هي ليست المرة الأولى التي تثبت فيها الفنانة اللبنانية هبة القواس أنها الشخص المناسب في المكان المناسب، اذ منذ استلامها رئاسة المعهد الوطني العالي للموسيقى-الكونسرفتوار وهي تقوم بتطويره وتحسينه، بداية من طاقم العمل والموظفين، إذ تطالب بحقوقهم وتسعى جاهدة إلى أن تحسن من وضعهم العملي ووضعهم المادي، بعد فترة ركود واضحة، اثر الأزمات المتتالية التي مرت على بلدنا المسكين.
هبة القواس لم تستسلم لكل الصعوبات التي تواجهها، والتي تدرك انها لن تنتهي في القريب العاجل، لا بل تحاول اعادة الروح الى هيكلية المعهد بشكل خاص، والى اللبنانيين بشكل عام، فلا زالت أصداء الحفلة الموسيقية التي نظمتها مع الأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق عربية بقيادة المايسترو أندريه الحاج في قلعة راشيا، على كل لسان، بعد أن اختارت القواس احياء الأمل من جديد، في بلد يمر بعتمة سياسية، اجتماعية، ثقافية وحتى فنية، وذلك في أهم ذكرى له وهي الذكرى الثمانين لاستقلاله.
فعلاً بلدنا بحاجة الى أمثال هبة القواس، واندفاعها وحماسها وعملها، فلو كان في كل مجال شخص شغوف بعمله مثل القواس، لكنا شهدنا تطوراً أكبر لبلدنا منذ فترة طويلة.
