يتكون جهاز المناعة من خلايا متخصصة ومواد كيميائية تقاوم البكتيريا والفيروسات التي تسبب العدوى.
عندما يستهدف الجهاز المناعي للشخص عن طريق الخطأ أنسجة الجسم، فإنه يصاب بأمراض المناعة الذاتية. أمراض المناعة الذاتية متعددة ويتم تصنيفها على نطاق واسع إلى نوعين: خاص بالأعضاء وغير خاص بالأعضاء. تؤثر الأمراض الخاصة بالأعضاء على عضو واحد، بينما تؤثر الاضطرابات غير الخاصة بالأعضاء على العديد من أجهزة الجسم. هناك عدة أنواع من امراض الجهاز المناعي ابرزها:
السكري من النوع الاول
يعتبر مرض السكري من النوع الاول مرض مناعي ذاتي لأنه يحدث نتيجة مهاجمة الجسم لخلايا البنكرياس بيتا وتدميرها. حيث أن تلك الخلايا مسؤولة عن إفراز الإنسولين الذي بدوره يقوم بتنظيم السُّكر (الغلوكوز) في الجسم لذلك فإن المصابين به يحتاجون إلى العلاج بالإنسولين.
عادة امراض المناعة الذاتية على انواعها لا يمكن الشفاء منها لكن باستطاعة الادوية تخفيف الاعراض، فيختفي المرض على فترة طويلة قد تمتد لسنوات ثم يعود ليظهر. المهم ان تجد بفضل الدكتور المعالج الاستجابة المتدرجة بفضل الادوية المناسبة، فإذا كانت الاعراض خفيفة لجأ الدكتور لاعطاء الادوية ذات التأثيرات الجانبية الغير خطيرة.
مرض الذئبة
قد يصعب تشخيص مرض الذئبة لأن مؤشراته وأعراضه تشبه غالبًا مؤشرات أمراض أخرى وأعراضها. ولكن أكثر المؤشرات المميزة له هي ظهور طفح جلدي على الوجه يشبه جناحي فراشة مبسوطين على الخدين، وعو عرض يحدث في الكثير من حالات مرض الذئبة وليس كلها.
لذلك من المهم استشارة الطبيب فور ظهور اي اعراض، لكي يستطيع تشخيص اذا كان مرضاً جلدياً او مرض مناعة ذاتية عبر الخضوع لفحوص دم تساعد في التشخيص، لأن اغلب امراض المناعة الذاتية قد تصبح خطيرة لأن التهاباتها قد تصيب أجهزة الجسم المختلفة، بما في ذلك المفاصل والجلد والكلى وكرات الدم والدماغ والقلب والرئتين، فمرض الذئبة مثلاً قد يؤدي الى الفشل الكلوي.
داء كرون الذي يصيب الامعاء
هو التهاب مزمن وغير معدٍ، يسبب التهاب بطانة الجهاز الهضمي وهو أحد الأمراض التي تسمى أمراض التهاب الأمعاء.
يمكن أن تؤثر في أي منطقة من الفم إلى فتحة الشرج، والمناطق الأكثر شيوعًا هي الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة أو الأمعاء الغليظة.
سببه غير معروف؛ لكن قد يكون رد فعل غير طبيعي من قبل الجهاز المناعي أو جيني.
الأعراض الأكثر شيوعًا هي آلام في البطن، والإسهال المتكرر، وفقدان الوزن والتعب.
لا يوجد علاج للمرض؛ لكن يمكن للأدوية والمكملات الغذائية أو الجراحة السيطرة على الأعراض.
مرض التصلب اللويحي
التصلب المتعدد هو مرض التهابي يصيب الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والنخاع الشوكي والأعصاب البصرية). تظهر غالبية المرضى أعراضهم الأولى بين سن 25 و 35 ، مع نسبة عالية من النساء ، أي 3 نساء لكل رجل.
يتميز بآفات "البلاك" التي يتم فيها تدمير الغلاف الواقي للخلايا العصبية "المايلين" مما يؤدي إلى تنكس الخلايا العصبية مع فقدان الاتصال بين الدماغ والأعضاء المحيطية. المايلين هو الغلاف الواقي لتمديدات الخلايا العصبية (المحاور). كما أنه يعزز التوصيل الأسرع للنبضات العصبية. يسمى هذا المرض المناعة الذاتية لأن جهاز المناعة الذي يتمثل دوره في حماية الجسم من مسببات الأمراض (الفيروسات والبكتيريا) يهاجم في هذه الحالة مركب من الجسم نفسه يسمى المايلين.
غالبًا ما يحدث التصلب المتعدد على مرحلتين. الأولى ، التي تتميز باحتجاجات عابرة للأعراض ، تسمى مرحلة الانتكاس. يبدأ حول سن الثلاثين ويمثل 85٪ من الأشكال الأولية. الثانية ، التي تبدأ بشكل عام بعد 10 إلى 20 عامًا من ظهور المرض ، تسمى المرحلة التدريجية. يتميز بالتثبيت المستمر للأعراض المتبقية الدائمة المسؤولة التي تؤدي إلى إعاقة وظيفية معرفية أو حركية.
متلازمة غيلان باريه
متلازمة غيلان باريه هو اضطراب نادر يهاجم فيه الجهاز المناعي للجسم الأعصاب. وعادة ما تكون الأعراض الأولى هي الشعور بضعف ووخز في اليدين والقدمين. وسرعان ما تنتشر هذه الأعراض حتى يصاب كامل الجسم بالشلل. لا يوجد علاج شاف لمتلازمة غيلان باريه، ولكن هناك عدة علاجات يمكنها تخفيف الأعراض وتقصير مدة المرض. ورغم أن أغلب المرضى يتعافون تمامًا من متلازمة غيلان باريه، فإن بعض الحالات الشديدة منها قد تسبب الوفاة. قد يستغرق التعافي عدة سنوات، إلا أن معظم الأشخاص يمكنهم السير ثانية خلال ستة أشهر من بدء ظهور الأعراض. وربما يواجه بعض المرضى آثارًا مستمرة لهذه المتلازمة، مثل الضعف أو الشعور بالخدَر أو الإرهاق.
امراض الجهاز المناعي كثيرة ومتنوعة ويصعب الشفاء منها، لكن اعراضها قد تختفي مدة سنوات لتعود وتظهر، فمن المهم جداً تغيير نمط الحياة لدى المصابين، عبر الابتعاد عن الارهاق وممارسة الرياضة اليومية او التأمل، هذا التغيير في نمط الحياة قد يبعد اعراض المرض ويخفف منها، كذلك اتباع نظام غذائي صحي.