تناولت عشرات الأفلام حياة الملكة كليوباترا، إلى جانب الكتب التي تتناول سيرتها الذاتية. وقد أثبتت هذه الشخصية التي خلدها التاريخ، أن النساء قادرات على قيادة الأمم، وذلك بفضل ذكاءها. كليوبترا هي الملكة السابعة في مصر، وهي من أصول يونانية. حكمت مصر بمشاركة أخيها بطليموس الثالث عشر الذي تزوجها فيما بعد، وفقا لعاداتهم وتقاليدهم، وعند استلامها للعرش كانت في السابعة عشرة من عمرها، وشقيقها في العاشرة، وهي آخر ملوك الفراعنة في مصر.
شخصية قوية
تميزت كليوبترا بشخصيتها القوية والحنكة والتخطيط الاستراتيجي وحب المجد والسلطة. استولت على قلب أعظم رجلين في تاك الفترة الزمنية، وهما يوليوس قيصر ومارك أنطوليوس. عقب تولي كليوبترا للحكم بفترةٍ وجيزة، قام أوصياء أخيها على العرش بطردها من الاسكندرية، لأن مصر كانت تحت وصاية الرومان، وتزامن ذلك مع وصول حاكم روما القيصر يوليوس إلى مدينة الاسكندرية، الذي هاجم كل اخصامها، وتسبب بإغراق شقيقها بطليموس الثالث عشر، وإعادتها إلى العرش لحكم البلاد.
أصول مصرية
بالرغم من الاعتقاد الشائع بأن كليوباترا تتحدر من أصول مصرية، فإن الواقع يشير إلى أنها كانت تنتمي لأسرة بطليموس المقدونية، التي تنحدر من نسل أحد جنرالات الإسكندر الأكبر، وهو بطليموس الأول. وكانت تتقن اللغة اليونانية ومطلعة على عادات اليونانيين. حكمت أسرة بطليموس مصر لمدة 300 سنة، بعد أن اعتلى بطليموس الأول العرش إثر وفاة الإسكندر الأكبر في سنة 323 ق.م.
تجميلأم علاج؟
كانت كليوباترا تكحل عينيها، وكشفت أبحاث المؤرخين أن الكحل التي كانت تضعه مكون من أربع مواد مختلفة، ولم تكن فقط لأغراض تجميلية، بل لأغراض صحية تتعلق بحماية العين من العدوى، لا سيما في فترات فيضان النيل وانتشار البكتيريا والإلتهابات.
مصنع عطور
درست كليوباترا الكيمياء، وكانت تؤمن بتأثير الروائح كوسيلة للإقناع. ورشت العطور على أشرعة سفينتها قبل أول لقاء لها مع مارك أنطونيوس، حتى يكون تأثيرها عليه قويا. وكانت أيضا تمتلك مصنعا للعطور.
رهانات وتبذير
تقول الأسطورة أن كليوباترا تحدّت مارك أنطونيوس، وأكدت له أنها يمكنها تبذير ما يعادل 10 ملايين قطعة فضية على وجبة واحدة. وطلبت بعدها وجبة متواضعة وكأسا من الخل، ثم إنتزعت من أحد أقراطها حجر اللؤلؤ ورمتها في الخل، وراقبته يذوب. على الأثر شربت كأس الخل لتثبت أنها مستعدة للقيام بأي شيء لتكسب الرهان. كانت كليوباترا تحب المتعة والمرح. وقد أنشأت برفقة عشيقها الجنرال الروماني مارك أنطونيوس نادٍ للشرب خاص بهما، تقام فيه الحفلات الصاخبة والولائم.
زواج المحارم
كان زواج المحارم منتشرا في تلك العصور ليس فقط في أوروبا، بل أيضا في صفوف العائلات المالكة في الشرق الأوسط. لكن المصريين القدامى بالغوا في ممارسة هذه العادة، إلى درجة أنها دخلت ضمن تقاليدهم الراسخة.
وتشير الأسطورة المصرية إلى أن الإله أوزوريس تزوج من أخته إيزيس للحفاظ على نقاء النسل الملكي. وتبنى الفراعنة هذا التقليد، دون الأخذ يعين الإعنتبار التبعات الجينية المترتبة. وعندما وصل أبناء بطليموس الى السلطة، حافظوا على هذه العادة، فتزوجت كليوباترا عندما أصبحت ملكة من شقيقها الأصغر.
ذكاؤها فاق جمالها
تميزت كليوباترا بالجمال والجاذبية وبشخصيتها القوية. درست الرياضيات والطب والكيمياء والإقتصاد والتاريخ والجغرافيا، وكانت تتقن تسع لغات. كما أنها كانت تتمتع بقدرات دبلوماسية.
الثقافة المصرية
الى جانب اللغة اليونانية، كانت كليوباترا تتحدث لغات الأمم المجاورة لمصر. وكانت الوحيدة ضمن نسل بطليموس التي اهتمت بتعلم لغة المصريين القدامى. كانت ترتدي الملابس التقليدية وتشارك في الإحتفالات والمراسم المصرية، ما أكسبها شعبية وسط العامة.
قتلت شقيقها
وقعت خلافات بين كليوباترا وشقيقها بطليموس الثالث عشر، الذي حاول الانفراد بالسلطة. فلجأت إلى يوليوس قيصر لحمايتها من طموحات شقيقها المتزوج منها. تمكن قيصر من هزيمة بطليموس الثالث عشر الذي غرق في النيل أثناء هروبه وتوفي شقيقها الثاني في ظروف غامضة، ويعتقد البعض أنها وضعت له السم.
وفاتها
تعددت الروايات حول موت كليوباترا الأولى وجود ثعبان مخبأ تحت أوراق الشجر في سلة التين وعندما أزالت كليوباترا التين لدغها في ذراعها. أما الرواية الثانية فتقول إن الثعبان أُحضر في وعاء وإن الملكة استفزته بوخزه بإبرة ذهبية حتى هاجم ذراعها. أما النسخة الثالثة من هذه القصة فتبدو الأكثر احتمالًا وهي: أن كليوباترا كانت تحمل مشطًا مجوفًا في شعرها تُخزن فيه السم. ويقال أن أوكتافيان عرض في موكب انتصاره بدلًا من الملكة نفسها تمثالًا لها مع أفعى. دُفنت كليوباترا بجوار أنطونيو ويُقال إن جثمانها وُضع بجوار جثمانه.