قبل أشهر قليلة بدأت معادلة جديدة في الوسط الفني تتمثل بعودة كبار نجوم الفن العربي الى مواقعهم المتقدمة بعد ان غابت صورتهم نوعاً ما عن المشهد العام نتيجة موجات فنية سيطرت على كل شيء دفعة واحدة وحتى على حركة انتاج الملحنين و الشعراء تحديداً في لبنان، والاغرب في الامر هو التناغم الذي حصل بين عامة الناس وهؤلاء الفنانين وكأن هناك نوع من تجديد العلاقة مع مسار غنائي له خصوصيته و نوعيته وانتشاره في الوطن العربي، فمن النجم العربي وليد توفيق والالتفاف الشعبي حوله في اكثر من دولة عربية الى الفنان أحمد دوغان وحفلاته في أميركا والفنان مايز البياع وعودته الى سوق الامسيات الفنية ودخول نجوم التسعينات من مصر أمثال مصطفى قمر وحميد الشاعري وإيهاب توفيق وهاني شاكر ومحمد فؤاد وحمادة هلال وغيرهم من الذين تركوا بصمة عميقة لدى الجمهور العربي، كانت المعادلات تعيد تموضوعها بشكل عفوي بلا دعم لا اعلامي ولا انتاجي ضخم.
في لبنان كان هناك صراع بين موجات آنية و فنانين تحملوا أعباء الحفاظ على الجودة الفنية انطلاقاً من السوبر ستار راغب علامة والفنان زياد برجي والفنان فارس كرم والفنان رامي عياش والفنان عاصي الحلاني والفنان معين شريف والفنان صبحي توفيق والفنان وائل جسار والفنان رضا الى جانب اخرين وقفوا في مواجهة دوامة حملت ما هب ودب من الانماط الغنائية في ظل حالة تخبط كانت تشهدها الاغنية اللبنانية التي غابت في مرحلة من المراحل و عادت بقوة باقلام شعراء مثل فارس اسكندر ومنير بوعساف و احمد ماضي وسمير نخلة ونزار فرنسيس .
العودة الى الماضي الفني المتجدد كانت غير متوقع لان كثر فقدوا الامل بأن يتم اصلاح ما افسدته موجات تسونامي ( اكلت الاخضر و اليابس ) وهذا ليس هجوماً على الاغنية الشعبية التي لها محبيها و أربابها لكن هناك نوعية تسللت الى أذهان الكبار و الصغار وكادت تتحول الى مدرسة فنية لولا لمسة سحرية لا احد يعلم من اين اتت، هنا لابد الاشادة بالفنان وديع الشيخ الذي سلك طريق الفن الشعبي لكنه اسس بعدها مسار خاص به له نكهته الخاصة بمساعدة الشاعر و الملحن فارس إسكندر الذي ربما لم اتحدث معه من سنوات نتيجة ازمة معينة الا ان الدم بيني و بين ابو محمد لن يتحول الى ماء .