عادة ما نستذكر قصص الحب متحدثين عن جوانبها الطيبة، مثل الكرم، الرومانسية العطاء.. أما قصصنا الآن فهي قصص مختلفة، وما جمع الأحباء هنا، هو حبهما للقتل السرقة والخداع، كما حبهما لبعضهما البعض على حد سواء.
ولعل أشهر هؤلاء الثنائيات المجرمة، ريموند ومارثا، تشارلز وكاريل، بوني وكلايد، تعرفوا إذاً إلى تفاصيل قصصهم.
كلايد وبوني ارتكبا 13 جريمة قتل
حاز فيلم "The Highwaymen" للمخرج جون لي هانكوك، على شهرة واسعة، وتفاعل الجمهور بشكل كبير مع القصة، مع أن الكثيرين لا يعرفون أنها تحكي قصة "بوني وكلايد"، أشهر الثنائيات إجراماً وحباً لبعضهما.
وعلى عكس ما ظهر في الفيلم، الذي حاول نزع الرومانسية عن أفعالهما، حيث أن الأحداث سردت عن لسان الشرطيين اللذين أنهيا سلسلة جرائمهما، إلا أن "بوني وكلايد" في الحقيقة حظيا بقدر غير مسبوق من الإعجاب والمدح.
إلتقى كلايد ببوني عام 1930 للمرة الأولى، حينما كان يسيطر على ولاية تكساس الكساد الكبير.
كان كلايد في الـ 21 من عمره وكانت بوني في الـ 19، وبالرغم من أنها كانت متزوجة من أحد مجرمي تكساس، إلا أن ذلك لم يمنعها من الوقوع في الحب سريعاً.
بعد فترة تم القبض على كلايد بعد توريطه في عملية سرقة، فأرسلت بوني مسدساً له إلى داخل السجن، وساعدته على الهرب، قبل إعادة القبض عليه بعدها بأيام.
وبعد الإفراج عنه بدأت قصة حبهما الممزوجة بالقتل والسرقة تحظى بتغطية إعلامية كبيرة حتى أصبحت أخبارهما وجرائمهما على صفحات الجرائد يومياً.
بحسب القصة الأسطورية التي خلقت عنهما وعن جرائمهما، فإن الجميع فسر سبب إتجاه بوني لإرتكاب الجرائم هو وقوعها في الحب، بحسب الصور التي وجدتها الشرطة في مخبأ سري لهما.
وكانت عصابة "بوني وكلايد" تضم 5 أشخاص، من بينهم باك بارو شقيق كلايد الذي قتل أثناء إحدى المطاردات، وقد نفذت حوالي الـ 13 جريمة قتل وعدد من عمليات السطو المسلح وسرقة بنوك ومحطات البنزين، وإحتطاف رجل وامرأة في ريف لويزيانا، ونائبا في كارلسباد بنيو مكسيكو..
العدد الهائل للعمليات التي نفذاها سوياً وسرعتها، سهل على الـ "أف بي أي" جمع أدلة حولهما وتتبعهما، وعام 1934 قتل الثنائي بعد تعرضهما لعدد كبير من طلقات ضباط شرطة في كمين أعدوه لهما على أحد الطرق، وقد أطلق نحوهما 107 رصاصات بظرف دقيقتين، إخترق 17 منها جسد كلايد و26 منها جسد بوني.
بعد وفاتها، تم جمع كل القصائد التي كانت تكتبها بوني، وكانت قد أوصت فيها أن تدفن جثتها إلى جانب كلايد.
تشارلز وكاريل.. قصتهما ألهمت الأفلام
عام 1956، تعرف تشارلز ستارك على كاريل آن فيجت، وقعا بحب بعضهما بجنون، رفضت عائلة كاريل علاقتهما، فقررا أن يقتلان والدتها وزوجها وإبنتهما الصغيرة، وعاشا في المنزل أيام كاملة مع الجثث.
بعد فترة، بدأ الجيران يلاحظون غياب الأسرة، فإضطرا إلى الهرب، وبدأت رحلتهما مع القتل، والتي جاء ضعيتها 10 أشخاص خلال شهرين فقط.
لم تكن طفولة تشارلز سهلة، فقد تعرض للتنمر من زملائه في المدرسة بسبب عدم قدرته على الكلام بسهولة، ترك المدرسة عن عمر الـ 16 وبسبب فقر العائلة إضطر للعمل في جمع النفايات، قبل أن يقوم باقتحام محطة وقود ويسرقها ثم يجبر صاحبها على قيادة السيارة بعيدا عن المحطة ويقتله.
ألقي القبض على الثنائي بعد أن إشتبه بهما ضابط في الشرطة، وتم تنفيذ حكم الإعدام بتشارلز بالكريب الكهربائي، بينما إدعت كالايل أنها كانت رهينته ولم تقتل أحد، ولكن لم تصدق المحكمة حديثها وحكم عليها بالسجن طوال الحياة، إلا أنها خرجت بعد 17 عاماً بسبب حسن سلوكها.
وألهمت قصتهما عدد كبير من الأفلام، منها فيلم Bad lands 1973.
ريموند ومارثا.. "قتلة القلوب الوحيدة"
سميا بـ "قتلة القلوب الوحيدة"، وإكتسبا ريموند فيرنانديز ومارثا بيك شهرة واسعة، بعد أن تم إلقاء القبض عليهما، فقد كانا يقابلان ضحاياهما من النساء العازبات بالطريقة نفسها التي إلتقيا بها، من خلال الإعلانات الشخصية في قسم "القلوب الوحيدة" في الصحيفة، وكان الهدف هو خداعهم وسرقة أموالهم ثم قتلهم.
بعد فترة من إلقاء القبض عليهما، تم إنتاج فيلم تحت عنوان "Lonely Hearts"، وأدت الممثلة العالمية سلمى حايك دور البطولة فيه، دور "مارثا" التي كانت تمثل على الفتيات أنها شقيقة "ريموند" عندما قابلهتن، وكانت تقيم معهما بحجة أنها وحيدة، ولكن بسبب غيرتها الشديدة قتلت إحدى السيدات بمطرقة أثناء وجودها مع ريموند.
وقيل أنهما قتلا ما يقارب الـ 20 سيدة خلال عامين، وألقي القبض عليهما بعدما قتلا أرملة وابنتها البالغة عامين، وأقاما في منزلها بعد دفنهما فيه، وقد حكم عليهما بالإعدام بالكرسي الكهربائي.
ويقال أن آخر جملة قالها ريموند قبل وفاته: "أنا أحب مارثا"، أما مارثا فقالت: "قصتي هي قصة حب".