هو ممثل يصل مستوى إحترافه في تقديم الدور إلى حد التماهي مع الدور، فينسى المشاهد أنه يمثل أصلاً، هو الممثل اللبناني علي منيمنة الذي في رصيده العديد من الأعمال الناجحة بينها "موجة غضب، حنين الدم، كل الحب كل الغرام، رصيف الغرباء، للموت، وأخيراً، دهب بنت الأوتيل، عنبر 6"، وآخرهم "كريستال"، ولقد تمكن من خلال أدائه وعفويته أن يكون مقرباً من قلب الجمهور.
منيمنة كان قد شارك مؤخراً في الدورة الأولى من مهرجان بغداد السينمائي، ويطل قريباً في مسلسل "البيت الملعون" وقد خص موقعنا بصورتين من العمل، وكان لنا لقاء معه تحدثنا فيه عن الكثير من المواضيع:
هل تعتبر أن دورك كضيف شرف في مسلسل "كريستال" أعطاك حقك؟
أكيد، لأنه في بعض الأحيان دور ضيف الشرف يكون مؤثراً في القصة ومن الأدوار المهمة في حبكة العمل، كما أنه قد يصل إلى أن يكون مستواه بمستوى بطل المسلسل نفسه، وأحياناً يقدم الممثل مشهداً واحداً في العمل التمثيلي والناس تتذكره، بينما البطل يقدم مسلسلاً كاملاً وينتهي مع نهاية العمل من ذاكرة الناس. لذلك أعتبر أنه لا يوجد دور كبير ودور صغير بل هناك ممثل صغير وممثل كبير، والممثل الجيد أينما يكون يقدم أداءً جيداً، وتكمن الأهمية في إختيار الدور المناسب الذي يظهر القدرة التمثيلية.
ماذا عن رأيك في موضوع أن يكون الممثل اللبناني بطلاً في الأعمال اللبنانية بينما يأخذ أدواراً ليست بطولة في أعمال مشتركة ؟
إذا كان الممثل اللبناني يأخذ دور البطل على صعيد لبنان، فليس من الخطأ أن يكون ضيفاً في الأعمال المشتركة، لأنه في النهاية نحن كممثلين لبنانيين لا نقل مستوى بالأداء وأكاديميةً عن أي ممثل في الوطن العربي، لكن الفرق أننا مررنا بأزمات وحروب والدراما اللبنانية مرت بمراحل نزول وصعود، فإذا كان الشخص قادراً على الإنتشار بأدوار ليست بطولة في الأعمال المشتركة، لا أعتبر الأمر خاطئاً.
فنحن كممثلين لبنانيين جيدين جداً ويمكننا أن ننتشر في الوطن العربي، ويعرف الجمهور العربي الأداء الجيد للممثل اللبناني وأنه لا يقل عن أداء أي ممثل عربي، و"كريستال" كان أكبر دليل.
شاركت في بطولة العديد من الأعمال من إنتاج المنتج والمخرج إيلي معلوف، هل تعتبر أن له فضلاً عليك في مسيرتك التمثيلية؟
إيلي معلوف له فضل على الدراما اللبنانية، والفرص التي حصلت عليها مع إيلي من خلال الأربعة مسلسلات التي قدمتها معه "كل الحب كل الغرام" و"حنين الدم" و"موجة غضب" و"رصيف الغرباء" أضافت إلى مسيرتي في لبنان أولاً، وأضافت إلى نوعية عملي من خلال حصولي على المزيد من الخبرة، وساعدتني على تسويق نفسي كممثل، فإذا ظللت جالساً في منزلي وأنظّر أو أقدم عملاً ناجحاً كل 10 سنوات وأعيش على أمجاده، فهذا الأمر لن يفيدني ولن يفيد الدراما اللبنانية.
إيلي صديق مقرب، وله فضل ليس فقط عليّ بل على العديد من الممثلين من نجوم الصف الأول "اليوم بيشوفوا حالون بالوطن العربي".
نراك على طبيعتك دائماً، فهل أنت بعيد عن فكرة الخوف من التقدم بالعمر وحصرك بأدوار معيّنة؟
أبداً ليست لدي هذه العقدة، فأنا وصلت إلى هذا العمر وما زلت أقدم أدوار بطولة وأترك بصمتي فلا دخل للعمر بالأمر، المخرجون والمنتجون حين يجدون ممثلاً وصل إلى عمر معين وتوقف عنده كأداء يصبح لديه نمطية في الأدوار، لكن بالنسبة لي عمري مجرد رقم أعيشه، ولا يؤثر إلا في نوعية الأدوار التي أقدمها، فبعض الأدوار لم يعد بإمكاني تقديمها مثل دور الشاب المتخرج حديثاً من الجامعة وما شابه.
لكن مثلاً في "كريستال" أثبتُ أنني كرجل بهذا العمر قادر على تقديم دور رومانسي، حين ظهر "نديم"، وهو الدور الذي قدمته في كريستال، وشعر الجمهور بالإعجاب بينه وبين عليا كرم، في البداية علق الجمهور على الأمر مستغرباً كيف عليا ستترك الدكتور وتحب شخصاً بعمر والدها، لكن حين تابعوا القصة وتقربت الشخصيات من بعضها أصبحت شخصية نديم أوضح، وأحب الناس ثنائي نديم وعليا ولم يشر أحد إلى فرق العمر بينهما. وأود أن أوجه تحية للممثلة باميلا الكيك إذ كانت تجربة أكثر من رائعة معها، وكان أول لقاء لي معها في "كريستال" .
هل تندم على قرار التوقف عن التمثيل لمدة استمرت حوالى الـ 12 سنة ؟
كلا لأنه حينها كان قراراً صحيحاً اتخذته عن وعي، فكل قرار أتخذه في حياتي لا يكون عفوياً بل أفكر فيه كثيراً.
عودتك كانت من خلال مسلسل "إتهام" الذي أطلت فيه الفنانة ميريام فارس في عملها التمثيلي الأول والوحيد فهل تعتبر أن ميريام كان يجب أن تستمر في مجال التمثيل؟
تجربة ميريام فارس في هذا العمل كانت جيدة جداً، وهي تمثل في الكليبات وقد تكون تحقق الإكتفاء الذاتي من خلال هذا الأمر، وقرارها عدم التمثيل مجدداً يعود إليها، وفي حال قررت أن تخوض عملاً تمثيلياً ثانياً فإنها قد تحقق النتيجة نفسها. فهي قد تعاطت مع شخصيتها في المسلسل بإحساس عالٍ جداً، وركزت كثيراً في دورها وعملت على نفسها "وكانت آخدة القصة جد"، وعملت بإحتراف كبير.
في فترة من الفترات كنت تتواجد بالعديد من الأعمال المصرية بينها "ذهاب وعودة" مع الممثل أحمد السقا، ثم غبت عن هذه الأعمال، هل تعتبر أنك إستطعت أن تفرض وجودك بين النجوم المصريين؟
من وجهة نظري ليس على الممثل اللبناني أو من أي جنسية أخرى، أن يفرض وجوده بين النجوم من أي بلد آخر، أحب أن أقدم أدواراً في العديد من الدول العربية لكن كممثل لبناني، لا أحب فكرة أن آخذ مكان شخص آخر في وطنه، بل أسعى إلى أن أظهر صورة جيدة للممثل اللبناني في كل الدول العربية.
وفي حال كان هناك دور لبناني أو أجنبي، كون شكلي بات يسمح طبعاً، ليست لدي مشكلة ولكن ليس في بالي أن أقدم نفسي كممثل مصري، فالفكرة بعيدة جداً.
عدا عن أنني لست بمنافسة مع أحد سوى مع نفسي، ففي "ذهاب وعودة" كانت مساحة دوري قليلة، ولكن حين قدمته لم أفكر بأن الممثل أحمد السقا هو بطل المسلسل بل فكرت في أن أقدم دوري بشكل رائع، مع الإشارة إلى أن مشاركتي بـ"ذهاب وعودة" لم ينتبه لها أحد، كان الدور أهم بكثير لكن لظروف لوجستية تم حذف الكثير من الأمور كنت قد قبلت الدور من أجلها، لكن لم أعلق على الأمر، بينما في "الزيبق" مع الممثلين كريم عبد العزيز وشريف منير وكارمن لبس وفادي براهيم، كانت مساحة الدور أقل بكثير من "ذهاب وعودة" لكن كان له وقع أكبر بكثير، وفي "زي الورد" كانت مشاركتي جميلة جداً.
وحالياً أتلقى عروضاً من الدول العربية بينها مصر، لكنني دائماً أبحث عن الدور الذي أقدم من خلاله أمراً مهماً، وليس على الربح المادي فقط.
من فترة شهدنا اعتزال الممثل المصري عادل إمام بعد مسيرة حافلة هل تعتبر أن الممثل في عمر معين يجب أن يعتزل؟
اعتزال لزعيم عادل إمام أطال الله عمره، لن يؤثر على مسيرته، فهو مدرسة في التمثيل إن كان في الكوميديا أو الميلودراما، ففي التمثيل يمكن للشخص أن يظل قادراً على العطاء حتى لعمر الـ100 عام، لكن قرار الزعيم قرار شخصي لا يمكن لأحد محاسبته عليه وهو سيبقى في الذاكرة مدى العمر، فالسيدة فيروز وإن لم تغنِ ل 10 سنوات، لا يمكن لأحد أن لا يسمعها.
هل تخاف من التقدم بالعمر في مجال التمثيل عندما ترى ممثلين يمرون بأوضاع صحية معينة ولا يلقون إهتمام الدولة؟
نقابة الممثلين عملت خلال السنوات الثلاث الماضية عملاً جباراً على هذا الموضوع، وبات أكثر الزملاء مسجلين في صندوق التعاضد، وأغلبهم بات لديهم ضمان صحي، لكن المجهود هو على صعيد النقابة فقط، وهذا الأمر ليس كافياً، بل يجب أن يكون المجهود على صعيد الدولة أيضاً، فالتاريخ يشهد لأي مدى الفنان اللبناني "تعذب وتبهدل بكبرتو".
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
حالياً أنا في فترة إستراحة، عرض عليّ الكثير من الأعمال التي لم تناسبني وأحياناً لم تناسب وقتي.
وسيُعرض لي مسلسل "البيت الملعون" بعد شهر رمضان، من إنتاج شركة إيغل فيلمز، إخراج محمد جمعة من مصر وتأليف نجاة حسين، وبطولة الممثلة الكويتية هدى حسين مع نجوم من الكويت ومن لبنان.(ونورد لكم أدناه صورتين لمنيمنة من العمل).