روجيه عساف مخرج وممثل مسرحي لبناني، من رواد المسرح الطليعي العربي الواقعي. لم يتردد بالغوص في مختلف أساليب التعبير المسرحي. تخلى عن دروسه في الطب ليتفرغ للعمل المسرحي. حرية الرأي بالنسبة إليه، مسألة غير قابلة للبحث، وقد عرف بجرأته في طرح آرائه السياسية والإجتماعية والفلسفية.
نشأته
ولد روجيه عساف عام 1941 في بيروت. والده جوزف عساف وأمه روزيت بروناس (فرنسية). أشقاؤه: ميشال، أنطون وهنري. تلقى علومه الإبتدائية في مدرسة الفرير فرن الشباك، وعلومه الثانوية في مدرسة الفرير الجميزة. ثم انتسب الى جامعة القديس يوسف، حيث درس الطب لمدة أربع سنوات (1958-1962)لكنه ما لبث أن هجر الدراسة ليتفرغ للعمل المسرحي.
موهبته الفنية
منذ طفولته كان روجيه عساف متمكناً من اللغة الفرنسية، الأمر الذي منحه إمتيازاً على الآخرين. تفوق في النشاطات الفنية والمسرحية والدينية والأدبية في المدرسة، وبتشجيع من أستاذه الفرنسي جورج هاريتيه للإلقاء المسرحي، نمت موهبة ذلك الطفل (7 سنوات) الذي لمع اسمه في ما بعد في عالم المسرح اللبناني والعربي. عمله المسرحي نما وتطور بشكل مطرد، بموازاة دراسته الطب، علماً انه يومذاك، لم تكن هناك معاهد أو جامعات تدرّس المسرح.
بدايته
في عمر الثانية عشرة شارك روجيه عساف في مسرحية جوالة من إخراج هنري خياط. في ما بعد شارك بتأسيس المركز المسرحي الجامعي في معهد الآداب، حيث عرضت عدة مسرحيات ذات طابع طليعي كمسرحية "Les Chaises" للكاتب ايونسكو. شارك في أعمال تلفزيونية مع المخرجين جان كلود بولس وأنطوان ريمي والياس متى وأنطوان مشحور. عام 1963 حصل من السفارة الفرنسية على منحة لدراسة التمثيل في معهد ستراسبورغ العالي للدروس المسرحية بفرنسا.
أعماله
عام 1965 كانت الحركة المسرحية اللبنانية الفعلية قد بدأت بالنمو والتطور، فانخرط فيها وساهم في تأسيس كلية الفنون في الجامعة اللبنانية العام 1966. كما شارك في إنشاء مسرح بيروت في عين المريسة الذي كانت له على خشبته عدة أعمال، مخرجاً وممثلاً. ومنها مسرحيات الكاتب اللبناني غبريال بستاني، مثل "Le Retour d'Adonis". ومن مسرح بيروت إلى مهرجان «نانسي» الدولي، حيث شارك في التمثيل مع مخرجين آخرين مثل جلال خوري في مسرحية «أرتيرو أوي» - Arturo Ui) أي صعود هتلر، ومع شكيب خوري في «بانتظار غودو» (الزعيم الصغير)، والأخوين رحباني في «أيام فخرالدين»، ومنير أبو دبس في «هاملت». العام 1968 ساهم مع نضال الأشقر في تأسيس محترف بيروت للمسرح. في أيار 1979 أسس تجربة مسرح الحكواتي التي لاقت نجاحا في مهرجانات عربية ودولية ونالت جوائز عديدة. أسس روجيه عساف في العام 2005 مركز دوار الشمس، وهو مركز هدفه دعم محاولات التعبير الشبابية وتفعيلها.
حياته الخاصة
تزوج روجيه عساف من السيدة ماري كلود اده، وأنجب منها ابنة. تزوج للمرة الثانية من حنان الحاج علي ورزقا بأربعة أولاد: زينب، علي، مريم ويوسف. أشهر إسلامه عام 1986 وهو يمارس الطقوس الدينية الإسلامية بانتظام.
مسرح دوار الشمس
إنطلاقاً من روحية العمل الجماعي، أسس روجيه عساف مركز دوار الشمس العام 2005، وهو مركز هدفه دعم محاولات التعبير الشبابية وتفعيلها. وقد شهد منذ تأسيسه، نشاطات ثقافية ومسرحية وسينمائية متنوعة.
الحكواتي
المحطة الأهم في تجربة المخرج روجيه عساف كانت مسرح «الحكواتي» (أيار 1979) حيث شاركت أعماله في مهرجانات عربية ودولية ونالت جوائز عديدة، وتعتبر مرجعاً في تاريخ المسرح اللبناني والعربي. ومن أهم تلك المسرحيات: «أيام الخيام» و«حكايات 36» و«الجرس» مع الفنان رفيق علي أحمد. «أيام الخيام» أحرزت نجاحاً محلياً ودولياً جعل مسرح الحكواتي مرجعاً مهماً في المسرح العربي الملتزم.
تجربة روجيه عساف الغنية قادته الى مسرح الأمم (Théâtre des Nations) العام 1984، وعرضت أعماله في: دمشق، الكويت، المغرب، السينيغال، مصر وباريس ومعظم الدول الأوروبية والعربية.
إضافة إلى المسرحيات أصدر كتاب «المسرحة - أقنعة المدينة» (1985)، كما أنتج فيلم «معركة» (1985) الذي يتناول مقاومة الجنوب للاحتلال الإسرائيلي.
جوائز وتكريم
- جائزة الأرزة الذهبية 1962.
- مهرجان Nancy الدولي 1976: الثالث في قائمة المميزين.
- جائزة أفضل عمل مسرحي في أيام قرطاج المسرحية 1983.
- منتخب مهرجان الأمم Théâtre des Nations 1984.
- وسام مهرجان Montpellier 1985.
- تكريم مهرجان القاهرة الدولي 1991.
- جائزة أفضل عمل مسرحي وجائزة أفضل إخراج في ملتقى القاهرة الدولي 1994.
- جائزة الامتياز في أيام قرطاج المسرحية 1998.
- جائزة أفضل إنتاج فني - مؤسسة عبدالهادي الدبس 1999.