على مسارح مدينة العلم والعلماء طرابلس كانت خطوته الأولى، حيث أثبت موهبته على خشبة المسرح، ومن ثم فرض حضوره في الأعمال التلفزيونية، فدوره لا يمر مرور الكرام، حتى لو كانت مساحته صغيرة. من حبه وشغفه بمهنة التمثيل، يصنع كل شيء من لا شيء.

إنه الممثل اللبناني سلطان ديب، الذي كان لموقع "الفن" الحوار الآتي معه.

كيف كان شعورك حين جسدت دورك في فيلم "طرابلس 06"، الذي يتحدث عن الهجرة غير الشرعية؟

حينما يَمسُّ الموضوع بيئتك ومجتمعك والمناطق التي كبرت فيها، يكون الأمر صعباً، خصوصاً إذا خسرت أصدقاء اعتدت التصبح والتمسي بهم، قبل أن تخطفهم الأمواج، ويلتحفهم قاع البحر. لقد وجهنا رسالة للناس، مفادها أن هذا ليس هو الخلاص، بل هو المخاطرة بحد ذاتها، فمشروع الموت قائم في هذه الحالة، والأهم هو إيصال الرسالة للأشخاص، الذين ما زالوا يفكرون في هذا الموضوع، والرسالة الأكبر طبعاً هي للدولة اللبنانية، يا دولتنا الكريمة، ها هو الشعب يفضل الموت على شبه الحياة التي يعيشها فما الحل؟!

جسدت أكثر من مرة دور شقيق الممثلة ماغي بو غصن. كيف ترى العمل معها؟ وما الذي يميزها عن باقي الممثلات؟

ماغي بو غصن حالة خاصة، والعمل معها ممتع، هي نجمة تكبر كل يوم في عيون الناس والمقرّبين منها، تسأل، تتصل وتتواصل، إلى درجة أنه حين التحدث إليها، تترك كل شيء وتهتم بحديثك، حتى خلال كثرة الضغط، وتبقى ميزتها الأسمى، أنها لا تزال ماغي مثلما عرفتها من أول يوم.

معظم الأدوار التي جسدتها كانت شريرة، ما السبب؟ وما هو الدور الذي تتمنى أن تجسده؟

الدور عرض وطلب، بالصدفة جسدت الأدوار التي تميل إلى طابع الشرّ أكثر من الأدوار الرومانسية أو الكوميدية، فالقرار يعود إلى الكاتب أو المخرج، أو شركة الإنتاج، وقرارك هو في القبول أو الرفض. أما بالنسبة إلى الدور الذي أتمنى أن أجسده، فالبحر لا ينفد من الماء، وكل دور هو تحدٍ جديد لي، ويتطلب مجهوداً كي ينجح ويتقبله الناس، والجمهور هو الحكم الأول والأخير.

بعد سنوات طويلة في مهنة التمثيل، لماذا لم نرَ سلطان ديب بدور بطولة مطلقة؟

شركة الإنتاج تبني البطولة بحسب رغبة المتلقي من المنصات والتلفزيونات العربية، والبطولة هي مسؤولية، مسؤولية أن تحمل عملاً بإسمك هي أكبر بكثير من المطالبة بأن تكون بطلاً. طبعاً الطموح موجود، وكل شيء ممكن، أستشهد بكلام قاله لي الممثل الغالي على قلبي بسام كوسا: "لا تفتّش عالبطولة، إلعب دورك ببطولة".

أين تجد نفسك بالأكثر، أمام الكاميرا أم على خشبة المسرح؟

عندما يكون بين أيدينا نص قوي، وممثلون حقيقيون ومخرج مبدع، نستطيع القيام بعمل مهم، سواء في المسرح، التلفزيون أو السينما. التمثيل بالنسبة لي هو تمثيل أينما أكون، وأعتمد على الأداء وقوة النص والمخرج، لذلك أجد نفسي أمام الكاميرا وعلى خشبة المسرح.

كانت لديك عدة مشاركات في الكثير من الأعمال، ما هو العمل الأقرب إلى قلب سلطان؟ ولماذا؟

كل عمل وله وهج خاص فيه، الكثير من الأعمال قريبة إلى قلبي، منها "قلبي دق" للمخرجة غادة دغفل، "جوليا" للمخرج إيلي حبيب، "غلطة عمري" للمخرج فيليب أسمر، "داون تاون" للمخرج زهير قنوع، ولكن المسلسل الأحب إلى قلبي هو مسلسل "التحدي" للمخرج مروان بركات، ومع نجوم منهم بسام كوسا وباسم مغنية ووسام حنا ورواد عليو.