غريتا عون ممثلة ومخرجة ومدربة تمثيل لبنانية، درست التمثيل والإخراج وبدأت مسيرتها الفنية في مسرحية "المغنية الصلعاء"، وتنوعت أدوارها المسرحية بين المسرح العبثي والمسرح الشعبي والمسرح الكلاسيكي وغيرها، وكانت إنطلاقتها الكبرى في المسلسل اللبناني الشهير "نساء في العاصفة"، وشاركت بعده في العديد من المسلسلات، نذكر منها "عنبر رقم 6" بالجزء الأول والثاني و"روح" و"أسماء من الماضي " و"أولاد آدم" و"بالقلب" و"روبي" وغيرها، أما في السينما فشاركت بفيلم "بالصدفة" وفيلم "جرح الزيتون" والفيلم المصري الشهير "أصحاب ولا بزنس" عام 2001 وغيرها.
موقع الفن أجرى مقابلة مع الممثلة والمخرجة ومدربة التمثيل اللبنانية غريتا عون، تحدثنا فيها عن أكثر من محطة في مسيرتها.
لنعود بالذكريات، إلى أول عمل شاركتِ به كان عندما كنتِ في عامك الجامعي الأول حين كنتِ تدرسين التمثيل والإخراج، وهو مسرحية المغنية الصلعاء ليوجين يونسكو، وأخرجها المخرج برونو جعارة، كيف تستذكرين تلك المرحلة؟
كان ذلك في عام 1992، كان قد مضى لي شهر في الجامعة فقط، ومشاركتي في مسرحية المغنية الصلعاء، كانت تجربة مميزة جداً وفريدة من نوعها، وكانت التجربة الأولى لي، أتذكر جيداً أن برونو كان متحمساً جداً لكن في الوقت نفسه كان خائفاً، فهذا من الطبيعي لأنني ألعب دور المغنية الصلعاء، وعند نهاية العرض تفاجأ برونو كثيراً بثقتي بنفسي، وكأني لدي خبرة سنوات في التمثيل.
بعد تجربتك في المسرح العبثي الصعب انتقلتِ إلى المسرح الشعبي وتحديداً لمسرحية "وزارة للهوارة" مع المخرج فاروجيان هادشيان وبعد ذلك قدمت مسرحية من نوع مختلف أيضاً وهي "ديوس ع تنين" مع الممثل الراحل خضر علاء الدين، إلى أي مدى خدمك هذا التنقل بين أنوع المسرح المختلفة؟
"وزارة للهوارة" أجريتها بعد سنة من "المغنية الصلعاء" وكانت مختلفة تماما لأنها كانت عبارة عن نوع آخر من المسارح، وثانياً لأنها عبارة عن مجموعة مشاهد تعالج قضية معينة، تحمل الكثير من النقد للواقع على مختلف الأصعدة، الجميل هنا أنني كنت أتنوع في الأدوار وكان الأمر يتطلب ذلك، ودائماً ومهما كان الممثل يقدم من أدوار كان من المطلوب منه بذل جهد للدور ليستطيع أن يقدمه بطريقة جيدة. على سبيل المثال لعبت 5 أدوار في المسرحية المذكورة، ومن بينها دور البنت الجنوبية، وبالرغم من أنني جنوبية الأصل، لكني لم أعش في الجنوب وعشت كامل حياتي في بيروت، فاضطررت أن أذهب عند ناس جنوبيين، وأن أسجل الدور بصوتهم لكي ألتقط اللهجة.
وبعد سنة في عام 1994 مثلت في مسرحية "ديوس ع تنين" و هي مسرحية من النوع الإيطالي وتسمى كوميديا دي لارتي، وتختلف بعدة أمور منها تركيب الشخصيات، وبذلك كنت أختبر نفسي في كل سنة في نوع جديد من المسرحيات وهذا كان إضافة لي.
بعد ذلك إنتقلتِ إلى المسرح الكلاسيكي لتشاركي في مسرحية "مهاجر برسمان" للشاعر والكاتب المسرحي اللبناني الراحل جورج شحادة، بين هذه الأنواع من المسرح، أين وجدت غريتا عون نفسها أكثر؟
"مهاجر برسمان" كانت تجربة جميلة جداً لي، وأنا في الأساس أجد نفسي في المسرح الكلاسيكي، وأحب جميع المسارح لأن هذه جمالية التمثيل، أنه كل مرة أنتقل من نوع مسرح إلى نوع ثانٍ وأعيش تجربة جديدة، لأن تكرار الأمور نفسها عند الممثل تحده كثيراً وتضعه في كادر معين. المسرح الكلاسيكي مختلف لأن الديكور يكون لخدمة الممثل وهكذا أدوار تتطلب من الممثل تركيزاً كبيراً جداً، لأن المسؤولية كلها ستقع عليه ولا يوجد شيء يغطي عنه .
تقومين أيضاً بإعداد الممثل، أخبرينا عن الأمر
مدرب الممثل مهم جداً لكل ممثل، في حال لم يكن موجوداً من الضروري جداً للمخرج أن يلعب هذا الدور، نحن دائماً بحاجة إلى عين ثانية لكي ترانا، لأننا بكل بساطة لا نستطيع أن نرى أنفسنا ومن الممكن أن يكون لدى المدرب أو المخرج وجهة نظر مختلفة يستطيع أن يقنعنا فيها، بالنسبة للممثلين المحترفين هم من يبنون الشخصية بكامل تفاصيلها، ويتبقى للمخرج أن يعطي توجيهاته من وجهة نظره.
أما بالنسبة للفصل، الشخص المحترف يستطيع أن يفصل بين شخصيته الحقيقية وشخصيته في التمثيل، وفي حال لم يستطع أن يفصل، نحن نساعده بالتمارين التي تعلمه الفصل من بعد الانتهاء من كل دور، خاصة الأدوار الكبيرة والتي تؤثر نفسياً على الممثل.
ما الفرق بين الأعمال التي تشاركين فيها كمخرجة والأعمال التي تشاركين فيها كممثلة ؟
المخرج الجيد يجب أن يكون ممثلاً جيداً أيضاً، الفرق بين الإثنين كبير جداً، فالمخرج يجب عليه أن يلعب دور كل الممثلين بكامل تفاصيل شخصياتهم، بالإضافة للإخراج هناك الإضاءة والموسيقى والملابس وكل ما يتعلق بالعمل، لكي يستطيع أن يصل بالطريقة الصحيحة، ولكي يستطيع المخرج أن يترجم هذا الكلام بصورة جمالية، بينما الممثل، فيختلف الأمر كثيراً، لأنه يعمل فقط على نفسه.
في مسيرتك العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية، أي أكثر عمل تعتبرينه أحدث لك نقلة فنية في مسيرتك؟
مهما لعبت من أدوار، يبقى مسلسل "نساء في العاصفة" له تأثير كبير على مسيرتي وعند الناس، وخاصة أنهم يقومون بعرضه حالياً و يتلقى أصداءاً إيجابية.
ما هو السبب الذي الذي لم يدفعك إلى حد الآن إلى كتابة السيناريوهات، بالرغم من أن لديك لمسة فنية رائعة وأبدعتِ في المجالات الأخرى؟
عن سبب عدم كتابتي للمسرحيات فهو الوقت، دائماً كنت مضغوطة، لم أحاول أن أكتب شيئاً لأكتشف إن كانت هناك كاتبة في داخلي أو لا، بالرغم من أنني كنت أحصل على علامات جيدة أيام المدرسة، لا أحد يعلم .. من الممكن أن آخذ فرصة في المستقبل.
لديكِ العديد من الأفلام السينمائية، من بينها الفيلم المصري "أصحاب ولا بزنس"، كيف تصفين هذه التجربة؟
كانت تجربة جديدة بالنسبة لي، لأنه ولأول مرة أعمل مع فريق مصري، ولعبت دور شقيقة شهيد في القضية الفلسـ طينية، وتعلمت اللهجة الفلسـ طينية، لكي أستطيع تقديم هذا الدور الذي كان يحمل قضايا إنسانية من بينها القضية الفلسـ طينية، وتعرفت على ناس كثر أخبرونا عن معاناتهم كشعب فلسطيني، وكانت تجربة جميلة جداً ولا أنسى الى أي مدى أعطوني دعماً وتقديراً كبيرين جداً.