يعد الممثل المصري فريد شوقي من أهم النجوم في العالم العربي، تربع على عرش السينما المصرية في النصف الثاني من القرن الماضي. امتد تاريخه المهني لأكثر من 50 عاماً، صنع خلالها ارث فني عريق ترك أثره في السينما المصرية. برزت شخصيته الفنية بقوة وتألق، إلا أن حياته الشخصية أثارت الكثير من الانتباه والفضول. بعد تجارب عدة في الزواج، إذ استقر مع خمس نساء مختلفات، برزت صفاته الرومانسية وحبه العميق للمرأة. رغم بدايته، الشابة في عالم الزواج، إذ تزوج لأول مرة وهو في سن الثامنة عشر، إلا أن تلك العلاقة لم تدم طويلاً، ولا يُعرف عنها تفاصيل كاملة. وبعد فشل هذه العلاقة، اتجه فريد شوقي نحو عالم الفن ليصبح واحداً من أبرز نجوم الشاشة، إلا أنه استمر في تجاربه الزوجية مع أربع نساء أخريات، وأطلق عليه لقب "أبو البنات" بعدما أنجب خمس بنات من خمس زيجات.
زينب عبدالهادي: هددها بالإنتحار إذ لم توافق عليه
تعرف فريد شوقي على الممثلة زينب عبد الهادي في أحد عروض مسرحية عن رواية "نهر الجنون" لتوفيق الحكيم، ووقع في غرامها، إلا أنها لم تبادله الحب في البداية، فهددها بالانتحار إذ لم توافق عليه، فصدقته ووافقت، وتزوجا وأنجب منها ابنته منى فريد شوقي.
كانت زينب شديدة الغيرة على فريد، وكانت ترفض أن يستقيل من وظيفته كمهندس بمصلحة الأملاك ويتفرغ للفن، ما جعله يستمر في عمله لمدة 8 سنوات، وبقي يعمل في الفن كهواية، حتى قرر في النهاية الانفصال عنها.
الراقصة سنية شوقي: غيرتها عليه قتلت حياتهما الزوجية
ارتبط فريد شوقي براقصة، اسمها "سنية شوقي"، إلا أن غيرتها عليه من المعجبات أدت إلى انفصالهما.
كانت سنية راقصة في ملهى ليلي يتردد اليه فريد شوقي دائمًا في حقبة الأربعينيات، وأحبته، وطاردته في كل مكان، حتى أوقعته في حبائل حبها، فقرر أن يتزوجها. كانت سنية غيورة إلى حد كبير على فريد من معجباته، ولا تتركه لحظة واحدة، ولا تسمح للمعجبات بالاقتراب منه.
وغيرة سنية المرضية حولت حياتهما إلى جحيم، فنصحه الممثل المصري يوسف وهبي بالابتعاد عنها خوفا على مستقبله الفني.
فنفذ فريد شوقي نصيحة يوسف، وبدأ يتهرب من الخروج معها، فحاولت سنية أن تنتحر بعد أن شعرت بخطته بالابتعاد عنها، وأُنقذت في اللحظات الأخيرة، ومع ذلك بقي فريد على قراره ولم يتراجع وانفصل عنها.
هدى سلطان: أعجب بها من أول نظرة
جمعت الفنانة المصرية هدى سلطان وفريد شوقي قصة حب كبيرة، تكللت بالزواج عام 1951، واستمرت لأكثر من 15 عاماً، وأنجبت منه ابنتيهما ناهد فريد شوقي، ومها فريد شوقي، وتبنيا طفلة أسمياها نبيلة، إلا أن هذا الزواج لم يستمر وإنفصلا بسبب الغيرة.
تعرفت هدى على شوقي في ستوديو النحاس، عندما ذهبت مع أحد المنتجين ليعرفها على أبطال الفيلم الذي يتم تصويره، وكان بينهم فريد شوقي.
وروت هدى سلطان في إحدى مقابلاتها، أن فريد رحب بها في الاستديو، وكان يختلس النظر إليها بين الحين والآخر، حتى انتهز فرصة إعداد الأضواء، واقترب منها وقال: "تشربي حاجة ساقعة...؟"، فقالت: "لا.. أنا صايمة"، لأنه كان في شهر رمضان. واندهش فريد من قولها، وقال لها: "صايمة؟!"، فقاطعته قائلةً: "وبصلي كمان.. غريبة!!"، فقال: "أبداً.. أبدا".
وشاءت الصدف أن يجتمع الثنائي في بطولة فيلم "حكم القوي" عام 1951، فكان عملهما في الفيلم فرصة ليتعرفا أكثر على بعضهما، وتبادلا الحديث عن همومهما، وأدرك فريد أن هدى تعاني من آلاما نفسية، ووجدت منه عطفا شديداً.
وتزوج فريد وهدى في اليوم الأخير من تصوير الفيلم، وعاشا حياة ناجحة على المستوى الشخصي والفني، وتعاونا في العديد من المسلسلات والأفلام التي حققت نجاحا كبيرا وشهرة واسعة.
وبعد الحرب التي اشتعلت في تلك الفترة، سافر فريد إلى تركيا للتمثيل وإنتاج الأفلام، وترك هدى في مصر. فوصل لهدى الكثير من الشائعات حول تعدد علاقات زوجها هناك، فطلبت منه العودة إلى مصر إلا أنه رفض، فقررت الطلاق.
سهير ترك: عرض عليها الزواج في عزاء والده
كانت سهير ترك آخر زيجات فريد شوقي، وعاشت معه لمدة 28 عاماً، إذ تزوجا عام 1970، بعد انفصاله عن هدى سلطان، وبقيت معه حتى وفاته عام 1998. وأثمرت هذه الزيجة ابنتيهما عبير ورانيا.
تعرف شوقي على سهير أثناء تقديمه مسرحيته "الدلوعة" عام 1968، إذ بعد انتهاء عرض المسرحية، ذهبت سهير إلى فريد في الكواليس، وألقت عليه التحية كمعجبة، وأبدت إعجابها بالمسرحية وبأدائه، وتحدثت عن إعجابها بأعماله، وما لفت انتباهه أنها كانت تعرف معظم أعماله.
استمرت علاقة الثنائي لفترة، وكانت سهير تهاتف فريد بعد كل فيلم له لتبدي رأيها فيه. وقالت ترك في برنامج "ماسبيرو " مع الاعلامي سمير صبري، أنها ذهبت مع والدها إلى شوقي لتعزيه بوفاة والده، وعندما انهت من تقديم الواجب، وهممت بالخروج، طلب منها فريد شوقي أن تكلمه، فطلبها للزواج.
استغربت سهير في تلك اللحظة طلبه، إلا أنها بعد فترة وافقت على الزواج منه، وتزوجا عام 1970 بحفلة عائلية.