ليس من السهل على الإطلاق أن تلتحف النجومية والحياة الزوجية سقف البيت الواحد، وخصوصاً في أيامنا هذه. لقد أثبتت التجارب الفنية منذ عقود، أن التنافر بين النجومية والحياة الزوجية، شر لا بد منه، وذلك لأسباب ومعطيات وظروف لسنا في وارد تفنيدها على الإطلاق، لكن في المقابل، أثبتت الإستثناءات، وأثبتها البوب ستار رامي عياش، أنه بإمكان الحياة الزوجية أن تكون حاضنة كبيرة للنجومية، وداعمة ووفية ومتصالحة معها إلى أبعد الحدود.
الحقيقة هنا ليست سهلة، والتوفيق يحتاج إلى خبرة، وذكاء وحب، وكبر في العقل والروح لامتصاص شهب النجومية خارج المنزل، ومنعها من اختراقه، وإحراق من فيه.
لقد أدرك البوب ستار رامي عياش كيف يوفق جيداً بين حبه الكبير لمصممة الأزياء داليدا وأولادهما وعائلته، ونجومتيه الكبيرة التي باتت صورة بهية عن الفن اللبناني الأصيل. عشر سنوات، وحب رامي وداليدا يتقد شرارة وشغفاً واحتراماً وتقديساً لهذه المشاعر السامية بينهما، وهذا هو التحدي الأكبر.
داليدا الأم الأنيقة والراقية، القليلة الكلام، تكتفي بنظرات لتعبر عما في مكنوناتها لزوجها، تحترمه، تحبه، تعشق فنه، تدعمه، تقف إلى جانبه، مصممة له لوحات من الحب، كانت كفيلة في إبقاء السوبر ستار متوهجاً في الأعمال التي يقدمها إنسانياً، وأباً محباً يدرك أن شعور الأبوة لا يفوقه شعور على الإطلاق.
وفي السنوات العشر على اتحادهما وارتباطهما، جدد رامي داليدا العهد والوعد معاً في السراء والضراء، وعلى الحلوة والمرة. جمع رامي الأقارب والأصحاب في حفل جدد فيه قسم الحب، وهو المتأصل في التعبير، قالها من جديد: "أحبك داليدا"، طالباً يدها للمرة الثانية، ليجددا العهد سنوات إضافية، يحبان ويكبران ويواجهان وينجحان معاً.
هذا الإستثناء الذي نخصص له بعض العبارات، يشكل نموذجاً في الحقيقة في الوسط الفني، وهو أن الزواج بإمكانه أن يصمد أمام النجومية، متى توافرت كل هذه العناصر، وأبرزها أن تكون الزوجة كما غناها رامي لداليدا "يا مراية بيتي" من ألحانه، كلمات مازن غنام وتوزيع موسيقي الكسندر ميساكيان.
وهل ندرك فعلاً ماذا يعني توصيف المرأة بأنها مرآة المنزل؟ هذا يعني أنها المدرسة والمربية والحياة كلها، التي تخرّج الأبناء، وتكون أكثر بكثير من نصف المجتمع.
هذه العلاقة الوطيدة بين رامي وداليدا، ظهرت معالمها جلية من خلال الحلقة الميلادية التي أطلا فيها عبر شاشة LBCI مع الإعلامية كارلا حداد، حيث بدا رامي وداليدا وأولادهما صورة مصغرة عن العائلة اللبنانية المتماسكة المستورة بمحبة، ومخافة الله.
وهنا لا بد من الإشارة إلى حضور ابن رامي وداليدا، آرام، الذي تنطبق عليه مقولة "فرخ البط عوام"، ذكي وحذق مثل والده، قوي الشخصية، متحدث لبق.
فيما داليدا ساحرة في حضورها، تضفي من رقي تصاميمها بين الأقمشة، أنوثة طاغية وحباً كبيراً لعائلتها، وبين الحضور.
في تلك الأمسية، قدم البوب ستار أغنيته الرومانسية الرائعة "ما بنساك"، والتي تحقق إنتشاراً كبيراً ونجاحاً لافتاً.
كما أسهب في أداء تراتيل وأغنيات ميلادية بصوته، الذي لا يحتاج إلى شهادة، بل يشكل مدرسة في الحضور، والقوة والتمكن. رامي عياش ليس فقط بوب ستار حافظ على نجوميته لسنوات طويلة، صانعاً مجداً وشهرة وأرشيفاً غنائياً مشرفاً للفن اللبناني، بل بات رمزاً للفن المعاصر والراقي، بخامة صوتية قل نظيرها، تحوي سهول لبنان برحابتها، وإرتفاع جباله بقوتها.