كعادتها، تبحث الممثلة والإعلامية اللبنانية ساشا دحدوح، عن دور جديد يستفزها، ويظهر قدراتها التمثيلية العالية، وهذا ما ظهر واضحاً في دور "سيرين"، الذي تجسده في مسلسل "لعبة حب"، الذي يعرض حالياً.
وكان لموقع "الفن" حوار خاص مع ساشا دحدوح، تحدثنا خلاله عن دورها في المسلسل، وعن عملها في المسلسلات التركية المعربة.
أخبرينا أكثر عن مسلسل "لعبة حب"، وعن شخصية "سيرين" التي تجسدينها في العمل.
العمل كان ممتعاً جداً، وفريق العمل رائع، وظهر الإنسجام بيننا منذ الجلسة الأولى للحديث عن العمل، وأصبحنا ندعم بعضنا البعض، وتعبنا على هذا العمل بكل حب، وعملنا من قلبنا. بالطبع كانت لهذا المسلسل صعوبته، فقد كنا نصوّر في تركيا، وكنا بعيدين عن أهلنا، والتواصل مع فريق العمل التركي كان صعباً بعض الشيء، ولكن هذا أمر إعتدنا عليه مع الوقت، وتعلمنا أسلوبهم، كما أن المخرج فيدات أويار، ساعدنا كثيراً لأنه يتحدث باللغة العربية. أما بالنسبة لشخصية "سيرين"، فقد أحببتها جداً، وتعلقت بها، حتى تمكنت من تجسيدها وتبنيها وتصديقها، فقد عنت لي كثيراً.
حتى الآن، دور "سيرين" هو دور الشريرة، كيف إستطعتِ أن تبتعدي عن الصورة النمطية للشرير، من حيث التصرفات وطريقة الحديث، والتي شاهدناها في الكثير من الأعمال؟
هذا الدور يحمل الكثير من الشر، وأنا تعبت عليه بشكل كبير، حتى أنني والمخرج فيدات أويار والمسؤول عن إدارة الممثلين عروة العربي، عملنا ما في وسعنا، حتى لا تكون الشخصية نمطية كغيرها، والجمهور صدّق الشر الموجود في نفس سيرين، ولكن لا وجود للعـنف الذي ينفر منه المشاهدون، وهذا أمر صعب جداً، فنحن عملنا جهدنا كي نجعل الناس يحبون "سيرين"، وفي الحلقات المقبلة، سيظهر واضحاً الدافع وراء تصرفاتها.
ما الفارق الأساسي الذي لمستِه بين الأعمال العربية التي شاركتِ فيها، والأعمال التركية المعربة؟وكيف تصفين عملكِ مع مخرج تركي؟
هناك فوارق عديدة بين الأعمال العربية والأعمال التركية المعربة، ففي الأخيرة تكونين مع فريق عمل جديد، لا يتكلم لغتك، ولكن هذا الأمر لم يشكل عائقاً أمامنا، بل شكل لي نوعاً جديداً من الخبرة، كما إكتشفنا بلداً جديداً ولغة جديدة، وأدوات جديدة لنا كممثلين، وحاولنا أن نقرب بين نقاط الإختلاف هذه، وأن تكون النسخة العربية من المسلسل مختلفة عن النسخة التركية، فالمسلسل عرض سابقاً ونجح، وإذا لم يلمس المشاهد إختلافاً، لا نكون قد قدمنا له أي جديد.
التعامل مع المخرج كان ممتعاً للغاية، فقد سبق أن كان لنا لقاءات عديدة قبل البدء بتصوير العمل، وكانت لديه نظرة لشخصية "سيرين"، وكذلك أنا، وقرّبنا وجهات النظر، حتى تظهر الشخصية بالطريقة الأمثل. ملاحظاته كانت دقيقة للغاية، وأنا إهتممت بكل مشهد على حدا، وهذا كان أول عمل لي "Light Comedy"، والكوميديا التي حملها كانت مختلفة عن التي تستهوي الشعب العربي.
تم الحديث عن مبالغ ضخمة تقاضاها الممثلون للمشاركة بالأعمال التركية المعربة، ما رأيك؟
في حال أكدت أو نفيت، لن يقدم أو يؤخر جوابي بالنسبة للجمهور، الذي تهمه القصة والعمل ككل، وموضوع الأجر يجب أن يكون خاصاً بكل ممثل.
مع غياب عنصر المفاجأة، تبعاً وأن العمل تم عرضه بالنسخة التركية، ماذا يجب أن يفعل الممثل، حتى يعوض عن نقص هذا العنصر؟
على الممثل أن يعمل أكثر على طريقة أدائه للشخصية، كما لاحظنا، كل ممثل شارك في "لعبة حب"، جسد شخصيته في المسلسل بأسلوب مختلف. حاولنا أن نكون مختلفين كثيراً عن ما قدمه الممثلون في النسخة التركية، وضعنا بصمتنا وهويتنا وروحنا في كل شخصية، والأحداث المقبلة من "لعبة حب"، هي مختلفة بعض الشيء عن أحداث "حب للإيجار".
كيف كانت الكواليس بينك وبين الممثلين؟
كان هناك إنسجام كبير بين فريق العمل ككل، في الحياة تختارين أصدقاءك الذين يشبهونك، ولكن في ظرفنا، فرض علينا أن نكون مقربين من بعضنا البعض، لأننا كنا متغربين في بلد بعيد، وكان علينا أن ننسجم مع الذين حولنا، وكنا محظوظين لأننا إستطعنا أن نكون عائلة واحدة، وكنا نجتمع كل يوم، نحضر الطعام سوياً، ولا زلنا نتواصل مع بعضنا البعض، وأعتقد أنني كسبت أصدقاء لمدى الحياة.
كيف إتخذتِ قرار القبول بتصوير "لعبة حب" في تركيا، خصوصاً مع وجود إبنتيكِ في لبنان؟
هذا الأمر كان صعباً جداً، وتطلب مني الكثير من التفكير حتى تمكنت من إتخاذ القرار، لم تكن فرصة للإستجمام، بل كان لدينا الكثير من العمل، الذي تطلب تركيزاً عميقاً، بالإضافة إلى التصوير اليومي، ولكن إبنتَي زارتانا وأمضتا وقتاً عندي، وكان هذا الأمر جيداً. لا يمكننا في الحياة أن نحصل على كل ما نريد، وأنا رأيت في هذا المسلسل فرصة تستحق العناء، ودور "سيرين" إستفزني للغاية، خصوصاً وأنه جاء بعد دور "قمر"، الذي جسدته في مسلسل "النار بالنار"، والذي كان مختلفاً للغاية.
ما الذي تحضرين له بعد "لعبة حب"؟
الأكيد أن العمل القادم هو دور مختلف تماماً، فأنا دائماً ما أبحث عن دور جديد أتحدى به نفسي، ويستفزني أكثر، حتى لو أن هذا الدور سيتعبني على الصعيد النفسي. هناك الكثير من الخطوات القادمة، التي لم تؤكد حتى الآن، وأتمنى أن يحب الجمهور دائماً ما أقدمه.