عندما شاهدت مسلسل "ولاد بديعة" لم أستطع أن أتوقف عن اعجابي بكاتبيه يامن الحجلي وعلي وجيه تصاعديا، أُذهلت بقصة وتمثيل يامن الحجلي، فالقصة منطقية جدا جدا، لـ 3 اولاد تربوا في الشارع، من خلال تصرفاتهم وطريقة تفكيرهم وردة فعلهم، ومن ناحية أخيهم غير الشقيق "مختار" المصاب بالفصام الذي ينتج عنه تصرفات عدوانية وصولا للقتل، ألقى الضوء يامن الحجلي مع علي وجيه على الناس الذين يعيشون من دون أوراق ثبوتية، على "سكر" التي عاشت مع أخويها والتي نتج عنها تصرفات ذكورية، كما على الحياة الزوجية التي تفتقد لزوجة تهتم بزوجها، وعلى انسانة تربت بالشارع مثل "بديعة" والتي كان لديها كم كبير من المحبة رغم الفقر والحرمان.
المشاهد اللبناني تعرف أكثر على يامن الحجلي من خلال الموسم الثالث من مسلسل "للموت" بدور المشلول وأبدع به، أما في "ولاد بديعة" فكانت الشخصية مختلفة جدا، وأعطى يامن الدور كل حقه ايضا، استطاع ان يقدم من خلال شخصية "ياسين" الشاب الذي عاش الحرمان وتأقلم بالوضع الجديد أي "المرتاح ماديا"، واللافت ايضا هو انه اعطى للشخصية المزاح اللطيف، اذ كان حالة كوميدية أعطت روح للمسلسل.
نص يامن الحجلي وعلي وجيه قدّم شخصية سكر للممثلة سلافة معمار بطريقة جديدة، فـ "سكر" قدّمت الشخصية بتأني وحرص على اختيار عباراتها التي لا تخدش الحياء.
أما الممثل محمود نصر (مختار) تمكّن من تقديم شخصية الذي يعيش عقد نفسية منذ صغره بسبب اهمال والده له وتعلقه بوالدته.
لا بد ان نثني ايضا على كفاءة الممثلين سامر إسماعيل، إمارات رزق، نادين خوري، وغيرهم.
لفتنا تصريح الممثل السوري عابد فهد عن العمل بأنه يتضمن الكثير من العنف، لكن أنا اعتبر لا يتضمن العنف بقدر ما أظهر الظلم، ولم يتضمن العنف بقدر ما تضمن مسلسل "لعبة الموت" الذي خاض بطولته مع الفنانة سيرين عبد النور.
الحلقة الأخيرة من المسلسل، أعجبت البعض وخيّبت آمال آخرين الذين اعتبروا ان "ولاد بديعة" هم أشرار، ولكن بنظرتي الخاصة اعتبرت نهاية المسلسل بداية جديدة لحياة ومعيشة ولاد بديعة بسلام ومن دون أي مخاطر.
المخرجة رشا شربتجي رسمت العمل بإتقان وخبرة مصقلة، اذ قدمته للمشاهد بلوحة فنية تروي جزء من قصة حياة كل واحد منا.
في الختام نهنئ فريق العمل على نجاح "ولاد بديعة" الذي تصدر التريند وحصد اعجاب جمهور كبير حتى الذي لا يستخدم مواقع التواصل الإجتماعي.
"ولاد بديعة" يذكرنا بالإبداعات السورية في زمن المخرجين نجدة أنزور وهشام شربتجي وحاتم علي.
