أحمد المواس، ممثل لبناني وصل إلى العالمية، ورفع اسم بلده عالياً، عبر مشاركته في هوليوود بالعديد من الأعمال، نذكر منها : The Recruit, The Terminal List and The Misfits، وآخرها فيلم Rescuing Christmas لصالح قناة Hallmark العالمية.
برز بموهبته الكبيرة، ولاقى إعجاباً كبيراً من أهم العاملين في مجال التمثيل، ولحسن حظ الجمهور العربي، فهو يخطط لخوض الأعمال العربية، لكي يتعرف عليه المشاهد اللبناني والمشاهد العربي أكثر.
وكان لموقع "الفن" حديث مشوق مع أحمد المواس، لمعرفة تفاصيل إنجازاته، ومخططاته.
نحن فخورون بك كثيراً، ليس فقط لأنك تشارك بأعمال عالمية على نتفليكس و Hallmark، بل أيضاً لأنك بدأت مسيرتك العملية من الصفر.. أخبرنا عن تلك المرحلة من حياتك، خصوصاً أنك درست الهندسة وليس التمثيل.
شكراً لك، يمكن أن أصف تلك المرحلة كأنها لعبة قمار، فعندما كنت في المدرسة، كان أصدقائي يقولون لي إني أعيش في وهم، وأحلم. وبعدما أنهيت دراستي الجامعية، بدأت أعمل، وأفكر في المستقبل، خصوصاً أننا نعيش هذه الحياة مرة واحدة، فأردت أن أخلق أمراً فيه إثارة أكبر.
أما بالنسبة لبدايتي في العمل، فجاءت عن طريق الصدفة، إذ إن الشركة التي كنت أعمل فيها، أرادت أن تقوم بحملة إعلانية لتعيد إطلاق نفسها بالسوق، ووظفوا مخرجة ومدير تصوير، وتم تنظيم كاستينغ لاختيار الأشخاص المناسبين ليكونوا الوجه الإعلاني الجديد للشركة. تقدمت إلى الكاستينغ، ونجحت في إبراز موهبتي، وسألتني المسؤولة حينها، إن كان لدي وكيل أو مدير أعمال، فأجبتها بـ لا وبأني أعمل في الشركة. بعدها عرفتني على وكالة أعمال في ولاية مينيسوتا، لا زلت أعمل معها حتى اليوم.
شعرت وكأن الأمر إشارة من الله، أن يتم اختياري وقتها، خصوصاً أن قبول أي شخص في كاستينغ، هو أمر صعب في الولايات المتحدة الأميركية، وقد نجحت منذ المرة الأولى.
هل ساعدتك وسامتك على الحصول على الأدوار، خصوصاً أن شكلك قد يبدو مختلفاً بالنسبة لهم؟
صحيح، فأنا من لبنان، ولدي جذور غانية، وهذا الخليط ميّزني، خصوصاً في ولاية مينيسوتا التي كنت أعيش فيها، لأنه لم يكن فيها الكثير من الأشخاص الذين يشبهوني، على عكس ولاية لوس أنجلوس التي فيها الكثير من الأشخاص من مختلف دول العالم.
أخبرنا عن فيلم Rescuing Christmas، الذي شاركت في بطولته، وعن الشخصية التي جسدتها فيه، لاسيما أن معك بطلة Hallmark راشيل لي كوك؟
قمت بـ 3 تجارب أداء، وفي آخر مرة اجتمعت مع كل ممثلي العمل، ومن بينهم راشيل لي كوك، وقرأنا النص سوياً ليروا مدى التجانس بيننا.
جسدت في الفيلم شخصية "آرتشي"، وهو مصور فوتوغرافي أناني ونرجسي، أعجبني الدور لأني استطعت من خلاله أن أقوم بأمور، لم أكن أتوقع أني سأقوم بها في حياتي، خصوصاً أني تربيت على المبادئ والإحترام في بيت جدي وجدتي، فكل ما هو ممنوع، استطعت أن أجسده في هذا الدور. فرحت كثيراً لأني أحب أن أجسد أدواراً بعيدة عن شخصيتي، وهذا ما كنت أقدمه في الفيديوهات القصيرة التي كنت أصورها، وأشاركها على صفحاتي.
مع أنك مسلم، شاركت في هذا الفيلم الميلادي وعلى محطة عالمية، معروفة بأنها تقدم كل سنة مجموعة كبيرة من هذه الأفلام التي تنتجها، وتكون الأكثر مشاهدة.
هذا الأمر لفت الأنظار، صحيح أن الفيلم رومانسي كوميدي، لكنه من وحي الأعياد، وإن نظرنا إلى الصورة الإجمالية، فأنا ممثل لبناني عربي مسلم وإسمي أحمد، واستطعت أن أجسد هذا الدور في هوليوود، فهذا الأمر يشكل خطوة إيجابية، لكسر الصورة النمطية التي عرف بها الوطن العربي، كما وصلتني العديد من الرسائل من أشخاص شكروني، معتبرين أني أساهم في نشر صورة جميلة عن بلدي وعن العالم العربي. أنا منفتح على كل الإحتمالات والمشاريع، فأنا أحب الحياة والضحك، وكل ما سيجلب لي السعادة أقبل به من دون تردد.
شاركت مع نجوم عالميين كثيرين، في العديد من الأعمال التي حققت نجاحات كبيرة، من هو الممثل الذي أبهرك بأدائه، وشعرت أنه أضاف إلى مسيرتك؟
سبق أن قرأت، أن الممثل يجب أن يسترخي قبل أي مشهد تمثيلي، وعندما التقيت بـ بيرس بروسنان، رأيت ذلك بعينَي، وتعلمت منه كيف أنفذ عملي بشكل محترف، وجلست معه، وتحدثنا، ولعبنا Baby Foot، وقال لي إني "جيمس دين الصغير"، وسعدت بهذا الإطراء الذي قدمه لي، ورفعت من ثقتي بنفسي.
يطمح الممثلون العرب عادة إلى الوصول الى العالمية، أما بالنسبة لك، فقد وصلت إلى العالمية، وبعدها قررت أن تخوض الدراما المحلية، ما السبب؟
أريد أن أكون هنا وهناك، وهذه ليس خطوة ناقصة، بل العكس، ففي إحدى الجلسات قال لي أحد المنتجين، إن الممثل عمر الشريف ندم لأنه ذهب إلى هوليوود، ولم يعد مبكراً إلى الوطن العربي، لأن كل المشاهدين هناك ينسون الممثل، لكن المشاهدين في الدول العربية لا ينسون الممثل، بالإضافة إلى أني أمتلك قاعدة محبين عربية كبيرة، وأطمح لتنفيذ الكثير من المشاريع هنا.
دراما تلفزيونية أم عبر فيلم سينمائي؟
الإثنان معاً، خصوصاً أن المستوى ارتفع قليلاً بوجود الدراما العربية المشتركة، ومن خلال التطبيقات العالمية التي تعرض عليها الأعمال، أصبح باستطاعة الجميع أن يتابعوا الأعمال العربية عبر الترجمة.
من هي الممثلة التي تحب أن تقدم ثنائية معها على الشاشة؟
أحب أعمال الممثلة والمخرجة نادين لبكي كثيراً، وأقدر جداً ما قدمته، ووصولها إلى العالمية ومهرجان الأوسكار.