هي 71 عاماً من الذكريات الراقصة، التي أعادها الفنان اللبناني رامي عياش بـ "Sway بالعربي"، التي حملت كلماته. أغنيته الجديدة التي تخطف الأنفاس، ليس فقط بالنمط الموسيقي بل بالعودة إلى الزمن الجميل، بإعتلاء خشبة المسرح، بالبسمة والعزم، والأداء والصوت، بين الحضور والجماهير.

بالعودة إلى أصل الأغنية، اشتهرت أغنية "Sway" في كل أنحاء العالم بنص إنكليزي غناه دين مارتن يتحدث عن رقصة تجمع رجلا وامرأة يتمايلان على إيقاع "الماريمبا" ، أما سر نجاح الأغنية وسر تداولها في كل أنحاء العالم وبالعديد من الأصوات والأجيال واللغات، فيكمن في بساطة لحنها، وإستكمالاً لما كان، لا بد أن يكون للصوت اللبناني جزء من هذه الرحلة التي بدأت عام 1953.

اما النسخة اللبنانية .. صحيح أن لحن الأغنية قد بقي كما هو، إلا أن عياش أضاف اللون اللبناني، ففي أجزاء الأغنية نرى أن اللحن قد توقف، ويكمل الأغنية بصوته هو فقط، إضافة إلى ذلك، فإن إتباع إستراتيجية جديدة، تقوم على اللحن تجعل من الأغنية قريبة للقلب حتى دون معرفة الكلمات، وهذا ما أثبتته هذه الأغنية التي قدمها خلال حفله الأخير، فكل الجماهير كانت تتفاعل مع ما تسمع وكأنهم على معرفة بها منذ زمن.

إنتقالاً إلى الكليب الذي نشر، فلا بد لنا من الإشادة، بالتنظيم والترتيب، ولون الفرح "الأبيض" الذي كان طاغياً خلال الفيديو كاملاً، حتى أن للمحبين حصة كبيرة من هذا الإنتاج، ففكرة التصوير والتمثيل خلال الأغنية، ألغيت، فتمايل الحاضرين على وقع الأغنية بكل إنسيابية، دون حتى التفكير، فقط صوت الموسيقى هو من كان يأرجح مشاعر المتواجدين، وهذا ما جعل الفيديو يبدو عفوياً للغاية، وهذا الأمر كان منظماً إذ أن الفيديو هو من الحفل الذي أقمه عياش مؤخراً في "كازينو لبنان"، فلم يسعى لتغيير أي شيء بل أطل بشكل عفوي على جمهوره في لبنان والعالم العربي.

ولا بد أن نذكر، أن عياش قد أقدم على هذه الخطوة سابقاً في أغنية "بالعكس" قبل 12 عاماً، وبذلك يكون رامي قد جدد النمط الذي إعتمده سابقاً ضمن أغانيه، والذي يعتبر تفرد به في وقت معين.

وفي لفتة ليست بجديدة على عياش، فلا بد من الإشادة ومع إنطلاق الفيديو برقصة عياش، مع طفلة من ذوي الإحتياجات الخاصة، التي غمرتها السعادة، ليعود بعدها ويقف على المسرح ويقدم أغانيه.

البوب ستار هو الذواق في أغانيه حتى تلك المترجمة منها، لأنه يحترم اللحن والكتابة ويحافظ عليها.