رونزافنانة لبنانية نشأت في بيت موسيقي ورثت عذوبة الصوت من والدتها. ترعرعت على إيقاع الموسيقى وتخصّصت في الغناء الكلاسيكي الغربي الذي تعتبره من أرقى أنواع الفنون الموسيقية. لقّبت بالفنانة الكلاسيكية وهي تحمل اجازة في علم النفس من الجامعة اللبنانية وتعلّم منذ العام 1994 في المعهد العالي للموسيقى الغناء الكلاسيكي الغربي والسولفيج وتدرّب أعضاء الكورال في جامعة سيدة اللويزة ومغنيين محترفين لبنانيين. عُرفت بانشادها للتراتيل الكنسية في المدرسة.
تُعد رونزا ابنة مسرح الرحابنة، إذ تعاونت معهم في القسم الأكبر من مسيرتها الفنية.
نشأتها
ولدترونزافي 28 تشرين الأول/ أكتوبر 1958 وإسمها الحقيقي عايدة مارون طنب. أطلق عليها الشاعر سعيد عقل إسم رونزا، وهو مستوحى من أسماء الالهة. مجازة بعلم النفس من الجامعة اللبنانية، وحائزة على دبلوم في الغناء الكلاسيكي الشرقي بإدارة وإشراف السيدة بديعة حداد في المعهد العالي اللبناني للموسيقى، كما أنها تخصصت لمدة ست سنوات في السولفيج مع البروفسور توفيق سكر.
مدرسة الاخوين رحباني
تبنى الأخوان رحبانيرونزافي بداية حياتها الفنية كمؤدية أساسية في أعمالهما الفنية ورافقها أستاذ الغناء الشرقي محمد غازي وكانت ثمرة التعاون ثلاث مسرحيات غنائية: "المؤامرة مستمرة" التي عرضت في كازينو لبنان، "الشخص" التي عرضت في الأردن، و"الربيع السابع" التي عرضت في لبنان وقطر وساحل العاج ونيجيريا. كما أنها شاركت في برامج تلفزيونية عُرضت في لبنان والبلاد العربية وأفريقيا وهي "ساعة وغنية"، "من يوم ليوم". وشاركت رونزا بعدة أعمال مع أبناء منصور الرحباني مروان وغدي منها "آخر الصيف" "هللو بيروت"، "رحلة بابا نويل"، "الإنقلاب"، "الممر الى آسيا".
عاصي الرحباني
حين كانت رونزا عضواً في فرقة الأخوين رحباني، كان عاصي ينظر إليّها ويفكّر وكانت تتساءل: "لماذا ينظر إليّ؟ بماذا يفكّر؟"، لم تدرك حينها أن الأمور قد تترجم لاحقاً في الأعمال التي جمعتهما. وكانت أحياناً تمر بجانبه، ويسألها: "هل تحبين الرقص؟ هل تحبين المسرح؟"، وكان يلاحظ عاصي أنها كانت تحب حضور التمرينات، حتى تلك التي لم يكن من الضروري وجودها فيها.
مقارنة مع فيروز
بعد الإنفصال الفني بين الأخوين رحباني والسيدة فيروز، أعاد الأخوان رحباني تقديم مسرحية "الشخص" التي كانت بطلتها فيروز ولاقت نجاحاً كبيراً، من بطولة رونزا وأثار الأمر إنتقادات الصحافة والناس، الذين سألوا: "لماذا يعيد الأخوان رحباني عملاً قامت ببطولته فيروز، ولا يقدمان عملاً جديداً مع رونزا؟" وتقول رونزا: "مع مرور الوقت، لم يعد أحد يفكر في هذا الموضوع، لا أظن أن إعادة المسرحية معي كانت مقصودة، بل أعتقد أنه طُلب من الأخوين رحباني عملاً مسرحياً، ولم يكن لديهما الوقت حينها ليؤلفا عملاً جديداً، فاختارا عملاً جاهزاً لهما، وطلبا مني أن أؤديه".
تقنية
الغناء والرقص
درسترونزاتقنية الغناء، وتعتبر التقنية الموسيقية والصوتية أفضل بواسطة "البلاي باك". تدربت على الرقص باشراف فيليكس هارتونيان وبرزت في مسرحية "المؤامرة مستمرة" كراقصة مبدعة.
إبتعادها عن الخشبة
عن سبب الابتعاد عن خشبة المسرح كشفت رونزا أن إنغماسها في العالم الأكاديمي كونها تدرِّس في المعهد الموسيقي الوطني أبعدها عن الخشبة بالإضافة الى الظروف والأحوال في لبنان التي فرضت ذاك. أما الأعمال المسرحية الغنائية فقد تراجعت بسبب الجائحة، وبسبب إنفجار مرفأ بيروت.
نقطة ضعفها
نقطة ضعف رونزا هي المسرح، فقد نشأت وتربت على حُبِّه. وهي تعتبر أن المسرح الغنائي تلزمه متطلبات كثيرة، لم تعد متوفرة في هذا الزمن الصعب، ولكي يقصد الناس خشبة المسرح لمشاهدة عمل فني معين، يجب أن يكونوا ميسورين.
"Tri Orient"
أسست رونزا مع شقيقاتها آمال وفاديا "Tri Orient" وقدمن عدة حفلات غنائية وترانيم دينية في كل من الأردن وأبو ظبي وكندا وفرنسا وبلجيكا ومصر ولبنان والبحرين وسلطنة عمان. وأطلقت أيضاُ ثلاثة ألبومات وهم على التوالي "ميلاديات"، "ميلاد في المدينة"، "Abou Dhabi concert". شاركت مع شقيقتها فاديا طنب الحاج بعدة حفلات مع الفرقة الألمانية ٍSarband في كل من النمسا ولندن وفرنسا وبلجيكا وشاركت بعضوية لجان التحكيم في كل من برنامج "إستوديو الفن"، Star club ،Murex d’Or وفي مسابقة فرنكوفونية.
موريكس دور
نالت رونز
ا جائزة تكريمية في حفل "موريكس دور" وصفق لها الحضور طويلاً. وكشفت أنها تفاجأت عندما اتصل بها الأخوان زاهي وفادي الحلو لإبلاغها نيتهما تكريمها. وقالت أنها وافقت بعد رفضها مسبقاً الأمر وكانت متحمسة لا سيما أن الأخوين الحلو منظمي الحفل، اختارا أغاني الميدلي نفسها التي أدّتها في الحفل. غنت رونزا مجموعة من أعمالها تتناسب مع الأوضاع التي يعيشها لبنان. فقدمت "ضوي يا ماريا" و"روح والله معك" و"منا سوا" و"مشوار رايحين مشوار" وغيرها. فأعادت الحنين إلى حقبة فنية جميلة كان لبنان يعيش فيها فترة ذهبية.
عملها الأكاديمي
تتوزع مشاغل رونزا بين عملها الأكاديمي ونشاطاتها الفنية العائلية. وعن طبيعة عملها الأكاديمي فهي تعطي دروساً في الغناء الغربي الأوبرالي. علّمت لفترة الغناء الغربي والسولفيج وتركيز الصوت والتنشئة الموسيقية وهي تعطي دروساً في علم تركيز الصوت لطلاب الغناء الشرقي. همها الأكبر ينصبّ على طلابها الذين تناشدهم أن يستمروا في تخصصهم لا سيما أن عدداً محدوداً من الطلاب يكملون اختصاصهم وينالون الدبلوم، بعضهم يختار الغناء في الحفلات طمعاً بالخبرة المباشرة وغيرهم يكتشفون أن المواد التعليمية في الموسيقى كثيرة، فيتوقفون عن متابعة دروسهم فأي دبلوم موسيقي يلزمه ما بين 6 أو 7 سنوات دراسة متتالية، وهو أمر لا يثابر عليه إلا قلة قليلة من الطلاب.
رونزا على المسرح
تميزت رونزا بالوقفة الرصينة على المسرح مع الأخوين رحباني مع العلم أن عاصي قال لها إنه يريدها أن تتحرك أكثر أما خلال تعاونها مع مروان وغدي الرحباني، فكانت حركتها على المسرح أكبر، وأدوارها معهما كانت تشمل الغناء والتمثيل والحركة والرقص، وكانت تتدرب على الرقص مع فرقة كركلا على الخطوات الراقصة التي كانت تتطلبها بعض أدوارها المسرحية.
نصيحة رونزا
تنصح رونزا كل من يهوى الغناء حتى الفنانين المحترفين بعدم التوقف عن التمارين الصوتية فوكاليز. فهي تقوي عضلات الصوت وتحافظ على قدراته وهي شبيهة بالتمارين الرياضية التي من شأنها أن تحافظ على جسد وصحة سليمين، وأكبر مغني الأوبرا في العالم يثابرون على ممارسة هذه الدروس، فالصوت من دون تمرينات يضعف ويخسر من قوته.
حفلات
أحيت رونزا حفلات أقيمت خارج لبنان منها حفل غنائي بمناسبة عيد ميلاد الملك حسين الأردني بحضور الملك وملك أسبانيا خوان كارلوس.
كما أنها شاركت مع كورال جامعة سيدة اللويزة في لبنان وإيطاليا بعدة حفلات في كل من روما وساحة القديس بطرس بحضور قداسة البابا وفي الولايات المتحدة في كل من لوس أنجليس وديترويت وبوسطن ونيويورك.
حلت رونزا ضيفة شرف في حفل أقامه المؤلف الموسيقي جورج طنب في عمّان مع الأوركسترا الوطنية السمفونية برعاية الملكة نور الحسين في قصر الثقافة عام 2015.
كذلك شاركت رونزا مع العائلة الرحبانية بعدة حفلات لتكريم الأخوين رحباني مع أوركسترا كييف السمفونية بقيادة المايسترو الأوكراني فلاديمير سيرنكو في كل من أبو ظبي ولبنان والبحرين وسلطنة عمان والأردن. أحيت رونزا مراسم تنصيب البطريرك الماروني بشارة الراعي ومئوية الشاعر سعيد عقل.
