توفي رائد الفضاء محمد فارس، أول رائد فضاء سوري وثاني عربي يطير إلى الفضاء، عن عمر يناهز 72 عاماً، يوم أمس الجمعة 19 نيسان، وبحسب التقارير، فقد توفي نتيجة مرض طويل في تركيا، حيث يعيش كلاجئ منذ عام 2012.
تم اختيار فارس في عام 1985 كجزء من برنامج Interkosmos التابع للاتحاد السوفيتي، وانطلق في رحلته الفضائية الأولى والوحيدة في 22 تموز 1987، حيث انطلق على متن المركبة Soyuz TM-3 مع رائدي الفضاء ألكسندر فيكتورينكو وألكسندر (بافلوفيتش) ألكسندروف، وأصبح فارس الأجنبي الثاني عشر وطني يطير على متن رحلة فضائية روسية وأول من زار محطة الفضاء مير.
وعلى مدار المهمة التي استمرت أسبوعًا، أجرى فارس عمليات رصد لسوريا من المدار وشارك في التحقيقات العلمية، بما في ذلك معالجة المواد والتجارب البيولوجية.
وقال فارس في بث مباشر من محطة مير الفضائية: "نحن الآن نحلق فوق بلدنا الجميل سوريا". "في هذه اللحظة السعيدة، أرسل كل احترامي وحبّي... إلى كل شعبي في كل مكان."
كما كان فارس أول من حمل التراب من الأرض إلى الفضاء. وقال في مقابلة أجريت معه عام 2015 مع صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية: "لقد أحضرت معي قارورة تحتوي على تراب من دمشق".
في 30 تموز 1987، هبط فارس مرة أخرى على الأرض على متن مركبة سويوز TM-2 مع فيكتورينكو وألكسندر لافيكين، وكان الأخير عضوًا في طاقم مير المقيم الثاني. وكانت هذه هي المرة الأولى التي ينطلق فيها طاقم مير على متن مركبة فضائية ويهبط على أخرى.
سجل فارس إجمالي 7 أيام و23 ساعة و4 دقائق في الفضاء، كان هو الشخص رقم 209 الذي يطير إلى الفضاء والشخص 202 الذي يدور حول الأرض، وفقًا لسجل رابطة مستكشفي الفضاء لمسافري الفضاء.
وقال لصحيفة ذا ناشيونال : "سيستغرق الأمر مني أياماً لأصف الشعور بالذهاب إلى هناك، ورؤية كوكب الأرض، ورؤية سوريا من الأعلى، وذلك الشعور بالفخر بإنجاز شيء تاريخي لبلدي وللعرب".