلات والأعمال التلفزيونية؟
أنا إبن مسرح كما يعرفني الجميع، وقد تعبت من عمل التلفزيون، فقد شاركت في أعمال تلفزيونية عديدة، وكنت أشارك في أعمال كوميدية كما إعتادني الجمهور، إلا أني أريد أن أشارك في أعمال تراجيدية، وفي أعمال بمستوى مسلسل "النار بالنار"، أنتظر أدواراً مثل دوري في هذا المسلسل.
بعد إنتهائك من مسلسل "النار بالنار"، هل لا زال هناك تواصل بينك وبين الممثلين السوريين عابد فهد وكاريس بشار؟
طبعاً، فالأستاذ عابد دائماً ما يطمئن عليّ، وهناك تواصل دائم مع كاريس، ونلتقي في مناسبات عديدة، فقد إلتقينا في مسرحية ريمون جبارة التي حضرت كاريس لمشاهدتها، وفرحت كثيراً بحضورها، وهناك تواصل مع كل فريق عمل المسلسل، ومع مخرج العمل محمد عبد العزيز. أنا إستمتعت بالتحضيرات لمسلسل "النار بالنار"، وبالتعامل مع شركة الصباح إخوان، وعلاقتي بالجميع كانت ممتازة، وأعطيت من قلبي.
ما رأيك بالمسلسلات التركية المعربة أو المقتبسة من أعمال تركية؟
أعتقد أن هناك ما تغير في هذا الموضوع، فأصدقائي يذهبون إلى تركيا ويقضون فترة طويلة هناك تمتد إلى 9 أشهر، وذلك بعكس الماضي عندما كانوا يدبلجون الأعمال، وأنا مع أن يكون هناك عمل دائم للممثلين، إن كان في التمثيل خارج لبنان أو في الدبلجة.
حتى الآن، لم يتم تقديم أي عرض لي يستحق أن أترك لبنان من أجله لمدة 8 أو 9 أشهر، ولكني لا ألوم أي شخص يشارك في هذا النوع من الأعمال، فعلى الجميع أن يعملوا بالنهاية. شاهدت مسلسل "لعبة حب" وهو عمل مميز، كما شاهدت أعمالاً أخرى، والجميع يتمنون أن يتم تصوير وإنتاج هذه المسلسلات في لبنان، ومن الجيد أن لدينا شركتَي الإنتاج الصبّاح إخوان و Eagle Films، اللتين تقدمان هذه النوعية من الأعمال، ونتمنى أن تتحرك عجلة الإنتاج التلفزيوني في لبنان، فبداية الإنتاجات التلفزيونية الضخمة بدأت هنا في لبنان عام 1959، وعندما إنطلق تلفزيون لبنان والمشرق في لبنان، لم يكن هناك أي تلفزيون آخر في كل الوطن العربي، وكانت الأعمال جميلة جداً بالرغم من بساطتها، حتى أن الأعمال التي إشتهر فيها الفنان السوري دريد لحام كانت معظمها في لبنان، وكذلك أعمال مخرجين أردنيين، وكنا دائماً السباقين، لتأتي بعدها الحرب وتدمر كل شيء، على أمل أن تكون العودة في زمننا هذا، فهناك مواهب من ممثلين ومخرجين وفرق عمل وإنتاج هم بحاجة فقط إلى فرص وإلى بلد يدعمهم. دائماً ما نشكو من عدم وجود مسرح قومي في لبنان، أشكر السيد قاسم إسطنبولي على جهوده بالسعي لفتح فروع للمسرح، فبوجود مسرح قومي مدعوم من الدولة، يمكن للممثلين أن يقدموا عدة أعمال في السنة. نتحضر لإطلاق فرع للمسرح الوطني في شارع الحمرا، بعد فروع النبطية وصور وطرابلس، فنحن بحاجة إلى مسارح خصوصاً في الوقت الحالي، في ظل وجود عدد كبير من خريجي معهد التمثيل، الذين يريدون أن يقدموا أعمالاً على الخشبة.