زكي ناصيف من كبار الفنانين اللبنانيين المؤثرين وأحد رموز الموسيقى الشعبية اللبنانية، ولد زكي ناصيف في مشغرة قرية لبنانية في البقاع الغربي التي تجاور الليطاني في آب / أغسطس 1916. الفنان الذي طبع طفولتنا بالاغاني الجميلة التي تزرع فينا الحنين للايام الماضية وتوفي عام 2004 عن عمر يناهز الـ86 عاماً.
مسيرته الفنية وأبرز أعماله
سرعان ما استقرت عائلة الفنان اللبناني زكي ناصيف في بيروت، حيث بدأ منذ طفولته يتعلم الموسيقى في المنزل حيث كان لديهم اسطوانات لفنانين مصريين. بدأ في مراهقته يتعلم آلة العود ثم تسجل في الجامعة الاميركية في بيروت ليتعلم العزف على آلة البيانو وبعض قواعد الموسيقى. في خمسينيات القرن الماضي بدأ يؤلف الاغاني ويلحنها حتى ذاعت شهرته.
قدم زكي ناصيف أكثر من 500 لحن وأغنية غناها بصوته او بأصوات عدد من الفنانين. منذ صغره كان زكي ناصيف يشارك في الشعر والموسيقى الشعبية مثل الزجل، العتابة والميجانا وأبو الزلف. ألّف في تلك الفترة مع الأخوين رحباني وحليم الرومي وتوفيق الباشا وفيليمون وهبي "عصبة الخمسة" التي كان هدفها اكتشاف لون من الغناء المحلي المستمد من الفولكلور. ساهموا بإمداد إذاعة الشرق وإذاعة لبنان بالمواد الموسيقية والغنائية في الخمسينات. عام 1957 دشنت العصبة انطلاق "الليالي اللبنانية" الأولى في "مهرجانات بعلبك الدولية"، بعمل فولكلوري في عنوان "عرس في القرية". ألف اغنيتا "طلّوا حبابنا طلّوا/ نسِّم يا هوا بلادي"، وكذلك أغنية "يا لا لا لا عيني يا لا لا لا"، اللتان غنّاهما لاحقاً وديع الصافي.
يتميز فن زكي ناصيف بأنه أبقى الطابع الشعبي المتزاوج مع روح الضيعة اللبنانية ولكن بروح جديدة. ألف لكبار الفنانين والفنانات في لبنان أمثال فيروز وصباح ووديع الصافي وماجدة الرومي. غنت له صباح "ع لبنان لاقونا" و"تسلم يا عسكر لبنان"، اما وديع الصافي فغنى "رمشة عينك تغوينا" وغيرها. أغنيته "راجع راجع يتعمر" اصبحت نوعاً من النشيد الوطني اللبناني، الفها خلال الحرب اللبنانية لأنه كان يريد ان يسعد المواطنين اللبنانيين ويبعث فيهم الامل، ويرددها اللبنانيون في كل المناسبات على خطوات الدبكة. كذلك أغنية "مهما يتجرح وطنا" من وحي الحرب اللبنانية الفها عندما كان يتلقى المبنى الذي يقطنه آثار الحرب والعنف واضطر للهروب الى مكان آمن. عام 1994 قام بتأليف ألبوم كامل لفيروز تحت إسم "فيروز تغني زكي ناصيف" يتضمن أغاني "أهواك"، "ع دروب الهوى"، "سحرتنا البسمات"، "بناديلك يا حبيبي" وغيرها من الاغنيات. كما قدم مواد غنائية لفنانين جدد تناسب قدراتهم الصوتية.
شارك الفنان زكي ناصيف في لجنة الحكم في برنامج ستديو الفن لسنين عديدة، حيث تميز بطيبته ودعمه للمواهب، كما كان لديه قدرة على ارتجال الالحان وسرعة بديهة وقدرة على تغيير وتبديل لحن الاغنية وهذا الامر ليس بمتناول اي ملحن.
رغم ان الفنان اللبناني زكي ناصيف لم يتزوج الا انه كان يحب النساء وينظر لهن نظرة سامية وكتب ولحن العديد من الاغاني الرومانسية مثل يا عاشقة الورد، نقيلك احلى زهرة ، حلوة ويا نيالها وغيرها من الاغاني.
تحول بيته في مشغرة الى متحف تم افتتاحه في الذكرى المئوية لولادته "متحف ومركز زكي ناصيف الثقافي" في مسقط رأسه بلدة مشغرة البقاعية معلنا بذلك تحويل منزل "أبو الفولكلور اللبناني" إلى قطعة من التراث اللبناني العريق.
يحتوي المتحف على مخطوطات وأغراض خاصة بالفنان الراحل (راديو وآلة بيانو وغيرها)، أو من أثاث قديم كان يُستعمل في هذا المنزل منذ أيام والديه. وتم ترميمه من الداخل والخارج لتعود هيكليته إلى ما كانت عليه.