تصدر فيلم "Back To Black" الذي يحكي قصة حياة الفنانة البريطانية ومؤلفة الأغاني إيمي واينهاوس، إنطلاقاً من طفولتها مروراً بمسيرتها الفنية وحياتها العاطفية وزواجها من صانع الفيديوهات بليك فيلدر سيفيل، ووصولاً إلى نهايتها المأساوية ورحيلها بعمر الـ 28 عاماً.
منذ رحيلها عام 2011، كان هنالك عدة مشاريع من صانعي الأفلام لإنشاء فيلم عن السيرة الذاتية للفنانة الراحلة، ولكن لم يجدوا الصيغة النهائية حتى عام 2024، والمقرر عرضه اليوم في 17 من شهر أيار.
الفيلم من بطولة ماريسا أبيلا التي ستؤدي دور إيمي، من إخراج سام تايلور جونسون وكتبه مات جرينهالغ، ويشارك في بطولة الفيلم جاك أوكونيل وإدي مارسان وليزلي مانفيل.
قصة حب إدمانية بدايتها مجنونة ونهايتها مأساوية
عام 2005، إلتقت الفنانة إيمي واينهاوس بالمنتج بليك فيلدر سيفيل في إحدى الحانات في لندن، حين كانت إيمي لا تزال في بداية مسيرتها الفنية والموسيقية، وكانت قد أصدرت أولى ألبوماتها "فرانك" فقط، وكان فيلدر صاحب القامة الممشوقة يعمل في مجال توظيع المنشورات للملاهي الليلية.
قاما حينها بتناول المشروب ولعبا البلياردو واستمتعا بوقتها كثيراً، بالرغم من أن فيلدر كان على علاقة بسيدة أخرى، إلا أنه وبغضون أشهر قليلة على تعارفهما، أعلن الثنائي إرتباطهما رسمياً، وظهرت إيمي بوشم "بليك" على صدرها، وظهر بليك بوشم "إيمي" خلف أذنه.
خلال صيف عام 2005، أصبح لـ بليك تأثيراً كبيراً على حياة إيمي التي كانت تبلغ من العمر 22 عاماً، كانت لا تتواجد في أي مكان من دونه، كانا يقضيان 24 ساعة في اليوم سوياً.
وفجأة.. قرار صادم من بليك
وبعد 6 أشهر فقط على هذه العلاقة الرومانسية للغاية، قرر فيلدر سيفيل أن ينهيها، ويعود إلى حبيبته السابقة!! وعندما كانت تقضي عطلتها مع إحدى صديقاتها في سانت لوسيا، تلقت إيمي بريداً صوتيا من بليك، قال فيها أنه لا يريد أن يترك حبيبته، وأنه يعتقد أنه من الأفضل أن يبقيا صديقان، ورفض أن يقابلها من بعدها.
أصبحت إيمي تحاول بهوس الإتصال بـ بليك والتواصل معه دون فائدة.
محاولتها الإنتقام
بفيلم وثائقي صدر عام 2015، كشف مدير أعمالها آنذاك نيك شيمانسكي أن إيمي حاولت الإنتقام من بليك، عن طريق إقامة علاقة مع صديقه المقرب، وقالت إيمي في فيديو عرض في الفيلم: "كنت أعلم أنه سيكون المسمار في النعش. كنت أعلم أنه لن يتمكن من التحدث معي مرة أخرى، وكنت أعلم أنه كان علي أن أفعل ذلك لأنني أعرف أن على أحدنا القضاء على الآخر. لقد كان الأمر صعباً، مراراً وتكراراً. وعندما انتهى، شعرت بالجنون. لقد أصبت بالجنون".
وعن حالة إيمي النفسية التي تحدثت عنها صديقتها لورين، بعد إنفصالها عن بليك، قالت: "لقد زرتها في منزلها الذي بدا وكأن أشخاص غريبون يسكنون فيه. كانت الرائحة كريهة وقذرة وكانت هي مستلقية على السرير. قررنا حينها أن ننظف المنزل وعملنا حتى الساعة الـ 3 صباحاً".
الخروج عن السيطرة
بدأ وضع إيمي مع شرب الكحول يثير القلق، وبدأ يخرج عن السيطرة فاعتقد مدير أعمالها أنها بحاجة للذهاب لمركز إعادة تأهيل، أما واينهاوس فاشترطت الذهاب في حال رأى والدها حاجة لهذا الأمر، لكن الوالد رفض ذهابها فلم تذهب.
وقال الطبيب النفسي الدكتور بيتر هيوز : "ما فعله والدها هو منحها تصريحاً مجانياً.. وقد تمسكت به. بالطبع كانت ستفعل، فهي مدمنة، وتحتاج إلى الدعم. أعتقد أن عملية إعادة التأهيل ستكون صعبة فعلاقتها مع بليك كانت سامة للغاية، لقد إعتمد الثنائي على بعضهما بشكل كبير، ودفع كل واحد منهما الآخر إلى تجاوزات أكبر."
ألبوم حزين يعيدهما الى بعضهما
في تشرين الأول 2006، وجهت إيمي حزنها بتجاه إنتاج الأعمال الفنية، خلال هذه الفترة كتبت معظم الأغاني في ألبومها الشهير Back to Black، بما في ذلك أغنية "Rehab"، وأصدت الألبوم، وأصبحت نجمة بارزة، ظهرت على أغلفة المجلات وفي عدة برامج حوارية، كما بدأت بكسب الكثير من المال.
وبعد 6 أشهر من إصدار ألبومها "Back To Black"، والذي حكى تفاصيل علاقتها بـ بليك وما سببته لها من حزن كبير، عاد الثنائي لبعضهما البعض.
وعام 2007 أعلن الثنائي خطوبتهما، وصدما عائلاتهما وأصدقائهما، بإعلانهما زواجهما على متن قارب في ميامي من دون سابق إنذار.
تعاطي المخدرات والتحول الكبير
في غضون أسابيع قليلة، بدأت إيمي في تعاطي الكوكايين والهيروين للمرة الأولى- المواد التي كان بليك بسميها الدواء المفضل- ومن بعدها تغيرت كثيراً وبشكل ملحوظ!
في بودكاست حمل عنوان: "لقد أخبرتك أنني سأسبب لك مشكلة- قصة إيمي واينهاوس"، قالت المذيعة أنها حضرت حفلات إيمي السابقة، وقالت: "لقد شاهدتها وهي تؤدي من قبل، ولكن هذه المرة كان مختلفا. من الواضح أنها كانت في حالة سكر أو تحت تأثير شيء ما منذ اللحظة التي صعدت فيها على المسرح. كانت تتمايل، تشتم، وكانت تحمل مشروب في يدها طوال الوقت. لقد أضاعت الكلمات كافة. كان بإمكانك أن تشعر بالأجواء السائدة في الغرفة والجمهور الذي يشعر بالإحباط. لم يكن الأمر ممتعاً وكان من غير المريح حقًا مشاهدتها".
إلقاء القبض على بليك وطلاقهما
بعد 6 أشهر من زواجهما، تم إلقاء القبض على بليك، ووجهت إليه تهمة بمهاجمة مالك إحدى الحانات ومحاولة رشوة أحد الشهود حتى لا يحضر إلى المحكمة، تم سجنه لمدة 27 شهراً.
في هذه الفترة، كانت إيمي تواصل تحقيق نجاحاتها ببيع ملايين التسجيلات، كما فازت بـ 5 جوائز غرامي، عن فئة أفضل فنان جديد، وأفضل ألبوم في العام، وكرست جوائزها لوالديها ولبليك، كما دخلت مصح لإعادة التاهيل، وبدأت تدرك مدى خطورة زواجها على حياتها، وبعد وقت قصير من خروجه من السجن، طلب الطلاق منها وإتهمها بممارسة الزنا، وذكرت الصحف أيضاً أنه وجد أن الحياة مع النجمة "لا يطاق"، وانفصلا نهائياً عام 2009.
تفاقم معاناة إيمي حتى وفاتها
بعد ذلك تفاقمت معاناة إيمي مع الإدمان على الخمر، وتم إلغاء جولتها الأوروبية بعد حفلها في بلغراد، حيث ألقت ميكروفونها على الأرض وخرجت من المسرح، وبعد أشهر قليلة فقط، عثر حارسها الشخصي عليها متوفاة في غرفة نومها، وتبين من التحقيق أن سبب الوفاة هو التسمم بالكحول. في هذه الفترة دخل بليك مرة ثانية السجن بتهمة جديدة، وعندما أبلغه مسؤولو السجن بوفاتها، قال فيلدر سيفيل لصحيفة ذا صن: "أنا في حالة لا عزاء لها... دموعي لن تنشف أبداً".