في خطوة مميزة جداً، نظمت رعية إهدن زغرتا ومؤسسة البطريرك الدويهي، وبالتعاون مع شبكة زغرتا الإعلامية، رحلة على خطى البطريرك الطوباوي إسطفان الدويهي في إهدن، حملت عنوان "حضورك بإهدن نعمة وبركة"، وخصصت الرحلة للإعلاميين والإعلاميات.

بدأ اللقاء من الصرح البطريركي في بكركي، حيث وقع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، على الصورة الرسمية التي ستعتمد لتطويب البطريرك مار إسطفان الدويهي، وذلك بحضور المطران أنطوان عوكر وطالب دعاوي القديسين الأب بولس قزي.

وأثنى البطريرك الراعي على دور الإعلاميين في نقل الرسالة الروحية والوطنية بكل أمانة، وسأل الله بشفاعة الطوباوي البطريرك، الذي لم يأتِ ولن يأتي مثيلاً له، أن يحميهم وعائلاتهم ومؤسساتهم، ليتابعوا مسيرتهم بكل أمانة وإخلاص في نقل الأخبار الطيبة.

وأقيم مؤتمر صحفي، شرح خلاله القائمون، المراحل التي رافقت رحلة تطويب البطريرك الدويهي.

النائب البطريركي على رعية إهدن- زغرتا المطران جوزيف نفاع قال في كلمته: "هذا الحدث الذي نعيشه اليوم هو فريد من نوعه، ونحن إجتمعنا كي نضع بين أيديكم حصيلة ثماني سنوات من البحث المتواصل، وصولاً إلى مرحلة إعلان التطويب. لقد كانت عملية البحث عن رفاة البطريرك الدويهي شاقة ومعقدة، إلا اننا وبإيماننا إستطعنا تحديد رفاته، التي أصبحت الآن موجودة في مدفن خاص، داخل كنيسة مار جرجس في إهدن".

وختم نفاع قائلاً: "كانت مهمة صعبة، وعملنا بإذن من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ومساعدة وزارة الثقافة حتى استطعنا ان نتعرف على عظام البطريرك الدويهي. انها مرحلة البحث عن إبرة في كومة قش، فعلاً نحن شعب عظيم".

أما الدكتورة ندى الياس فقالت: "في ربيع عام ٢٠١٨، إمطلق البحث عن رفاة البطريرك الدويهي في مدفن القديسة مارينا. وشملت الترتيبات الأثرية التي جرت في مدفن القديسة مارينا، حيث وجدت كومة عظام من دون أي ترابط مفصلي، تم نقلها جميعاً إلى الكرسي البطريركي في الديمان، ومن هناك وفي مختبر خاص أنشئ لهذه الغاية، بدأت مرحلة تجميع الجثامين عبر فحص الحمض النووي لأربع وأربعين شخصاً. وإستطعنا الوصول إلى ٣٨ شخصاً كاملاً، من بينهم رفاة البطريرك الدويهي".

البروفيسور بيار الزلوعا أعرب عن سعادته بالعمل مع المجموعة، على توثيق تاريخ بطريرك من إهدن، وقال: "لقد كان مشهد العظام المتراكمة فوق بعضها البعض مريباً جداً، ولكن مع وجود الإيمان لا شيء صعب، وتمكنا بعد عمل دؤوب، من التوصل لتحديد جثمان البطريرك الدويهي".

بعدها كانت كلمة لطالب الدعوى الأب بولس القزي، الذي قال: "يأتي هذا اللقاء في سياق تقليد أرسيناه منذ سنوات، ونأمل من خلاله الإضاءة على بعض التفاصيل، التي لا تعرفها إلا قلة قليلة من الناس، وقد عشناه في كل المراحل التي سبقت إعلان المكرَّمين والطوباويين والقديسين".

وأضاف قائلاً: "نريد أن يعرف العالم كله، من خلالكم يا أهل الإعلام، أن لبنان لا يصدر حروباً بل سلاماً، فلبنان أرض قداسة ومحبة وسلام وفرح، ورائحة البخور المنبعثة من وادي القديسين ومن كنائسه، أقوى من رائحة البارود، وحرارة قداسته أقوى من حرارة نيران الحرب، وشعبية قديسيه ومحبوهم أوسع بكثير من شعبية وجمهور أي قائد وزعيم".

وتحدث وزير الإعلام زياد المكاري عن أهمية التطويب، ودعا الإعلاميين إلى نقل الصورة الجميلة عن لبنان، والتي تعطي أملاً للبنانيين ليبقوا متشبثين في أرضهم.

وختاماً، كانت كلمة للخور أسقف إسطفان فرنجية، وتحدث فيها عن برنامج رحلة الحج، وشكر الإعلاميين على تلبيتهم الدعوة وتعاونهم.

بعدها كانت جولة ميدانية في الأماكن التي خدم فيها البطريرك الدويهي، أو شهدت نشاطاً روحياً قاده فيها، من كنيسة مار ماما الأثرية إلى تمثال البطريرك الدويهي، حيث وقفت السيدة روزيت الدويهي كرم، وشرحت بكل ثقة كيف تمت عملية شفائها على يد البطريرك الدويهي، والتي كانت سبباً في نقله من درجة التكريم إلى درجة الطوباوية.

وبعدها توجه الحاضرون إلى دير مار سركيس وباخوس، ومنه إلى كنيسة القديسة مورا وكنيسة مار يعقوب، وسيدة الحصن، وإنتهت الجولة بتناول الغداء في بيت الكهنة في إهدن.

ثم كان لقاء في دارة نائب رئيس مؤسسة البطريرك الدويهي النقيب جوزيف رعيدي، ومنها أعلن الخور أسقف إسطفان فرنجية، بعد تشاوره مع الإعلاميين، تأجيل زيارة وادي قنوبين إلى يوم آخر، نظراً إلى ضيق الوقت.

وختاماً ترأس الخور أسقف إسطفان فرنجية، القداس في كنيسة مار جرجس في إهدن، وألقى عظة بعد الإنجيل المقدس، قال فيها: "أعلنا اليوم نحن كمؤسسة للبطريرك الدويهي، إنتهاء المرحلة الأولى من البحث عن رفاة البطريرك الدويهي، الذي أصبح داخل هذه الكنيسة، فلنصلِّ ونطلب شفاعته، لأنه كان خادماً لهذه الرعية، قبل أن يصبح بطريركاً، ونطلب من الرب أن تتم إحتفالات إعلان تطويبه بنجاح".