يقدم الفنان اللبناني وسام صليبا دور "داني" في المسلسل التركي المعرّب "الخائن" ليضيف إلى مسيرته الفنية نجاحاً آخر ودوراً مقدماً بطريقة محكمة.
وبهذا الخصوص، كان لموقع الفن حوار خاص مع وسام صليبا، تحدثنا خلاله عن الأعمال التركية المعرّبة بشكل عام وعن وضع صناعة الأعمال التمثيلية في لبنان والعالم العربي وغيرها من الأمور.
إنطلاقاً من مسلسل "الخائن" ودور "داني" الذي تقدمه فيه، برأيك ما مدى تأثير هذه الشخصية على مجرى الأحداث، وهل شهدت تطوراً حقيقياً؟
"الخائن" كان مسلسلاً جيداً، وتجربة جديدة بالنسبة لي، صراحة هذه الفكرة بالأخص تحدثنا عنها كثيراً نحن كفريق عمل وممثلين، حتى الأشخاص الذين تابعوا المسلسل وأحبوه ركزوا على فكرة أن هناك عدة شخصيات لم يكن لها هذا الدور المؤثر في العمل الأساسي.
النص مقتبس عن النص التركي الأصلي، وهناك عدة أحداث تغيرت بين النصين وتم تعديلها حتى أن عدد الحلقات كان أقل، وتم حذف مشاهد وأحداث عديدة، بالنص الأصلي كان هناك مساحة دور أكبر وأهم لشخصية "داني"، وكنت أتمنى لو أنه لم يتم إلغاؤها، لأنها كانت تعطي الشخصية مدى أكبر وتأثير أكبر، بالنسبة للنسخة العربية، كان هناك مساحة جيدة لشخصية "داني" لا يمكن الإستغناء عنها، حتى أن قصة حبه مع نادين (الممثلة رولا بقسماتي) كانت قصة جميلة، ولكن على الصعيد الشخصي أعتقد أنها كانت بحاجة لبلورة أكثر وكان يمكن أن نركز على الصراع الذي عاشه بين حبه لـ نادين ومشاكلها مع عائلته بشكل أعمق.
ما رأيك بالمسلسلات التركية المعرّبة؟ وهل تعتقد أن الإختلاف بالثقافات له تأثير سلبي على المشاهد؟
صراحة، حتى المسلسلات اللبنانية والعربية لا تشبه مجتمعاتنا، وهذا أمر غير مقبول، فنحن بحاجة لكتّاب ونصوص تنقل واقعنا الحقيقي، أما بالنسبة للمسلسلات التركية المعرّبة، فأعتقد أن المنتجين وجدوا فيها ربحاً حقيقياً ومردوداً كبيراً، نحن بحاجة لشركات أو لمنتجين يملكون الشجاعة التي تجعلهم يتحدّون هذه الخلطة المربحة الموجودة، ويحاولون تجربة نوع جديد ونصوص جديدة، حتى يبدأ غيره بتقليده في حال ربحت الخلطة الجديدة، ولسوء الحظ نحن عادة ما ننتظر هذا الشخص الجريء بدلاً من أن نكونه، ولكن يجب أن نكون واثقين أن الجمهور في حال قدمت له نوعاً جديداً جيداً وممتعاً لن يمتنع عن مشاهدته، فبرأيي مشكلة النصوص متواجدة في الإقتباس عن الأعمال التركية كما في النصوص اللبنانية والعربية.
هل أنت مع الأعمال التجارية التي يتابعها الجمهور فقط بهدف التسلية؟
نعم، ممكن للعمل أن يكون بهدف التسلية ولكن قادر على إيصال فكرة عميقة، العمل التجاري ليس عملاً غير فني، نستذكر أعمال الفنان اللبناني زياد الرحباني الذي قدم خلالها أغانٍ تجارية، ولكنها كانت قادرة على أن تطال جميع الأذواق والمستويات العلمية والثقافية، وكانت تتضمن عبراً ومعاني عميقة حتى أنها لا تزال سارية إلى يومنا هذا. إنه أمر مؤسف إذ أنني مع وجود أعمال تجارية تهدف للتسلية، و لكن بشرط أن تجسّد واقعنا أكثر، وأن يعرف الكاتب قوانين الكتابة ويكون قادراً على تقديم التجاري المسلي والعميق في الوقت نفسه.
في مسلسل "الخائن" وفي المسلسلات التركية المعرّبة بشكل عام، نرى تواجداً لأحداث توصف بالجريئة، برأيك هل أصبح المشاهد قادر على تقبل هذه المشاهد أكثر من قبل، وما السبب وراء إثارتها الجدل حتى الآن؟
في حال نحن نسعى لتجسيد الواقع كما هو، لا بد من وجود مشاهد جريئة، لكن يجب أن نحافظ على الذوق في العرض، في حال ظهرت المشاهد الجريئة فبطريقة لطيفة مع مبرر، إذ نحن كشعب عربي شعب كبير ومتنوع وبالطبع سنظل نواجه إختلافاً بوجهات النظر، ولكن مع الوقت أعتقد أن هذا الجدل سيقل، وإنما بالطبع يجب المحافظة على أن تكون هذه المشاهد هادفة ولها تأثير على مجرى الأحداث.
برأيك هذا التوجه نحو الأعمال التركية المعرّبة لا يشكّل نوعاً من الإجحاف بحق الكتّاب والمخرجين اللبنانيين والعرب؟
صراحة لا، ليس هناك تأثير حقيقي، مثلاً شركتا الصباح وEagle films تركزان على النصوص اللبنانية والعربية، الـ MBC تركز على الكتاب الأتراك، وفي هذا المجال نعم أتمنى لو أنهم يركزون على الكتاب اللبنانيين والعرب أكثر، من هنا نتمنى لو أن المنتجين الكبار يحاولون إعطاء فرص أوسع للكتاب اللبنانيين والعرب، ولكن لا يمكننا أن ننكر أن هذه المسلسلات التركية تتيح فرص عمل للممثلين اللبنانيين والعرب أكثر، مع مسلسلات ممتدة إلى 90 حلقة.
من المقرر أن تشارك في الموسم الرمضاني المقبل من خلال مسلسل 2024، ماذا تخبرنا عن كواليس التصوير؟
سأقدم في العمل الشخصية نفسها التي قدمتها في الجزء الأول، أي مسلسل 2020، لدي حماسة كبيرة لهذا المسلسل، وفريق العمل رائع كالعادة، من الممثلين، والمخرج فيليب أسمر وهو شخص أحب أن أتعاون معه كثيراً وأثق به كثيراً، يمكن القول إنني شعرت بأني عدت إلى منزلي.
تقدم في الوقت الحالي podcast at wissam’s، ماذا تخبرنا عن هذه التجربة، وإلى أي مدى وجدت نفسك في برامج التقديم والحوار؟
تجربة رائعة، ورأيت نفسي فيها، أسعى في الموسم الثاني إلى التوسيع أكثر. وجدت نفسي في هذه التجربة لأني بالأصل دخلت في مجال إدارة النقاشات، كنت أفكر بهذا المشروع منذ فترة ولكن ترويت حتى أقدم برنامجاً يملك هوية خاصة، وأنا سعيد للغاية وأشعر أني أتحسن في هذا المجال كل يوم أكثر فأكثر.
حتى الآن، أي حلقة تعتقد أنها كانت الأكثر متعة أو الأكثر إثماراً؟
كل حلقة كان لها شيء يميزها، من عدد المشاهدات، إلى العمق في المواضيع المتناولة، كل موضوع تناولناه بطريقة مختلفة، مثلاً في الحلقة مع الممثل جون أشقر شعرت أنه قريب بشكل كبير إذ نفكر بالأسلوب نفسه، الممثل فؤاد يمين شعرت أن الحلقة معه كانت عبارة عن جلسة بين صديقين مقربين، مقابلتي مع والدي الفنان غسان صليبا، شعرت أنها تشبه المواضيع التي نتحدث بها سوياً في المنزل، عضو مجلس إدارة جمعية الصناعيين ورئيس تجمع الصناعيين في كسروان بول أبي نصر قدم لي معلومات جديدة عن الصناعة في لبنان، لم أكن أعرفها من قبل، كل حلقة كانت لها ميزتها وهذا ما يميز البرنامج.
قدم الفنان غسان صليبا مؤخراً إستقالته من مقعده في نقابة المهن التمثيلية، برأيك هل يمكن أن نأمل بأعمال هذه النقابة إذا سمحت الظروف الأمنية ومع الدولة؟
نحن محكومون بالأمل، ليس فقط من أجل النقابة بل من أجل مصلحتي ومصلحة زملائي، أنا لا زلت أملك أملاً بعمل النقابات، بالرغم من أنه ليس هناك أي مبرر لهذا الأمل، بالنهاية حال النقابات لا يختلف كثيراً عن وضع البلد، المحكوم بالمحسوبيات والسياسة.
بعد مسلسل 2024، ماذا تحضر للجمهور؟
حالياً أنا أعمل على إنجاز 2024، وبعدها سأصب تركيزي وطاقتي كلها في الـ Podcast، أما في مجال التمثيل لا يوجد عمل جديد بالأفق.