استطاع إدوارد نمّور - Edward Nammour على الرغم من صغر سنه أن يخرق عالم مواقع التواصل الاجتماعي، وأن يضفي خلطة من الثقافة وخفة الظل على مواقع التواصل الاجتماعي. تميز بتقديمه فقرة يومية تحت اسم 15 Seconds Of Culture يكشف فيها عن معلومات ثقافية مثيرة للاهتمام على طريقته الخاصة، ما ميّزه عن غيره من صانعي المحتوى.
وكان لموقع الفن حديث مشوق مع إدوارد لمعرفة تفاصيل مشواره ومصدر إلهامه:
كيف نشأت فكرة 15 Seconds Of Culture وقررت تصويرها وطورتها؟
بدأت في العمل في السوشيال ميديا في عام 2020 على منصة تيك توك خلال فترة كورونا، ووقتها بدأ الجميع ينشر فيديوهات لهم عبارة عن تسلية أي رقص وغناء وتريندات، لكن أنا كنت أحب أن أقدم محتوى يشبهني وليس فقط للتسلية، وقررت أن أشارك مع الشباب من عمري المعلومات التي أقرؤها وأطلع عليها. أما إذا سألتني لماذا 15 ثانية فقط؟ فالسبب أنني أعلم أن الشباب لن ينجذبوا لتقارير مدتها طويلة وأردت إيصال المعلومات بسرعة، وهذا الأمر كان تحدياً بالنسبة لي خصوصاً أنه في تلك الفترة كانت مدة الفيديوهات المسموح بها على هذه المنصة هو 15 ثانية، قبل أن يضيفوا خيارات أكبر.
أي فيديو شكّل الانطلاقة الفعلية لك على مواقع التواصل الاجتماعي؟
الطريف في الأمر أن الفيديو الذي حقق لي أعلى نسبة مشاهدة لا علاقة له بـ 15 Seconds Of Culture بل كان مع الفنانة ميريام فارس، حين صعدت معها على المسرح بعدما عرفني الجمهور وأصبحوا يصيحون باسمي، عندها سألت هي:"من ادوارد؟" وطلبت مني أن أصعد إلى المسرح.
أي يمكننا أن نقول إن ميريام فارس ساهمت في شهرتك بطريقة غير مباشرة؟
نعم يمكننا قول ذلك لأنه أكثر فيديو منتشر لي، وتخطى عدد مشاهديه المليونين.
كم يستغرق كل فيديو معك لتحضيره؟ ومن أين تحصل على مصادرك؟
يستغرق كل فيديو للتحضير حوالى 5 إلى 6 ساعات، ولأننا على تيك توك يجب أن ننشر فيديوهات يومياً، أصبحت أكرّس كل يوم هذا العدد من الساعات للتحضير لفيديوهات جديدة. وكل المعلومات التي أحصل عليها أنطلق من تيك توك وأقوم بعدها بالتحقق منها من خلال أبحاثي على غوغل والكتب المختصة بالموضوع، ومع ذلك لست معصوماً عن الخطأ وهناك مواضيع تبقى شائكة وهناك عدة أوجه لها.
هل تستطيع أن تفعل ذلك في وقت أنك لا زلت طالباً جامعياً؟
سأقول لك سراً صغيراً، أنني حالياً توقفت عن العمل على السوشيال ميديا لأنني أحضّر فيلمي الذي سيكون مشروع تخرجي، لكن بعد تخرجي أؤكد لك أنه سيكون هناك عودة قوية جداً ومفاجأة كبيرة.
تعرضت لبعض الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي حين قلت في أحد الفيديوهات أن لبنان لم يكن موجوداً من 3000 سنة وانقسمت التعليقات بين من قال لك إن لبنان مذكور في الكتاب المقدس والبعض تحدث عن بلاد الشام...
هناك العديد من الأشخاص الذين لم يفهموا تهكمي في الفيديو، وظنوا فعلاً أنني أقول إن لبنان لم يكن موجوداً في وقت أنني أنتقد من يظن ذلك على طريقة المزحة.
لكن ما أحببته بك أنك لا تعطي قيمة للتعليقات المسيئة في حقك..
فعلاً لأنني أؤمن أنني أنا من أستطيع تحجيم الموضوع، وإنه بالنتيجة بالنسبة لي مجرد تعليق. فأنا في مرحلة من حياتي كنت أتعرض للتنمر بشكل مباشر وجهاً لوجه، لذلك أصبح لدي المناعة الكافية على الكلام المسيء بحقي من أشخاص لا أعرفهم ولا يعرفونني.
ألم تخف إن صغر سنك قد يمنع البعض من أن يأخذوك على محمل الجد؟
بالعكس أعتقد أن هذا الأمر ما يميزني، وأخاف أن أكبر وأفقد شخصيتي غير الكلاسيكية التي أحبها الناس.
أخبرنا عن تجربتك على المسرح وتقديمك عروضاً ثقافية وتجربتك مع طلاب المدارس..
بدأت الفكرة في العام الماضي، وهذا العام أحببت أن أقدم عرضاً ثقافياً محضّراً بدعم من جامعتي الأنطونية، وبطريقة طريفة، وقدمته في العديد من المدارس وردود الفعل كانت إيجابية للغاية.
شاهدت لك فيديوهات مع تيكتوكرز آخرين محتواهم مختلف تماماً عن محتواك .. ما الهدف؟ هل كي تصل إلى شريحة أكبر من الناس؟
ليس الهدف الوحيد لكن الأكيد أنه من أهمها، ففي البداية كنت أود أن أتعرف على هؤلاء الأشخاص وأن أظهر للجمهور أن كل شخص يقدم محتوى على تيك توك فيه ناحية ثقافية، فمع بيرت واكد كانت المعلومة تصل للمشاهد بالمزاح والنكت، ومع يارا بو منصف أيضاً كان فيديو موفق للغاية، ومع سيدة الاتيكيت كارمن حجار كانت هناك ناحية مختلفة. الغاية لم تكن تصوير فيديو مشترك بل أصبحنا أصدقاء وندعم بعضنا البعض، وأشير أن التيكتوكر ريبيكا يمين من المقربين إلى قلبي.
ألا ترى أنه من غير العدل أنك تعمل لـ 5 إلى 6 ساعات على فيديو في وقت أن هناك من يحقق مشاهدات عالية بأفكار سخيفة؟
لا أنكر أن ذلك يحبطني قليلاً لكنني لا أود أن أغير أي شيء في المحتوى الخاص بي، وما يساعدني أنني وصلت إلى مراحل متقدمة والتقيت بوزير الثقافة محمد وسام المرتضى، ودعيت إلى حفل الموريكس دور، وأضف إلى ذلك دعم جامعتي الكبير لي لتقديم عروض مسرحية... أنا أركز على صورتي وعلى صيتي، لذلك أتمنى أن لا يتوجه أحد للطريقة السريعة لتحقيق المشاهدات.
تُعرّف عن نفسك أنك "وزير الثقافة على تيك توك".. هل تطمح فعلا لهذا المنصب؟
في كل مرة ألتقي بالوزير أقول له إنني سآخذ منك المنصب ( يضحك). لا فعلاً، لا شك أن الأمر حلم بالنسبة لي، ولكن أعلم أنني سأستغل هذا المنصب لتطوير الثقافة في لبنان واستخدام ثقافتنا للسياحة.
ما هي الرسالة التي توجهها لوزير الثقافة الحالي القاضي محمد وسام المرتضى؟
أريد ان أشكره لأنني أدرك تماماً أنه يفعل ما بوسعه، واختياره "طرابلس" لكي تكون عاصمة الثقافة ممتاز بالنسبة لي خصوصاً أنه لا توجد موازنة لهذه الوزارة.
اختر شخصية تود أن تقابلها وأن تقدم معها فيديو من فيديوهاتك؟
ستضحكين على اختياري لأنه مستحيل وأعلم ذلك، لكن حلمي اللقاء بالسيدة فيروز لأنها أيقونة لبنان لا بل أراها لبنان.
تعلقك الكبير ببلدك وثقافتنا وحرصك على نشر معلومات تخص هذا الموضوع يُحمّلك مسؤولية كبيرة.. كم تحرص على أن تكون سفير لبنان من هذه الناحية؟
أولاً أريد أن أقول إن لبنان خط أحمر وأحلى بلد في العالم رغم أن الإعلام الأجنبي يحرص على أن يشوه صورتنا، وقد لمست ذلك عندما سافرت إلى عدة بلدان.
نحن أصحاب أعظم حضارة وكثر يكرهوننا بسبب ذلك، ويجب أن ننهض بها مجدداً.
ما هي المعلومة التي عندما اكتشفتها عن لبنان أثارت اهتمامك وهي اكتشاف كبير بالنسبة لك؟
صورت فيديو مرة عن معلومة فاجأتني أنه كان سيتم تحويل معرض رشيد كرامي في طرابلس في التسعينات إلى عالم ديزني Disneyland وكان هناك مستثمرون من الخارج للمشروع، إلا إنه لم يتحقق لأسباب سياسية.
سؤال مهم للغاية لأن كل الناس تتساءل حوله.. هل تتقاضى أموالا من منصة تيك توك خصوصاً أن محتواك بعيد عن الاعلانات؟
أنا لا أتقاضى أي فلس من منصتي تيك توك وانستغرام بشكل مباشر، ولا أظهر في بث مباشر لأنه لا يشبهني بالتحديات. أنا الحمدلله أعمل مع جامعتي والعروض التي قمت بها في المدارس كانت ناجحة، وذهب جزء من مدخولها لمساعدة الطلاب في دفع أقساطهم، كما عرض علي القيام ببعض الاعلانات التي تشبهني.