"بركة العروس" فيلم روائي لبناني للكاتب والمخرج باسم بريش، إختتم أسبوع السينما الأوروبية في لبنان، وهو من بطولة الممثلتين كارول عبود والوجه الجديد أمية ملاعب، اللتين تقدمان أداءً متميزاً عن العلاقة بين الأم وابنتها، وكيف تتصالحان بعد قطيعة طويلة، في ظل معاناة الابنة من مشكلة تأتي لتتخلص منها بجانب والدتها. تحاول الوالدة أن تعيش حياتها، متخطية كل خيبات ومرارة الماضي والهوة، التي كانت تفصل بينها وبين إبنتها.
يشارك في الفيلم الفنان ربيع الزهر والممثلتان فاديا التنير وأمية ملاعب، وغيرهما من الوجوه التمثيلية.
موقع الفن تواجد خلال عرض الفيلم في أسبوع السينما الأوروبية، وكانت لنا مقابلات مع المخرج باسم بريش، والممثلتين كارول عبود وأمية ملاعب والفنان ربيع الزهر.
الكاتب والمخرج باسم بريش
"بركة العروس” فيلم ذات حركة بطيئة، ويركز على تصوير الانفعالات، لماذا اخترت هذا النوع من الافلام؟
الفيلم لا يعد بطيئاً، إلا مقارنة بما نشاهده من سرعة اليوم، أنا ما زلت متماشياً مع سرعة الوقت، الذي كبرت وعشت فيه. اليوم السرعة أصبحت مختلفة، فكل شيء أصبح سريعاً، بسبب المنصات والانترنت، كما أنه كإيقاع سينمائي، الفيلم ليس بطيئاً، وليس طويلاً، إنه فيلم مدته ساعة و18 دقيقة. عندما نكتب موضوعاً، السرعة هي عامل من العوامل الأساسية في الكتابة، وهذا يعتمد إذا كان الفيلم يحتوي على حوارات كان من الممكن أن يكون التقطيع فيها أسرع، إنما بما أن الفيلم لا يحتوي على حوارات، أصبحت مضطراً أن أقدم القصة بالصورة وليس بالكلام.
نرى مناظر طبيعية رائعة من الشلالات والبركة، في أي منطقة من الشوف تم تصوير الفيلم؟
الفيلم مصور في الشوف الأعلى، بين عين قني ونيحا وبعدران، أما بركة العروس فهي في الشوف، بين ضيعتي عين قني والمختارة.
ما هو شعوركِ بعد حصول الفيلم على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان القاهرة السينمائي؟
الجائزة تؤكد على نجاح الفيلم، الذي يقص بطريقة جديدة، هذا الموضوع المختلف عن ما يقدمه صانعو الأفلام في منطقتنا. حاولت في هذا الفيلم، أن أتكلم عن ما أريد، فخرجت عن مواضيع الحرب أو الانفجار، ويحق لي كفنان أن أتكلم عن هذا الموضوع.
هل سوف تستمر في مشاريعك المقبلة في تقديم هذا النوع من السينما؟
أختار في السينما أن أكون حراً، أن أتبع ما يقوله النص، فإذا كان نص أكشن مثلاً، سيكون نمط الفيلم أسرع.
الممثلة كارول عبود
تلعبين في الفيلم دور امرأة مستقلة متوسطة العمر، ولا تبدو متضايقة من وحدتها، ما هي التحديات التي واجهتِها في هذا الدور؟ وهل من تشابه بين الدور وحياة كارول عبود؟
في الظاهر، تبدو المرأة غير متضايقة من وحدتها، ولكن في الباطن، ليست الأمور كما تبدو، وهنا التحدي. في جزء طويل من الفيلم، تبدو المرأة مكتفية، لديها حبيب، لديها بيتها وعملها، تلبس وتهتم بنفسها، أما الباطن فهو مختلف، هناك ازدواجية في شخصية سلمى، التي في داخلها إنسانة عميقة وغير متصالحة مع ماضيها، وهناك هوة في العلاقة بينها وبين ابنتها، التي من المفترض أن تكون الأقرب إليها، كل هذا يشكل تحدٍ بالنسبة لي كممثلة.
ليس من تشابه بين أي دور وبين الممثل الذي يؤديه، الممثل يعطي الدور كل ما يملك، والدور يعطي الممثل ما هو مكتوب على الورق، بالإضافة إلى عالم المخرج. سلمى لا تشبهني، لا أعيش في القرية، وليس لدي ابنة، أنا ابنة مدينة، ولا أشعر بالوحدة.
حصلتِ على جائزة أفضل أداء تمثيلي عن دورك في "بركة العروس" في مهرجان القاهرة السينمائي، ما هو شعوركِ بالحصول على هذه الجائزة؟
الشعور كان متخبطاً، لأني كنت أشاهد نفسي في الفيلم لأول مرة، وهذا ليس بالأمر السهل. كان أول عرض عالمي للفيلم، ونحن كممثلين كنا نحضره لأول مرة، نحن نصور في السينما مشاهد، ثم بعدها هناك كيف تجمع المشاهد، وكيف تتعدل الصورة، وكيف تضاف الموسيقى، وكيف تشاهدين نفسكِ على شاشة كبيرة، هي تجربة مختلفة تماماً حتى عن الدراما التلفزيونية، إنها ثمرة جهد طويل. هناك جرأة في طرح هذا الموضوع، ومخاطرة، والنقاشات في القاهرة أظهرت هذه الجرأة بشكل أوضح، وكان هناك نقاش عن موضوع الاجهاض، والجائزة أضافت إلى فرحتي فرحة ثانية، وأول لقاء مع الجمهور أساسي، كل عملنا موجه إليه. لقاء توّج بجائزتين للفيلم وجائزة لي، وأنا أشعر أننا كفريق عمل في هذا الفيلم، نستحق هذه الجوائز، لأننا بذلنا جهوداً، وكان من المهم مكافأة هذه الجهود.
هل الجمهور اللبناني ينجذب إلى هذا النوع من الأفلام؟
لا يجب الاستخفاف بذوق الجمهور الفني، ولا يجب أن ننطلق من فكرة أن الجمهور معتاد على رؤية هذا النوع من الأفلام أو ذلك النوع. لبنان بلد ثقافي وبلد فنون، والناس يقرأون كتباً، ويذهبون إلى المعارض، والندوات الثقافية. الفيلم ليس تجارياً أو أكشن، إنما لديه جمهوره، الناس الذين يحبونني، أو يحبون السينما اللبنانية، سوف يأتون لمشاهدة الفيلم. السينما تحتوي كل أنواع الأفلام، ولا تقتصر على نوع معين.
أنا أرى في هاتين الامرأتين نوعاً من الشجاعة تساعدهما على تخطي الخيبات، ما رأيك؟
الخيبة لا تمنع القوة، ولا تمنع الانسان من الاستمرار بحياته، ومن أن يستفيق كل صباح، ويهتم بأمره، ويعيش النهار بكل طاقة. كل إنسان يختزن بداخله أموراً مريرة، والمرأة كائن شجاع أكثر من الرجل، فلنراجع تاريخ جداتنا. الفن لا ينحصر بنمطية تفكير محدودة، بل هو حرية مطلقة وشاملة.
الممثلة أمية ملاعب
إنه أول دور سينمائي لكِ، ماذا تخبريني عنه؟
هو دور امرأة لديها مشاكل، ممكن أن تواجه أي امرأة، إن كانت مع والدتها أو مع زوجها، أو مع نفسها. الجميل في هذا الدور، هو العمل مع المخرج باسم بريش، لأن التحضير كان مهماً من المنطلق النفسي، والتعرف على هذه الشخصية بشكل معمق، هذا ما ساعدني على أن العب الدور بشكل مقنع أيضاً، والعمل إلى جانب كارول، ساعدني على أن أعطي أكثر، لأنها ممثلة قديرة.
قدمتِ أداءً رائعاً، رغم أنكِ لا زالتِ في بداية مسيرتكِ التمثيلية، ماذا تخططين للمستقبل؟
يمكن أن أكمل في السينما، أحببت هذه التجربة، وسعدت بأدائي في هذا الفيلم.
ماذا تعلمتِ من كارول عبود في كواليس العمل؟
تعلمت منها الكثير، لأنها تتقمص الشخصية بلحظة، وتعود إلى طبيعتها بلحظة أخرى. كان لي الشرف بأن أمضي ذلك الوقت بجانبها وهي تعمل.
الفنان ربيع الزهر
لماذا لم تكن لك مشاركة غنائية، بالرغم من تمتعكِ بصوت جميل؟
النص لا يحتوي على هذا الأمر، وعليّ أن أتبع ما يريده المخرج.
كيف كان التعاون الممثلة مع كارول عبود؟
هذا ثالث أو رابع تعاون لي مع كارول عبود، شهادتي فيها مجروحة، فهي مبدعة، وأنا أرتاح بالعمل معها.
إشارة إلى أن هذا الفيلم الحائز جائزتين وتنويهاً من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، يعرض في صالات السينما في لبنان ابتداء من 5 تشرين الأول/أكتوبر 2023.