نالت الفنانة التونسية أماني السويسي منذ مشاركتها في برنامج "ستار أكاديمي" شهرة واسعة وإهتماماً كبيراً من الجمهور، كيف لا وأماني تتمتع بكل الصفات المدهشة لتكوين فنان حقيقي بكل ما للكلمة من معنى.
كان لموقع الفن حديث خاص مع أماني، تحدثت فيه عن نجاح أغنيتها الجديدة "كنت أتمنى"، وعن تجربتها في مسرح الرحابنة، وكشفت عن أعمالها المقبلة.
تعد أغنية "كنت أتمنى" أحدث أغنياتك، ماذا تخبرينا عن هذه الأغنية؟
أغنية "كنت أتمنى" من الأغاني القريبة جداً إلى قلبي، ومن الجملة الأولى التي سمعتها من اللحن عندما عرضتها علي الشركة المنتجة، أيقنت أن هذه الأغنية هي اللون الذي يطلبه الجمهور مني، ولم أتردد في غنائها، والحمد لله لاقت نجاحاً وقبولاً وانتشاراً واسعاً.
الأغنية قاربت المليوني مشاهدة عبر يوتيوب، هل كنت تتوقعين نجاحها وما هي العوامل برأيك التي تساهم في نجاح أغنية دون غيرها، خاصة في ظل سيطرة فكرة خلق الترند على الساحة الفنية؟
الحمد لله الأغنية نجحت في وقت نعتبره نحن الفنانون فترة زمنية غير مناسبة للأغاني الكلاسيكية، خصوصاً أنها طُرحت في آخر الصيف، في الوقت الذي يفضل فيه الجمهور الأغاني الإيقاعية السريعة، ولا أخفي عنكم أنني كنت متخوفة جداً من موعد طرحها ومن أن تُظلم، لكنني تأكدت أن الأغنية الجميلة لا تخضع لشروط في مواعيد الطرح، وقد جاء التفاعل رائعاً معها. هذا من ناحية الجمهور، أما من ناحيتي فأنا أعتقد أن قناعتي الكبيرة بالأغنية من حيث الكلام واللحن وأدائي فيها بكل حب وإحساسي بكل كلمة غنيتها، هي العوامل التي ساعدت في نجاحها. وطبعاً، إضافة إلى الفريق الرائع الذي نفذ العمل من الكاتب هاني صارو، و الملحن أحمد زعيم والمخرج المبدع فادي حداد والذي كالعادة عبّر عن كل معاني الكلام بصورته المميزة، وشركة لايف ستايلز التي أنتجت بكل سخاء هذا العمل.
هذه الأغنية بمثابة عودة لك إلى إطلاق الأغنيات، هل قدمت لك العودة بالمستوى الذي تريدينه وما الذي جعلك تختارين هذه الأغنية بالذات للعودة من خلالها وما سر هذا الغياب؟
أنا لا أعتبر نفسي فعلياً أني غبت عن الساحة الفنية لأني كنت متواجدة بقوة والحمدلله بأغنية "يا أنا" وأغنية "فوبيا" في السنتين الأخيرتين، لكن لا أنكر أن "كنت أتمنى" كانت المفضلة عند المستمعين والتي راهنت عليها بسبب قناعتي بالكلمات وباللحن، وأحمد الله كثيراً على هذا النجاح.
البعض يرى أن إنطلاقة أماني السويسي كانت سريعة جداً وناجحة خاصة بعد مشاركتك في برنامج "ستار أكاديمي" إلا أنها تباطأت مع الوقت، هل تؤيدين هذا الأمر وما هو السبب برأيك وما هي خططك للفترة المقبلة؟
صحيح أن خطواتي الفنية الأولى كانت أقوى وأسرع من وجهة نظري لأسباب كثيرة، أولاً برنامج "ستار أكاديمي" كان البرنامج الأكثر متابعة في العالم العربي والعالم أيضاً، مما جعل من المشتركين مشاهير يعشقهم الناس ويتابعون أبسط تفاصيل حياتهم.
ثانياً تعاقدي مع شركة كبيرة مثل روتانا مع كل الخبرات الفنية الكبيرة فيها، ساهم أيضاً بشكل كبير في نجاح ألبوم "وين" واحتلاله المرتبة الثانية، بعد ألبوم الفنان الكبير عبد لله رويشد بإحصائيات مبيعات روتانا آنذاك.
وثالثاً شرف تواجدي في دور بطولة مسرحية "جبران والنبي" للرحابنة، كل هذه العوامل ساهمت في بداية قوية جداً لي، وأظن أن هذا ما صعَّب علي الخطوات التالية. الحمدلله خطواتي الفنية ثابتة ومدروسة لكنني أعترف أنني قصرت نوعاً ما في الإهتمام بالسوشيال ميديا والتقنيات الحديثة للإنتشار، ومن الممكن أن يكون هذا هو سبب انتشار أعمالي قبل ذلك الذي كان أكبر، لكن إن شاء لله أعد محبيني أن أجتهد في هذا المجال بإذن الله.
مررت منذ حوالى السنتين بحادثة مؤلمة، بعد قيام متعهد الحفلات بالتعدي عليك بعد عام من العمل معه، الآن، هل حصلت أماني على حقها وهل تعاقب الجاني على فعلته وما هو تأثير هذا الحادث على مسيرتك الفنية بعد عامين؟
بالتأكيد أنني لا أزال أعاني من أثر هذه الحادثة، لكن أملي كبير في نزاهة القضاء التونسي ليظهر الحق وينال الظالم والمعتدي جزاءه. القضية لا تزال قائمة حتى الآن في المحاكم التونسية.
كمشتركة سابقة في برنامج الهواة "ستار أكاديمي"، برأيك ماذا تقدم هذه البرامج من إضافة إلى مسيرة الفنان الفنية؟ وعلى صعيد شخصي، ما برأيك كانت أهمية هذه المشاركة في مسيرتك؟
"ستار اكاديمي" هو أقوى البرامج الفنية التي أُنتجت على مدار كل هذه السنوات، وفكرة متابعة الجمهور للمشاركين في تفاصيل حياتهم اليومية، كسر المسافات وجعل من المشارك فرداً من أفراد كل عائلة وبيت في الوطن العربي. ومن وجهة نظري هذا أكبر مكسب للمشاركين لأنه يختصر طريقاً طويلاً وجهداً كبيراً للإنتشار، لكن التحدي الكبير هو في البقاء ومواصلة المسيرة الفنية بالقوة والنجاح نفسهما وهذا أمر صعب جداً. للأسف هذه الشهرة الجنونية التي يحصل عليه المشترك بعد المشاركة في البرنامج هي شهرة مؤقتة، إن لم يجتهد ليثبت نفسه بأعماله الفنية الخاصة تتحول إلى شهرة زائفة وبلا معنى.
كان لك مشاركة مبدعة وناجحة في مسرح الرحابنة كبطلة مسرحية "جبران والنبي"، ماذا تخبرينا عن هذه التجربة؟
مسرحية "جبران والنبي" للموسيقار والكاتب العظيم منصور الرحباني والموسيقار الكبير الراحل أسامة الرحباني، كانت أكبر وأسعد مفاجأة في حياتي الفنية، وشعوري بالفخر لا حد له بوقوفي على مسرح الرحابنة وبتواجدي إلى جانب الفنان الكبير غسان صليبا، والممثلين الكبيرين جوليا قصار ورفيق علي أحمد. وقد تعلمت الكثير من هؤلاء العمالقة، ومن قلبي أتمنى أن أنال هذا الشرف ثانية.
في ظل الحفلات الغنائية الناجحة والمهرجانات التي تقيمها الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية، هل ممكن أن نرى مشاركة قريبة لك في هذه الحفلات؟
المملكة العربية السعودية هي الآن درة وجوهرة العالم العربي، وبالتأكيد النجاح فيها هدف من أهداف كل فنان مهما كان اسمه ومكانته، خصوصاً أن مستوى ورقي حفلات الهيئة العامة للترفيه وروعة تنظيم الحفلات سواء كان في موسم الرياض أو في أي إحتفالات فنية أخرى، فإنها في مستوى لم نعهده في العالم العربي ولا نستطيع تصنيفه إلا بمنافس قوي على المستوى العالمي.
وباذن الله سيكون لي تواجد قريباً في الحفلات في المملكة العربية السعودية، لأنال شرف لقاء الجمهور الذي دعمني وشجعني منذ بداياتي في "ستار اكاديمي" ولغاية اليوم.
ما السبب وراء إصرارك على إبعاد صور إبنتك وزوجك السابق عن الإعلام، وتجنب الحديث عن حياتك الخاصة؟
أنا فنانة مقتنعة بأن حياتي الخاصة لي أنا فقط، ولا يحق لأحد التدخل فيها، ولا يحق لي أن أفرض على إبنتي عالم الشهرة، وما أتمناه هو أن تعيش طفولتها بشكل طبيعي، أما بالنسبة لزوجي سابقاً وطليقي الآن فالموضوع نفسه ينطبق عليه، ولا أفضل أن تكون حياتي الخاصة على مرأى من الجميع لا بإيجابيتها ولا حتى بمشاكلها.
نرى إسم أماني السويسي بعيداً كل البعد عن المشاكل التي يعاني منها الوسط الفني، وفكرة الترند التي ترافق أسماء بعض الفنانين، هل تعتبرين أن هذا الأمر له جانب من التأثير السلبي على حصول الفنان على الشهرة التي يريد؟ وعلى الصعيد الشخصي، هل تعتبرين هذا التصرف مقبول؟
للأسف أكثر الكلمات المتداولة على محركات البحث هي كلمات فضائحية، ووصلنا في هذا الزمن إلى أن نرى أن أكثر الناس متابعة على السوشيال ميديا هم الأشخاص الذين يعتمدون على الفضائح والمشاكل والعري لجذب المتابعين. أما أنا ومنذ بدايتي لم أختر هذا الطريق ولا أرى أن هذا التصرف مقبول أبداً، خصوصاً وأنه يؤثر على الأجيال بزرع أفكار ومعتقدات لا تمت للعرب ولا للدين والعادات والتقاليد بصلة.
ماذا تحضّرين من أعمال جديدة وما هي خططك المقبلة؟
أنا في صدد التحضير لأكثر من عمل بإذن الله، وما أعد به الجمهور هو أن تكون هذه السنة سنة إنتاجات كثيرة، وناجحة بإذن الله.