لمع إسم الممثلة اللبنانية آن ماري سلامة في العديد من الأعمال التي شاركت فيها، من بينها مسلسلات "جذور والغالبون ولولا الحب والأرملة والشيطان ووين كنتي وأجيال"، ونالت عن أعمالها العديد من التكريمات، منها تكريم من إيران عن دور "سلمى" في فيلم حبل كالوريد، وتكريم من "مركز بيروت الدولي" عن دور "مريم" في مسلسل الغالبون الجزء الثاني، وتكريم "الموركس دور" 2014 عن دورها بمسلسل جذور.
ويعتبر غياب آن ماري سلامة عن الأعمال التمثيلية اليوم، محط تساؤلات كثيرة، وقد كان لنا لقاء معها، تحدثت فيه عن الأمر، وعن العديد من المواضيع.
ننشر لكم اليوم الجزء الأول من لقائنا مع الممثلة آن ماري سلامة.
أطليت عام 2023 في مسسل "لحن البحر"، هل حقق هذا العمل النجاح المتوقع؟
لكل محطة تلفزيونية جمهورها الخاص، خصوصاً في شهر رمضان المبارك تكون نسبة المشاهدة عالية جداً. وبما أن معظم المسلسلات أصبحت معروضة على المنصات مسبوقة الدفع، بات الجمهور العريض متعطشاً للأعمال اللبنانية البحتة، لذلك نعم، أجد أن المسلسل قد لاقى نجاحاً وانتشاراً واسعين، بحسب إحصاءات المحطة وآراء المشاهدين.
شاركتِ في عدد لا يستهان به من أهم الأعمال الدرامية، وتعاملتِ مع أهم المخرجين والكتّاب، من بينهم مروان العبد، شكري أنيس فاخوري، منى طايع، مروان العبد، هشام شربتجي وكلوديا مرشليان، لماذا آن ماري سلامة غائبة اليوم عن الشاشة؟
ربما هذا ليس غياباً، إنما هو تغييب إذا صح التعبير، لقد صورت أعمالاً مختلفة جداً في الخارج، وفيها تحدٍ كبير على جميع المستويات، ولم أصرح عنها كي لا يستبعدني المنتجون ومدراء الإنتاج في لبنان.
لقد تعلمت درساً من تجاربي السابقة في هذه المهنة الصعبة، وهو أن المرضى في هذا المجال ينتظرونكِ كي تسافري، ليستغلوا غيابكِ من خلال إعلانهم أنك إعتزلتِ، أو وقعتِ على عقود لسنوات عديدة مع شركات أخرى، أو أنكِ لن تعودي إلى الدراما اللبنانية، وغيرها من الأخبار، وبما أنني أعلم جيداً أن معظم العاملين في الوسط الفني، يعلمون من أين تؤكل الكتف، لن أعطيهم هذا الإمتياز لكي يستغلوا الوضع. لقد عدت إلى أحضان الجامعة اللبنانية، وأكملت الماجستير في إعداد الممثل، وأستعد بقوة ربنا، لأكمل الدكتوراه، في المسرح أيضاً، فأنا لا أؤمن بالوقت الضائع، بل أخلق من الفراغ والعدم تطويراً للذات من زوايا عديدة، وهذا يدفعني إلى تقديم الأفضل، وتزويد الممثلة التي بداخلي بالمزيد من المعلومات الجديدة.
هل هناك أسماء تعاملتِ معها تعتبين عليها؟
من المحبذ ألا أمدح بأحد وألا أذم بأحد، وذلك لأسباب شخصية، فالدنيا "دولاب"، هناك أناس يرغبون في الحصول على رزقهم، ويطمعون في أرزاق غيرهم، وهناك أشخاص يتكلون على فكرة أن ربنا مقسم الأرزاق.
لا بد أن نجاحي، كما نجاح بعض الزملاء الآخرين، كان حجر عثرة في المشوار الفني للطامعين، نعيش اليوم حلقة "كليكات" في شركات الإنتاج، حيث تتكرر مشاركات بعض النجوم ويستبعد البعض الآخر، و"الشاطر يفهم".
هل تعتبرين نفسكِ مظلومة في مجال التمثيل؟
إذا أردت القول إنني مظلومة بمجال التمثيل بالمطلق، فجوابي أكيد لا، ولكن أؤكد لكِ أنه " ما من نبي مكرم في وطنه"، ولقد فُتحت لي آفاق جديدة خارج لبنان، والحمد لله المنابر تتوسع، وأؤمن وبقوة بأن الله يعرف مصلحتي أكثر مني، عندما يقفل باب، يفتح باب أهم وأقوى من الذي سبقه.
قدمتِ عدداً من الثنائيات، من بينها مع الممثل وسام حنا في "جذور" و"الحب القديم"، أي ثنائية طبعت في قلبكِ كثيراً؟
لا أستطيع أن أقول لك ثنائية، فعندها ينحصر الموضوع بين إمرأة ورجل، بل هناك ثنائيات تمثيلية أنثوية وأخرى ذكورية، والأدوار التي لعبتها كان فيها روح الجماعة، حيث كان الطرفان يطمحان إلى إنجاح المشهد، وكذلك هناك أطراف آخرون مصابون بجنون العظمة أو بالنرجسية، يهوون سحب زميلهم إلى الهاوية، فتطغى شخصيتهم الأصلية على الشخصية التي يؤدونها، ويزرعون طاقة سلبية في مكان التصوير، ويساندهم في ذلك الأشخاص غير المحترفين الذين تعدوا على المهنة، وهناك البكاء وصرير الأسنان.
تلقيتِ العديد من التكريمات، ولكن ما هو الدور الذي جسدتِه وتوقعتِ أن يتم تكريمك عليه، ولكن ذلك لم يحدث؟
لقد خذلت في دورين كان من المفترض أن أكرم عليهما، الأول مسلسل "سولو الليل الحزين"، والثاني مسلسل "وين كنتي"، إذ لم يكن هناك تكريم لي على دوري في أي جزء من جزأيه. أشعر بغبطة، بعد إنتهاء يوم التصوير، ما يعطيني نوعاً من الإكتفاء الذاتي، إنما التقييم والحكم الأكبر يبقيان للجمهور وللمعنيين والمتخصصين والمحترفين في النقد الفني، فلقد إنهالت عليّ الإتصالات والتهاني آنذاك، ولم أعد أستطيع المشي في الشارع، كما لو أنني كنت أجسد شخصية معروفة، وشعرت حينها فعلاً أنني ولدت لكي أكون ممثلة.
عمار شلق وطوني عيسى ويوسف الخال ويورغو شلهوب، كلهم ممثلون تعاملتِ معهم سابقاً، من منهم تتمنين مشاركته في عمل جديد؟
الحمد لله ليس لدي أعداء في المهنة، فلكل نجم ذكرتِه بصمته الخاصة وأسلوبه الخاص في التمثيل، وكل واحد منهم صديق وزميل. ويا ليتنا نجتمع كلنا في عمل واحد، يشارك فيه معنا نجوم آخرون، يضيفون على خبراتنا من خبراتهم.
تجمعكِ علاقة جيدة بالمصمم اللبناني المبدع بسام نعمة، ما الذي يميز تصاميمه، وما الرسالة التي توجهينها له؟
قبل أن يكون بسام نعمة لامعاً في مجال الموضة والأزياء، هو رمز للأخلاق العالية والذوق الرفيع والتواضع، ويا ليت جميع المبدعين "بينعدوا منو"، أما من حيث التصاميم، فبكل صراحة، لا يوجد أي خطأ، وتخرجين من عنده جاهزة، ولا تعودي تشغلي بالك في التفكير. بسام نعمة صديق، لا يبخل عليّ بالنصائح والمعلومات لأكون نجمة أفضل، ورسالتي له هي: "إبقَ مثلما أنت، فهذا ما يميزك".