بدأت الممثلة اللبنانية أنجو ريحان مشوارها الفني عبر الكوميديا، وبعدها انطلقت في التراجيديا، مجسدة عدة أدوار في مسلسلات مختلفة، منها دور الجارة التي تعاني من حالة زوجها الاقتصادية، ونشاهدها الآن في مسلسل "كريستال" بدور الشقيقة الكبرى، كما أنها برعت في المسرح، خصوصاً في مسرحية "مجدرة حمرا" كتابة وإخراج يحيى جابر، المستمر عرضها منذ عام 2018، وتخطت لغاية اليوم الـ250 عرضاً، ويتطرق من خلالها الكاتب، إلى مشاكل المرأة في مجتمعنا، والزواج والطلاق، وعلاقة الأولاد بوالديهم، ضمن نص متعدد الطبقات، تتقن ريحان عبر أدائها الهزلي الرائع، أن تضحكنا، حتى من أعماق المأساة.

نشاهدك الآن في شخصية "ندى" الشقيقة الكبرى في مسلسل "كريستال"، أخبريني أكثر عن هذا الدور.

ندى هي الشقيقة الكبرى لعائلة مؤلفة من أربع فتيات، وبطبيعة الحال، بعد وفاة الوالدة، أصبحت ندى المسؤولة، نوعاً ما، عن شقيقاتها، وهي أكثر واحدة بينهن التي تتشرب عادات وتقاليد الوالدين، وتخاف على السمعة والسترة، ولديها همّ زواج شقيقاتها، بالإضافة إلى همها في أن تنجح في حملها من زوجها، وهو أمر يؤثر كثيراً في النساء في العالم، وفي عالمنا العربي بالتحديد. تشعر ندى طوال الوقت بأنها ناقصة كإمرأة، ونمّت عقدة داخلية، لذلك تبرر لزوجها وتدافع عنه، فهي تشعر نوعاً ما، بهذا النقص، لأنها لا تستطيع أن تنجب. ندى تنتمي إلى بيئة محافظة تخاف على سمعة وشرف بناتها، وتخشى كثيراً من فقدان والدها، خصوصاً بعد وفاة والدتها (ونشير أن والد ندى توفي في أحداث العمل والذي يلعب دوره الممثل ناظم عيسى)

كيف كانت أجواء الكواليس، خصوصاً أن المسلسل مشترك، ويضم ممثلين وممثلات من الجنسيتين اللبنانية والسورية؟

الكواليس كانت رائعة، خصوصاً أن المسلسل تم تصويره في تركيا، وكنا جميعنا نقطن في نفس الفندق، فكنا ننظم مشاريع مع بعضنا البعض، وهذا انعكس على جو التوافق والانسجام بين فريق العمل، والذي يشعر به الناس في الحلقات الحالية، وسيشعرون به في الحلقات المقبلة من المسلسل، لأننا كوّنا صداقات، إن كان مع لين غرة أو جوان زيبق، أو حتى ستيفاني عطالله. كان هناك جو من الصداقة بيننا، إذ أمضينا أكثر من ثمانية أشهر سوياً. عايشنا الطقس الجميل والطقس البارد، وكانت الألفة بيننا موجودة عند الانتهاء من تصوير المشاهد. باميلا الكيك وستيفاني وخالد شباط ورولا حمادة قاموا بعمل جبار في هذا المسلسل، وناظم عيسى وإياد أبو الشامات قدما دوريهما بأفضل صورة.

أعرف أنكِ تنتمين في الحياة الواقعية، إلى عائلة مؤلفة من عدة شقيقات، هل سهّل عليكِ هذا الأمر لعب دور الشقيقة في المسلسل؟

إنتمائي لعائلة مؤلفة من خمس شقيقات سهّل عليّ التناغم مع الممثلات، لأني أحب هذا الأمر، ولدي خبرة فيه.

ما رأيك بالمسلسلات التركية المعربة، التي تشكل نوعاً من موضة اليوم؟

هناك طريقة خاصة بكل مسلسل وقصة وإخراج، في المسلسلات التركية نعرف أنها طويلة ولا تقل عن 90 حلقة، القضايا المطروحة تشبه قضايانا في العالم العربي، النصوص بسيطة، وتصل بسهولة إلى عقل المتفرج، ولا تحتوي على رسائل قوية. اسمه مسلسل تركي، وطالما المسلسل يلاقي نجاحاً، ويعطي فرصاً لا بأس بها للممثلين العرب، فلمَ لا؟ إنها تجربة لا مشكلة لدي في أن أشارك بها مرة ثانية، بشرط التنويع بالأدوار.

إشتقنا في لبنان للأعمال الكوميدية، لماذا لا تعرض حالياً مسلسلات كوميدية؟

المسلسلات الكوميدية تتطلب نصاً متماسكاً، وشخصيات خفيفة، لذلك هي أصعب من المسلسلات التراجيدية، كما أن تمثيل الكوميديا أصعب من تمثيل التراجيديا، وهناك نقص في النصوص الكوميدية.

حصلتِ على جائزة أفضل ممثلة في الدورة الثانية للمهرجان الوطني اللبناني للمسرح، ما كان تأثير هذه الجائزة عليكِ؟

شعرت بفرح كبير بحصولي على الجائزة، التي تلقيتها من أساتذتي، أنا خريجة معهد الفنون الجميلة قسم الإخراج والمسرح، وأنا فخورة بذلك.

يستمر عرض مسرحيتكِ "مجدرة حمرا"، التي تمثلين فيها ثلاثة أدوار، ما هي الصعوبات في هذا النوع من المسرحيات؟

عندما يكون التحضير جيداً، بحسب ما يقول المخرج يحيى جابر، تصبح النقلة من شخصية إلى أخرى بسلاسة ودقة كبيرتين.

المسرحية تطلبت وقتاً في كتابتها، وفي العمل على الشخصيات، فقد عملنا بشكل يومي لمدة ثمانية أشهر، وأنا شاركت في الكتابة، وكنا نقوم باختيار الكلمات ونص المسرحية بعناية. الشخصيات أصبحت واضحة بالنسبة لي، لكل شخصية ذكرياتها وتاريخها، وحتى وضعية جسدها. بمجرد ما أتبنى وضعية سعاد، أي أجلس وأضع يدي تحت ذقني، أصبح سعاد، فهي تجلس بهذه الطريقة لأنها متقوقعة على نفسها، أما بالنسبة لـ فُطُم، فأجلس وأفتح يدي ورجلي، فهي أرملة مشتاقة للمس، ومرتاحة لأنها بقيت فترة طويلة من دون رجل، وبمجرد أن أجلس وأضع رجلاً فوق رجل بوضع مرتاح، أصبح مريم. عندما تأخذين وقتكِ في التحضير، وبعد تقديم 250 عرضاً للمسرحية، منذ العام 2018، تتحركين بسهولة كبيرة على المسرح.

هل يحاول المخرج يحيى جابر عبر مسرحية "مجدرة حمرا"، أن يعرّف اللبنانيين على مجموعة معينة منهم، وعلى عاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم بإيجابياتها وسلبياتها، من خلال المبالغة بأمور معينة لإضحاك الناس؟

يحيى جابر قدم سابقاً مسرحية "تعارفوا"، وهدفه من خلال مسرحه، أن يضيء على الآخر، وأن نتعرف على بعضنا البعض. كلنا نعاني من نفس المشاكل، ونتشارك بعض الأفكار، وبعض الأحلام الإنسانية، وبوطن يحضننا، وقوانين تحمي المرأة، التي تحلم بعلاقة جيدة مع زوجها. لدينا الكثير من الأمور المشتركة، ونختلف في أمور أخرى، وهذه ثروة وليست اختلافاً.

طبعاً يحاول يحيى جابر، أن يعرفنا على كل فئات المجتمع الموجودة في لبنان، ومن ناحية ثانية، كل شخصية مكونة من عدة طبقات وتفاصيل حياتية، فلا نستطيع أن نخرجها من إنتمائها الديني، وإنتمائها المناطقي، فكيف سنقدمها؟ في لبنان، الدين هو جزء من حياتنا اليومية، وقانون الأحوال الشخصية لدينا، تنظمه الطوائف الدينية، والطائفة هي جزء من حياة كل إمرأة، ولكن موضوع المرأة المعنفة، يطال كل النساء حول العالم، وكذلك التنمر. نتعرف على بعضنا البعض عبر استخدام بعض الكلمات والعبارات في المسرحية، منها كلمة "السلعدي"، وهي تعني "السل العدي" وهي عبارة مستخدمة في الجنوب، ولا يعرفها حتى بعض الجنوبيين.

لما تم إختيار "مجدرة حمرا" عنواناً للمسرحية؟

اخترنا هذا العنوان للمسرحية، كدلالة على أنها طبخة جنوبية، والطبخ يدل على ثقافة المنطقة، وخاصيتها الجنوبية.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟ وهل من مسرحية جديدة؟

أعمل على مسرحية جديدة مع يحيى جابر، وهي من كتابته، وهو يكتب نصوصاً رائعة، وهي ثالث عمل لي معه، فأول مسرحية كانت "إسمها جوليا"، وثاني مسرحية "مجدرة حمرا"، التي ما زالت عروضها مستمرة، ونعمل على إختيار إسم للمسرحية الجديدة، وأنا متحمسة كثيراً لهذا العمل، وأسعى فيه للتفوق على "مجدرة حمرا".

هذه المسرحية كتبها يحيى جابر بين عامي 2019 و2020، ونعمل عليها منذ أربعة أشهر، وأعدكم بأنها ستكون رائعة، لأن مواضيعها تؤثر فينا.

إشارة إلى أن "مجدرة حمرا" تعرض كل يوم ثلاثاء من شهر أيلول في مسرح مونو.