عندما اصطدم براندون سوانسون البالغ من العمر 19 عامًا بسيارته في حفرة على جانب الطريق بالقرب من كلية مينيسوتا ويست كوميونيتي والتقنية في عام 2008، اتصل بوالديه بشكل طبيعي للحصول على المساعدة. وأثناء تحدثه معهما على الهاتف، أصدر تعليمات لهما بشأن مكان وجوده التقديري، سار سوانسون نحو بعض الأضواء التي يعتقد أنها جاءت من أقرب بلدة، وقطع الحقول وتسلق الأسوار بينما ذهب لتوفير الوقت.
بقي براندون على الهاتف مع والده، وبعد 47 دقيقة، سمعه والده يصرخ، وانقطع الخط، ولم يُر براندون سوانسون أو يسمع عنه مرة أخرى.
الآن، بعد أكثر من 14 عامًا على اختفاء سوانسون، لا تزال الشرطة غير قادرة على تحديد مكانه أو تحديد مكان رفاته أو هاتفه المحمول ومفاتيح السيارة. ولا يزال والديه يبحثان عن إجابات قالت والدة براندون سوانسون: "كما تعلم، لا يختفي الناس في الهواء. لكن يبدو أنه فعل ذلك بالتأكيد".
ليلة الاختفاء
ولد براندون فيكتور سوانسون في 30 يناير 1989، وبحلول 19، كان يبلغ طوله 5 أقدام و 6 بوصات في كلية مينيسوتا ويست المجتمعية والتقنية. في 14 أيار 2008، انطلق سوانسون للاحتفال بنهاية فصول تلك السنة مع الأصدقاء. حضر اجتماعين محليين في ذلك المساء، أولاً في ليند، بالقرب من منزله في مارشال، ثم في كانبي، على بعد حوالي 35 ميلاً من المنزل. أبلغ أصدقاء سوانسون لاحقًا أنه بينما رأوا سوانسون يشرب، لم يكن سكران.
غادر سوانسون كانبي في وقت ما بعد منتصف الليل متوجهاً إلى المنزل، وهي رحلة قام بها عملياً كل يوم كجزء من تنقلاته من المدرسة وإليها. ولكن في تلك الليلة، بدلاً من أن يسلك طريق ولاية مينيسوتا السريع 68، وهو الطريق الأكثر مباشرة بين كانبي ومارشال، اختار سوانسون القيادة عبر الطرق الزراعية الريفية، ربما لتجنب الشرطة.
مهما كانت أسبابه، سرعان ما وقع في مشكلة اذ انحرف سوانسون إلى حفرة بالقرب من حقل زراعي، ولم يتمكن من الحصول على أي قوة دفع للخروج. في حوالي الساعة 1:54 صباحًا، اتصل سوانسون بوالديه وطلب توصيله إلى المنزل، أخبرهما أنه كان بالقرب من ليند، على بعد حوالي 10 دقائق من منزلهما في مارشال.
توجه والدا سوانسون لاصطحابه، وبقيا على اتصال بالمكالمة أثناء القيادة، لكنهما لم يجدا سوى ظلام دامس. اشتعلت التوترات في الساعات الأولى مع تنامي الإحباط. "ألا تراني؟" سأل سوانسون، حيث قام هو ووالديه بإضاءة المصابيح الأمامية لسيارتهما للدلالة على وجودهما.
في وقت من الأوقات، أخبر سوانسون والديه أنه سيرجع إلى منزل صديقه في ليند. وهكذا أوصل والد سوانسون زوجته إلى المنزل واستمر في اتجاه ليند، وظل على الهاتف مع ابنه.
بينما كان يسير في الظلام، اقترح سوانسون على والديه مقابلته في موقف للسيارات في ملهى ليلي شهير في ليند، وقرر قطع حقل كاختصار. سمع والد سوانسون ابنه يسير على طول الطريق، ثم صرخ فجأة، حيث انقطعت المكالمة. وكانت الكلمة الأخيرة التي يسمعها أي شخص من براندون سوانسون.
تم توجيه مكالمات والديه المتكررة إلى هاتفه مباشرة إلى البريد الصوتي، وبقية الليلة، بحث والدا سوانسون، بمساعدة أصدقاء ابنهما، الطرق المرصوفة بالحصى والأراضي الزراعية في المنطقة الريفية دون جدوى.
تكثيف البحث عن براندون سوانسون
في صباح اليوم التالي، الساعة 6:30 صباحًا، اتصلت أنيت والدة براندون بشرطة ليند للإبلاغ عن فقدان ابنها. ردت الشرطة بالقول إن سوانسون كان مراهقًا في الكلية، ولم يكن من غير الطبيعي أن يخرج الشاب طوال الليل بعد الانتهاء من دروس الكلية.
مع مرور الساعات من دون عودة سوانسون، انضم الضباط المحليون في النهاية إلى عملية البحث، ثم طلبوا استجابة بحث على مستوى المقاطعة. كان هاتف سوانسون لا يزال يعمل، وقامت الشرطة بتثليث مكان مكالمته الأخيرة بأقرب برج خلوي. كان في بورتر، على بعد حوالي 20 ميلاً من المكان الذي اعتقد سوانسون أنه موجود فيه.
ركزت الشرطة بحثها على المنطقة المحيطة ببورتر، وعُثر على سيارة تشيفي لومينا سيدان الخضراء من سوانسون بعد ظهر ذلك اليوم. كانت السيارة عالقة في خندق قبالة طريق ليون لينكولن، بين بورتر وتونتون، لكن الضباط لم يجدوا أي علامة على وجود تلاعب أو سوانسون.
بدأت عملية بحث واسعة شملت كلاب بوليسية، ومراقبة جوية، ومئات المتطوعين. قادت وحدة الكلاب الضباط على بعد ثلاثة أميال تقريبًا من الخندق إلى نهر يلو ميديسن، الذي كان يتدفق عالياً وسريعًا، قبل أن يفقد رائحة سوانسون.
لم يتم اكتشاف أي ممتلكات شخصية أو ملابس تخص سوانسون على الطريق المؤدي إلى النهر، أو على امتداد ميلين من النهر في المنطقة، والتي تستغرق ما يقرب من ست ساعات للمشي.
على مدى ثلاثة أسابيع، لم تعثر كلاب البحث والجثث على شيء. اختفى سوانسون ببساطة في الأراضي الزراعية الريفية والطرق الخلفية لولاية مينيسوتا.
في أواخر عام 2008، حددت خدمات دعم الطوارئ، وهي منظمة بحث وإنقاذ مقرها مينيابوليس، منطقة اهتمام مساحتها 140 ميلاً مربعاً وركزت بحثها هناك. ومع ذلك، رفض بعض المزارعين السماح للبحث عن الأنياب في أراضيهم، لا سيما خلال موسم الزراعة والحصاد، تاركين ثغرات جغرافية كبيرة في البحث عن سوانسون. وما زالت القضية قائمة حتى يومنا هذا.
برز اختفاء براندون سوانسون بعض النظريات المذكورة أدناه
يعتقد المسؤولون أن براندون سوانسون سقط في نهر ومن ثم خرج منه
عندما تم فحص النهر ولم يتم العثور على جثة براندون سوانسون، يعتقد المسؤولون أنه عاد من الماء واستأنف المشي. ومع ذلك، ربما مات بسبب انخفاض حرارة الجسم، حيث كانت درجة الحرارة أقل بقليل من 40 درجة في ذلك الصباح.
كما أشارت كلاب البحث إلى وجود أشلاء بشرية بالقرب من خور مود شمال بورتر. ومع ذلك، لم يكتشف المسؤولون أبدًا أي بقايا.
وقال المسؤولون إن براندون يمكن أن يكون في أي مكان داخل منطقة تبلغ مساحتها 122 ميلاً مربعاً. بعد عشر سنوات من اختفاء سوانسون، صرح بيل فليتد، شريف مقاطعة الطب الأصفر، "إنها منطقة ضخمة. إذا أخذت تلك المنطقة المباشرة التي كانت فيها السيارة ثم الإطار الزمني الذي كان يتحدث فيه عبر الهاتف مع والديه، فمن يدري في أي اتجاه ذهب وإلى أي مدى سافر؟ "
النظرية التي اقترحت أنه انزلق في الماء، ثم عاد للخارج أو غرق، لم تتم الموافقة عليها وانتقادها، حيث بدا أن هاتفه يعمل بعد انقطاع الاتصال مع والده. تصريحات مينيسوتا أنه إذا تم غرق الهاتف في الماء، فستتحول جميع المكالمات مباشرة إلى البريد الصوتي. على الرغم من أنه يمكن تصديق سقوط الهاتف على الأرض بينما كان سوانسون ينزلق في الماء ، إلا أنه لم يتم اكتشافه بالقرب من أي من المسطحات المائية في المنطقة.
نظرية متطوع دارين إي ديلزر
صرح رجل الإطفاء المتطوع دارين إي ديلزر أن لديه نظرية مختلفة حول ما حدث لسوانسون، بناءً على الأحداث المختلفة التي شعر بها حول القضية. قال ديلتسر إن سوانسون كان أعمى من الناحية القانونية من عينه اليسرى وكان يستخدم النظارات دائمًا. ومع ذلك، في صباح اليوم الذي اختفى فيه، نسي أن يأخذ نظارته من سيارته.
وأشار أيضًا إلى أن الضحية ربما يكون قد انزلق إلى صهريج غير مميز أو طبيعي في المناطق الريفية.
كان لدى براندون سوانسون بعض الانهيار العقلي
اقترحت نظرية أخرى أن سوانسون ربما يكون لديه نوع من الانهيار العقلي. ومع ذلك، قال والديه إنه بدا واضحًا عندما تحدثا معه عبر الهاتف، ولم يكن لديه أي سجلات للاضطراب العقلي.
براندون سوانسون خطط لاختفائه
تشرح نظرية أخرى أن براندون سوانسون ربما خطط لاختفائه. من المحتمل أن يكون المراهق قد غادر المنطقة بشكل مستقل ويعيش الآن تحت اسم جديد. ومع ذلك، لا يتوقع ذلك نظرًا لأنه حاول الاتصال بزملائه وكان يحاول الوصول إلى والديه، كان من المرجح جدًا أنه يرغب في تحديد مكانه.
ولم يتم حل لغز اختفاء براندون سوانسون بعد 15 عامًا من اختفائه. كانت هناك العديد من التكهنات لأنه ربما وجد مأوى في مبنى مهجور، وسقط في النهر وعاد للخارج أو خطط لاختفائه. ومع ذلك، لا يبدو أن أي شيء مؤكد ولم يتم اكتشاف جسده ولا متعلقاته الشخصية.
قانون براندون
الهدف من قانون براندون، وهو قانون من ولاية مينيسوتا صدر في عام 2009 يتطلب من جهات إنفاذ القانون أن تأخذ فورًا بلاغًا عن الأشخاص المفقودين، وبدء تحقيق، لجميع المواقف، بغض النظر عن عمر الشخص الذي يُعتقد أنه في خطر.
وعلى الرغم من أن قانون براندون لا يساعد بالضرورة عائلة سوانسون والبحث عن ابنهما، إلا أنه يصحح مشكلة يعتقد أنها أعاقت ما كان يمكن أن يكون بحثًا تم إجراؤه في وقت مبكر.
وكانت طريقتهما في تحويل حزنهم الشديد وألمهم وإحباطهم إلى شيء مفيد للعائلات الأخرى في المستقبل.
واختارا براين سوانسون وأنيت سوانسون، والدا الضحية عدم التعليق على هذه القصة، مستشهدين بالتأثير العاطفي لاختفاء ابنهما، والصعوبة المصاحبة لموسم الأعياد. وأشار بريان سوانسون إلى أنه بعد 14 عامًا من اختفاء ابنهما، لا يزال الألم قائمًا.
