نيللي مقدسي، فنانة لبنانية إشتهرت بصوتها الرائع وأغانيها الجميلة، وتميزت بلونها الغنائي.

حققت شهرة كبيرة بعد فوزها في برنامج "كأس النجوم" للمخرج الراحل سيمون أسمر، وحققت أغنياتها نجاحاً كبيراً، نذكر منها "شوف العين"، "مشي المغرور"، "أوف أوف"، "يا نار ناري"، "لا تكبّر راسك" و"الحلو طل"، وصولاً إلى أغنيتها الجديدة "دوز عالي" التي طرحتها مؤخراً.

وكان لموقع الفن حوار خاص مع نيللي مقدسي، تحدثنا خلاله عن أغنيتها الجديدة "دوز عالي"، وعن تعاملها المتكرر مع المخرجة رندلى قديح، وعن لونها الغنائي، ورأيها في عمليات التجميل.

أخبرينا أكثر عن أغنيتكِ الجديدة "دوز عالي" و عن تحضيراتكِ لها.

الأغنية من كلمات وألحان جهاد حدشيتي، توزيع موسيقي روبير الأسعد، وهذا أول تعاون لي معهما، أما عن التحضيرات لهذه الأغنية، فقد أصر الشاعر والملحن جهاد حدشيتي، على أن يوصل لي الأغنية، لأنه رأى أنها تليق بي وبلوني بالغنائي، وعندما سمعتها لأول مرة، وافقت عليها وتواصلنا، وشعرت أنها تشبهني، ولكن بموسيقى عصرية، وهي تجمع بين العربي والغربي، فشعرت بخليط جميل ومميز، وهذا ما كنت أبحث عنه، حتى لا أكون بعيدة عن اللون الذي أغنيه. هي فكرة لطيفة تليق بالأجواء الصيفية الحالية، والحفلات التي تحتاج إلى موسيقى صاخبة، وهي مليئة بالحياة والفرح.

جمعك بالمخرجة رندلى قديح عدد من الأعمال الناجحة، صفي لنا تعاملكِ معها في كليب "دوز عالي"، وكيف تعملان على التجدد الدائم في الأفكار؟

صورت أغنية "يا دادا" مع المخرجة رندلى قديح، وإفترقنا بعدها لفترة، إلى أن إلتقينا مجدداً بالصدفة، وعملنا معاً على أغنية "الحلو طل"، وبعد إنتهاء العمل على الكليب، شعرت بالإرتياح معها، فهي أعطتني النتائج التي أريدها، وساعدتني على أداء دوري بسلاسة على نطاق واسع، رندلى مخرجة سهلة في التعامل ومنفتحة، خصوصاً على أفكاري التي أؤمن بها، وأضيفها على أفكارها الأساسية، وعندما يجمع العمل يين خبرتي وخبرتها، نستطيع دائماً إيصال الفكرة إلى الجمهور بشكل مهني ومحترف، وذلك عند وجود أكثر من رأي صائب. بالإضافة إلى ذلك، توجد محبة في التعامل بيننا، ومشاركة أفكار، وهذا ما أحبه في التعاون مع المخرجين، وما أحرص على وجوده دائماً، فأنا شخص من الصعب إرضاؤه، وعلى الشخص الموجود أمامي، أن يكون منفتحاً على هذه الأمور، وهذا ما وجدته مع رندلى، ما دعاني إلى إعادة التعامل معها.

من هم الفنانون الذين تطربين عند سماع أغنياتهم؟

عندما أسمع أغنيات وأعمالاً قديمة، أشعر بأني في عالم ثانٍ، وبأن رأسي إمتلأ بموسيقى ونغم وحب وشوق وأحلام وشغف. أم كلثوم وفيروز وعبد الحليم ووردة الجزائرية ونجاة الصغيرة، مع الموسيقى المليئة بالشجن، والكلمات التي لا تتكرر في وقتنا الحالي، لا أسمع غير هؤلاء الفنانين أثناء قيادتي السيارة، حتى أني لا أستمع إلى أغنياتي الخاصة، بقدر ما أستمع إلى الموسيقى الشرقية القديمة، وما لا يعرفه عني الناس، هو أني لا أستمع إلى الموسيقى الغربية، وأنا أعتبر هذا الأمر خاطئ، فيجب أن يكون لدي إطلاع على جميع أنواع الموسيقى، إلا أن روحي موجودة في الموسيقى الشرقية دائماً.

بعد النجاح الكبير لأغنيتكِ "الحلو طل"، هل تتوقعين نفس النجاح لـ"دوز عالي"؟

بدأت ألمس نجاح "دوز عالي"، وأسلوبها المختلف الذي لا يشبه أسلوب الأغنية السابقة، وما أقوله دائماً، هو أني أقوم بواجبي في كل أعمالي، التي لا أحب أن تكون متشابهة، ولكنها كلها مليئة بالروح. دائماً ما أسمع من الجمهور، أنهم يعرفون أعمالي بمجرد الإستماع إليها، بغض النظر عن نوع الموسيقى أو اللون، وهذا ما يميزني، فمهما غيرت بالألوان الغنائية، سيعرفني الجمهور من خلال صوتي، الذي أعتبره هويتي الفنية.

وما أتوقعه الآن، هو أن أغنية "دوز عالي" ستلاقي نجاحاً كبيراً، ستتخطى فيه نجاح "الحلو طل"، وهذا ما ألمسه بالفعل من خلال آراء الناس، وتفاعلهم مع الأغنية وتواصلهم معي لتهنئتي، بالإضافة إلى الصدى المميز للأغنية على مواقع التواصل الإجتماعي.

في مقابلة سابقة لكِ مع إحدى الصحف، قلتِ: "في اللون الذي أؤديه والكاراكتر والشخصية، لا أعتقد أن هناك من هي أفضل مني"، ألم تخافي من أن يتهمكِ الجمهور بالغرور بسبب تصريحكِ هذا؟

مسيرة فنية طويلة، وبإثباتات ونجاحات موجودة على أرض الواقع من خلال لون غنائي معين ونجاحه، وهذا النجاح أثبت عبر السنين، وليس في يوم واحد، لكي يقوم أحد بإنتقاد نجاحي، ولا أعتقد أن هناك أحداً لديه الوقت لينتقد أموراً واقعية. أنا لم أقل هذا الكلام، ومن المؤكد أن هذا اللون الغنائي له ناسه، ويوجد أكثر من شخص يؤديه، ولكن للتصحيح، إذا كانت هذه العبارة مكتوبة بالجريدة، على أنني أقول إني في اللون الذي أغنيه مميزة عن غيري، حتى لو أدّاه غيري، فهذا هو اللون الغنائي الذي تميزت به منذ بداية مسيرة الفنية، ومن خلاله نجح إسمي في الساحة الفنية، بالإضافة إلى أني أعطيته كل مجهودي وتميزي، وقد أعطاني بالمقابل نجاحاً كبيراً، وبالتالي هذا لم يعد غروراً، بل هو تصفيق لنفسي، لأنني إستطعت أن أتميز بلون غنائي وأوصله، فقليلون هم الذين ثابروا على أداء هذا اللون الغنائي، وبالطبع أكون سعيدة بنجاحي، وبتفردي في مكان ما.

طرحتِ العام الماضي ترنيمة "حكاية قديس"، هل من الممكن أن تتركي الفن وتتفرغي للترانيم يوماً ما؟

التفرغ للترانيم الدينية هو واجب إنساني وواجب روحاني بيني وبين ربي، وهذا الأمر يعود لي، ولكن ليس لذلك علاقة بالتوقف عن الفن، ومثل أي إنسان روحاني ويصلي، لا أعتقد أن الفن يتعارض مع أن نكون قريبين من الله، فالفن هو غذاء للروح، والموسيقى هي أسمى شيء في العالم، وخصوصاً الفن الذي يقدم بعفوية، وبتميز، وبإستمرارية وبنجاحات، بالإضافة إلى محبة الناس، فهذه نعمة من الله، وأنا أوظف صوتي بشكله الصحيح، في المكان والزمان المناسبين، إن كان للوطن، أو للدين أو لسبب إنساني. "حكاية قديس" كانت بداية، وهي نذر بيني وبين ربي، كما يوجد عدد من الترانيم التي أحب أن أؤديها بصوتي، وأوصلها إلى الجمهور.

هل تتقصدين أن تجمعي بين الإطلالات العصرية والإطلالات الشرقية القديمة في كليباتك؟

أتقصد دائماً أن أطل بهذه الطريقة، وأن أجمع بين الشرقي والغربي، فأنا أريد أن أقدم شيئاً عصرياً يحبه المراهقون وشباب هذا الجيل، الذين تغيرت في أذانهم أنواع الموسيقى، بالإضافة إلى الحفاظ على اللون الشرقي الذي أحبه، فهذه الموسيقى مع النغمة والألحان، هي التي تحافظ على إستمرارية هذه الأعمال والحفاظ على الروح الشرقية. أي ريميكس لأغنية ذات طابع شرقي تلاقي نجاحاً في الشرق والغرب، فالغرب يحب الموسيقى التي نصنعها، ومن المفترض أن نكون فخورين بهذه النغمة، التي نقدمها وبالروح التي تشبهنا، وعلينا أن نثابر على تقديمها بشكل مستمر، وفي الأيام القادمة، يمكن أن أقدم أعمالاً عديدة تشبه هذا العمل.

ما هي عملية التجميل التي ترفضين الخضوع لها رفضاً قاطعاً؟

أنا متصالحة مع نفسي، لست معقدة نفسياً، ولا أرفض أي عملية تجميل، إلا تلك التي قد تؤثر على صحتي، أي عملية تجميل يمكن أن تفيدني أو تظهرني أجمل بيني وبين نفسي، سأخضع لها. لست ضد عمليات التجميل، ولكني ضد أن يكون الموضوع زائداً عن حده، أحب أن نقوم بتصحيح تفاصيل صغيرة تستدعي ذلك.

أنا أخاف من العمليات التي لا أحتاج إليها، منها عملية المجازة المعدية، فأنا لا أحبذها.