تتميز بلدة القبيات بمهرجاناتها، خصوصاً مهرجان عيد إنتقال السيدة العذراء، الذي تشارك فيه جميع المؤسسات الكشفية، بالإضافة للفرسان والطلائع، ومؤخراً إنضمت مؤسسة "إنسان" إلى هذا الفريق لتدعمهم، وتساعدهم على تحقيق كل مخططاتهم في هذا المهرجان. تأسست "إنسان" على يد ميشال عبدو، وشقيقه الرئيس التنفيذي نزار عبدو.


إنطلق المهرجان هذا العام في 10 آب، وإجتمع أبناء الضيعة وجوارها، لمشاهدة مهرجان ضخم، تضمن العديد من النشاطات لتتناسب مع جميع الأعمار، من ألعاب للأطفال، سوق للطعام، سوق للمونة، وغيرها.
في 11 آب، دعت جمعية "إنسان" أسرة مسرح "Kazadoo"، التي قدمت عرضاً رائعاً للأطفال، وفي 12 آب كانت سهرة قبياتية بإمتياز، حيث إجتمع الفنانون دوري بريدي، جورج فرح وجوني خوري، وهم أبناء البلدة، وأحيوا حفلاً رائعاً، والأختام كان بأغنية "القبيات جبينك عالي"، وهي بمثابة نشيد البلدة، والتي غناها الفنانون الثلاثة معاً.


في 13 آب، أحيا إبن البلدة الفنان رفاييل جبور، والفنان جورج نعمة حفلاً مميزاً، وحضر أكثر من 4000 ألف شخص من المنطقة وجوارها، أما 14 آب، فكان مخصصاً لقداس العيد، وإنتهى المهرجان بالمفرقعات النارية التي أضاءت سماء القبيات.

موقع "الفن" كان حاضراً في هذا المهرجان، وإلتقينا رئيس إتحاد بلديات عكار الشمالي رئيس بلدية القبيات عبدو عبدو، وسألناه عن أجواء العيد هذا العام، وعن إنضمام مؤسسة "إنسان" إلى المهرجان، فقال: "كما هو واضح الجمهور كبير، وهذا يفرحنا، عيد إنتقال السيدة العذراء ترك لنا أملاً، فهذا هو لبنان، ونأمل أن يعود كما كان، لا بل أفضل".
وأضاف: "نرى هذه الأجواء في جميع مناطق اللبنانية، وهذا دليل على أن اللبناني لا يستسلم، نتمنى من الشباب أن يبقوا في هذا البلد، لأنه يحتاج إليهم".
وأكد عبدو أن "إنسان" تعمل بالتنسيق مع البلدية، وشكر المؤسسة، وأكد أن كل شخص يدعم منطقته، يكون قد دعم بلده أيضاً.

كما إلتقينا رئيس مؤسسة "إنسان" ميشال عبدو، وسألناه عن إنجازات المؤسسة في هذا المهرجان، بالإضافة إلى مشاريعهم، فقال: "عيد السيدة من الأعياد والمناسبات الأساسية في تاريخ القبيات، ونحن نعمل على مشروع السياحة، والسياحة الدينية، والسياحة البيئية في القبيات، فكان علينا أن ننطلق من مهرجان عيد السيدة، فقررنا أن نطوره، فالعام الماضي كان يستمر لثلاثة 3 أيام، وهذا العام استمر لخمسة أيام، ونأمل أن يستمر لأيام أكثر في العام المقبل، فالمهرجان، وخصوصاً بعد تطويره، لاحظنا أنه خلق أجواء جميلة وفرحة لأبناء المنطقة والجوار، كما أنه يخلق فرصاً".
وأضاف عبدو: "بعد هذه التجربة الناجحة، سننتقل إلى الحارات الـ 7 في القبيات، إذ لدينا أعياد رعاوية كثيرة، فسنستغل الفرصة، وننقل هذه الأجواء مع الرعايا والآباء الموجودين والجمعيات الكشفية والأهلية الموجودة في الحارات، لأننا هنا لنكون إلى جانبهم، وليس لنأخذ مكانهم".
ووجه عبدو الشكر إلى كاهن رعية سيدة الغسالة الأب جوزيف بيسري، وكشافة لبنان فوج سيدة كرمل القبيات، وفوج سيدة السلام و"Guides Du Liban"، وطلائع وفرسان السيدة، وكل من ساهم في هذا المهرجان.


أما عن مشاريع مؤسسة "إنسان" وكيفية إنشائها، فقال: "بدأت فكرة "إنسان" عام 2018، وتأسست المؤسسة بعد أن بدأت في التفكير بتحويل القبيات إلى ضيعة نموذجية، ولنصل إلى هذا الهدف، نحتاج إلى دراسة كاملة في كل القطاعات، ومن ثم نتطور في كل قطاع، ونبدأ بتنفيذ المشاريع المكتوبة بناء على الدراسات. في البداية توجهنا إلى قطاع الشباب والرياضة، وأنشأنا "Kobayath Sports Academy"، التي أطلقناها منذ شهرين، وإلى حد الآن، لدينا حوالى 460 شخصاً من أطفال وشبان وشابات، يتوزعون بين ميني فوتبول وباسكيت بول، وهذا يساعد على تنمية الحس الرياضي لدى الشباب. العام الماضي أنشأنا مشروع طريق طواحين، وهو 4.8 كلم، وقمنا بدراسة كاملة مع خارطة تنفيذية لكل المشروع، وتم إفتتاحه، وهو عبارة عن 5 طواحين تتواجد على ضفة النهر، تربط جميع الحارات مع بعضها البعض في القبيات، وهذا المشروع هو متنزه، وطريق للمشاة وللدراجة، وفي الوقت عينه هو سياحة بيئية، يضيء على الآثار في القبيات، والطواحين القديمة التي كانت موجودة، وإلى جانب كل طاحونة هناك محطة تتوفر فيها أكشاك للقاءات وغيرها. هذا العام سنفتتح مركزاً لصناعة المونة، وهو مطبخ مجهز بحسب المواصفات العالمية، لنستطيع ضمانة جودة المنتج، والهدف هو تصديره، وهكذا نخلق توعية حول الصناعات الغذائية الصحيحة، قمنا بـ 6 دورات، وسننطلق في شهر أيلول/سبتمبر المقبل، وهذا المشروع مرتبط بالمرأة القبياتية، وبتقوية قدراتها وإنتاجيتها، وإستقلاليتها.
وتابع: "عندما نتحدث عن الصناعة الغذائية والمونة اللبنانية الأصيلة، لا يمكننا أن ننسى المنتج الزراعي الذي سيستخدم للمونة، فلدينا أيضاً مشروع لهذا المنتج. بمساعدة شباب القبيات، سينقسم الإنتاج السنوي الذي نحن بحاجة له، على مجموعة شباب، وسيكون هذا المشروع كفيلاً بتأمين دخل سنوي كامل لعائلة كل من يعمل فيه. وأيضاً لدعم القطاع الزراعي، سنفتتح براد حجمه 500 متر مربع، فيه 35 ألف صندوق، يعمل على الطاقة الشمسية، فهكذا نخفف المصروف على المزارع ويزداد ربحه، بالإضافة إلى العمل على إدارة كاملة للقطاع الزراعي، وذلك بالتعاون مع التعاونيات الزراعية في القبيات والمزارعين".
وختم عبدو قائلاً: "إنسان" في القبيات، هي الوجود، وعملنا يصب بهدف تثبيت الشباب، والحفاظ على الهوية، وهذه المشاريع هي نبذة عن مشاريعنا، وقريباً سنقوم بتحضير برنامج كامل، يلخص جميع أفكارنا لكيفية العمل في القبيات، وهذا بالتعاون مع جميع أبناء الضيعة، بالإضافة إلى البلدية".

كما إلتقينا المتطوعة في مؤسسة "إنسان" ماريا حنا، التي ساهمت في نجاح هذا المهرجان، والتي قالت لنا: "عيد السيدة له تاريخ في القبيات، وتشارك فيه دائماً الجمعيات الكشفية والرسولية، وكل عام تحضر كرمس كبيراً يتضمن سوقاً للأكل ونشاطات، وتشارك فيه الضيع المجاورة أيضاً، والآن، وبعد الأوضاع الإقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان، مدت مؤسسة "إنسان" يدها إلى هذه الجمعيات لنحيي هذا العيد".
وأضافت: "هذا العام كان لدينا كرمس للأطفال، تضمن أكثر من 9 ألعاب نفخ، وألعاباً كشفية، بالإضافة إلى منطقة للأطفال، وكان لدينا أكثر من 45 مشاركاً بين سوق أكل وسوق حرفي، وبهذه الطريقة قمنا بتشجيع المنتجات المحلية. كان لدينا نشاطات يومية، ففي 10 آب كانت الإفتتاحية، في 11 آب قدمت كازادو عرضاً للأطفال، في 12 آب سهرة قبياتية، في 13 آب سهرة فنية، وفي 14 آب قداس العيد ومفرقعات نارية. كما ركز هذا العيد على جانب البيئي، إذ نحاول التركيز على إعادة التدوير، حيث تم وضع علب مخصصة لقناني البلاستيك، وهذا بالتعاون مع "CIRCL" وهو مشروع لصبيتين من القبيات، وإنطلقنا به من عيد السيدة".


ماريا التي تشارك في كرمس عيد السيدة منذ سنوات، هي التي أمضت الكثير من حياتها في الكشاف، سألناها عن عيد السيدة قبل وبعد "إنسان"، فقالت: "بعد "إنسان" إستطعنا توسيع آفاق أفكارنا، فلدينا الكثير من المشاريع، ولكن الظروف المادية لم تكن ملائمة، أما مع دعم مؤسسة "إنسان" المادي والمعنوي، والتخطيط والتنفيذ من خلال الأشخاص الموجودين في هذه المؤسسة، ساعدت المؤسسة هذه الجمعيات في تطوير أفكارها، فالمؤسسة كانت إلى جانبنا، ولم تكن منافسة".