لا يزال الجدل قائماً حول العرض الكوميدي الذي قدمته الممثلة الكوميدية اللبنانية شادن فقيه، والذي تناول بعض الأمور الدينية بأسلوب ساخر، وأثار حفيظة نسبة كبيرة من المجتمع، في حين دافع البعض الآخر عنها.
وكان لموقع الفن حديث خاص مع الشيخ أحمد طالب، كشف من خلاله عن رأيه بالجدل الذي أحدثه العرض الكوميدي الذي قدمته شادن، ورد على بعض المدافعين عنها، وكشف رأيه في وضع ضوابط للعروض الفنية.

ما رأيكم في عرض شادن فقيه بحد ذاته، وبالدعوى القضائية التي أقيمت ضدها؟

أولاً، عرض شادن لا يتناسب مع البيئة الإجتماعية التي تتواجد فيها، على الفنان أن يحاول إيصال رسالة من فنه، ويجب أن تقارب ثقافة البيئة التي تتوجه لها، وعندما تكون رسالته بهدف جذب الحضور فقط، أو الإستفزاز على قاعدة "خالف تُعرف"، من الطبيعي أن يحظى هذا الأمر بردة فعل مشابهة بما شاهدناه، فهذا المجتمع لديه عادات وتقاليد وثقافته وبيئته التي لديها خطوط حمر يجب أن يحترمها العرض، وحتى في حال أراد أن ينتقدها، يجب أن يكون النقد بأسلوب راقٍ وبأخلاق معينة، وأن لا يكون مستفزاً، حتى أن إنتقادها لطريقة الخطباء في المسجد ليست أمراً مرفوضاً، ولكن أسلوبها كان مستفزاً جداً، والهدف منه لم يكن إصلاحياً، بل كان إستفزازياً وساخراً، وحتى الأشخاص الذين إنتقدوها ليسوا جميعاً محافظين، أو أن جميعهم يوافقون على مضمون الخطابات في المساجد، ولكن أسلوبها جعل الجمهور كاملاً يجمع على خطئها.

ولكن شادن لا تطرح نفسها على أنها ناقد فني، بل هي ممثلة كوميدية، تستعين بالسخرية بهدف إضحاك الجمهور.

حتى السخرية والكوميديا يجب أن تندرجا ضمن قواعد، عندما أمازح عائلتي، أحاول أن يكون أسلوبي محترماً ويجاري الآداب العامة، حتى عندما أريد أن أكون ساخراً، يجب أن لا أتخطى بعض القيم التي من الضروري إحترامها.
إذا كان على الإنسان أن يمازح أهله بطريقة محترمة، نظراً لقدسية الأبوة والأمومة، فما بالك بالأمور الدينية والإجتماعية؟ يجب أن لا نصل إلى حد الإساءة.

برأي شادن والمدافعين عنها، هذا العرض كان خاصاً لأشخاص أرادوا مشاهدتها، مع علمهم المسبق بالمحتوى الذي تقدمه، هل هذا الأمر يقوي موقفها؟

هذا الكلام هو نوع من تسخيف لعقول الجمهور، نحن الآن في عصر الهواتف والإعلام المتنقل، ولا يوجد شخص منفصل عن العالم بشكل نهائي، فلا يمكنني أن أقول: "إن هذا مكان خاص وأنا أنشر ثقافة خاصة"، حديثها لم يدر داخل بيتها ومع أصدقائها المقربين، بل جاء على المسرح، أي في مكان لا يمكن إعتباره خاصاً.

هل يجب أن يكون هناك تحرك قانوني يضبط جميع العروض الكوميدية؟

هناك رقابة في كل الدول، وهذا أمر طبيعي، ولكن طبعاً مع حفظ الحريات، وأن تكون هذه الحريات مضبوطة، وأن لا نؤذي الآخر، أنا ضد أن نصبح مجتمعاً إستفزازياً، ولكني لست مع الحرية المتفلتة.