تداخل مجال الفن والسياسة عبر العصور ببعضهما البعض بشكل واسع، فالمجالان يحظيان بإهتمام الجمهور بشكل كبير، وعادة ما تؤثر السياسة على الفن من خلال فرض قيود معينة، ويؤثر الفن على السياسة من خلال تصوير أعمال تتحدث عن الشعب والوضع العام.
هذا التداخل جعل إمكانية خلق علاقات بين أهل المجالين ممكنة، ومثيرة، خصوصاً إن كانت علاقات حب وزواج، فهي عادة ما تكون علاقات خفية وسرية، ويلفها الغموض من كل الجهات.
روايات عديدة ذكرت على مر التاريخ، عن قصص حب جمعت رجال السياسة بأهل الفن، منها ما أثبتت، ومنها لم يتمكن أحد من تأكيدها، بالرغم من مرور أعوام عليها، إليكم قائمة بأشهر هذه القصص:
الفنانة كاميليا والملك فاروق
جمعت الفنانة المصرية الراحلة، والتي تم بعد سنوات إكتشاف بأنها كانت عميلة إسرائيلية، كاميليا أو ليليان كوهين، قصة حب مثيرة مع الملك الراحل فاروق، ولعلها تكون واحدة من أعنف قصص الحب التي جمعت سياسيين بفنانين عبر التاريخ.
تعرفت كاميليا على الممثل المصري الراحل رشدي أباظة، ولم يكن وقتها نجماً معروفاً، فقد شارك في ثلاثة أفلام فقط، لكنه وقع في حبها وبشدة، وكان في ذلك الوقت يحبها الملك فاروق أيضاً، والذي توعد أباظة وحذره من هذه العلاقة ولكن على الرغم من ذلك كانت كاميليا قد إتفقت مع أباظة على أن يكون الزواج في تشرين الأول/أكتوبر عام 1950، إلا أنها رحلت قبل الزواج بشهرين، وأصيب أباظة بإنهيار عصبي ومكث في المستشفى لأسبوعين، وكان يتناول خلالهما المهدئات والمنوم.
وكان الملك فاروق قد تعرف على كاميليا في أحد الكازينوهات، ووقع في غرامها وظل يطاردها حتى أنها علمت بقرار طلاقه من الملكة فريدة قبل إعلانه رسميا، وبسبب قربها من الملك إتُهمت كاميليا بأنها جاسوسة لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي في ذلك الوقت.
وقد قال عنها أباظة إن شخصيتها كانت قوية للغاية، وكانت كالحصان الجامح لا تخشى أحداً حتى الملك نفسه فتفعل ما يحلو لها. وكان أباظة أيضاً ذكر في أحد حواراته بأن الملك فاروق أحب كاميليا بجنون خصوصاً بعد أن حملت منه، وتوقع أن تنجب له ولداً ليكون ولي العهد، لكنها أجهضت في الشهر السادس، بعد أن سقطت عن الحصان.
أحبها أباظة عاماً و8 أشهر، قبل أن تطلب منه والدته أن يسافر إلى إيطاليا خوفاً من أن يتعرض للأذية، إذ عاد بعدها إلى القاهرة والتقى كاميليا، وإتفقا على أن يتزوجا في روما وهي في طريق عودتها إلى مصر.
وقيل أيضاً أن الممثل أنور وجدي أعجب بها وحاول أن يثير غيرة ليلى مراد من خلالها، لكن كاميليا شعرت بنيته فلم تعطه الفرصة.
توفيت كاميليا عام 1950، بحادث طائرة مروع كانت تستقلها متجهة إلى روما والتي سقطت في حقول بالبحيرة شمال غرب القاهرة، وهناك من إعتبر أن الحادث مدبر من المخابرات.
الملك فاروق والراقصة سامية جمال
لم تكن كاميليا الفنانة الوحيدة في حياة الملك فاروق، حيث روى الصحافي مصطفى أمين في كتابه "ليالي فاروق"، قصة حب الراقصة المصرية سامية جمال والملك فاروق، وكيف تمكن من إيقاعها في شباكه، حتى أنهت علاقتها بالفنان المصري الراحل فريد الأطرش من أجله، وتخلى عنها بعدها بفترة.
أحمد حسنين باشا وأسمهان
جمعت بين الفنانة الراحلة أسمهان ورئيس الديوان الملكي في عهد الملك فاروق، أحمد حسنين باشا قصة حب ملتهبة، فيبدو أن أحمد سار على طريق الملك، حتى إنتهت حياتها في حادث سير غامض عام 1944.
الراقصة تحية كاريوكا وحسين عاكف
بالرغم من علاقتها أيضاً بالملك فاروق، إلا أن الراقصة المصرية تحية كاريوكا تزوجت من حسين عاكف، طيار الملك فاروق الخاص، ولكنهما انفصلا بعد شهرين فقط، كما تزوجت أحد ضباط الملك وهو مصطفى كمال صدقي، وكان زوجها الثامن وبعد اعتقاله عام 1952 انفصلت عنه.
برلتني عبد الحميد والمشير عبد الحكيم عامر
في أوائل الستينات، ضج الإعلام بخبر بخبر زواج المشير عبد الحكيم عامر، الرجل الثاني في مصر ووزير الدفاع من ممثلة الإغراء برلنتي عبد الحميد، وقد أثمر زواجهما عن ابن هو عمرو وأصبح طبيب بالقصر العيني، وقد حاول الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر أن يمنع صديقه ورفيق عمره من هذا الزواج، لكنه رفض وأصر على الارتباط بالفنانة.
نبيلة عبيد وأسامة الباز
في عهد الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، كان زواج السياسيين من الفنانين أمراًَ محظوراً، إلا أنه كان يحدث ويتم التكتم عليه.
وبعد قيام ثورة 25 يناير عام 2011، تم الكشف عن زواج الممثلة المصرية نبيلة عبيد من السياسي الشهير أسامة الباز، مستشار حسني مبارك، بالرغم من مرور سنوات عليه آنذاك.
سوزان تميم وهشام طلعت مصطفى
ومن أشهر قصص الزيجات بين السياسة والفن، كانت علاقة الفنانة اللبنانية الراحلة سوزان تميم بالسياسي المصري هشام طلعت مصطفى، والتي أدت إلى مقتل سوزان بطريقة شنيعة وسجن طلعت.
نيكولا ساركوزي وكارلا بروني
واحدة من أشهر علاقات الإرتباط بين الفن والسياسة، قصة زواج الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بالفنانة العالمية كارلا بروني، التي أثارت الكثير من الجدل في فرنسا وفي الصحافة العالمية، فساركوزي أول رئيس فرنسي يطلّق زوجته أثناء فترة حكمه، ليتزوج حبيبة قلبه المغنية بروني.
ماريلين مونرو وجون كينيدي
تعرف الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي للمرة الأولى على الفنانة العالمية الراحلة ماريلين مونرو عام 1954 عبر بيتر لوفورد، صهر جون كنيدي، وهي قصة حب وعلاقة محرمة، لم يتم تأكيدها أو نفيها حتى الآن.
وبحسب وسائل إعلام أحنبية، فقد بلغت العلاقة بين كنيدي ومارلين ذروتها عقب قيامها بالغناء في حفل أقيم في عيد ميلاد الرئيس الأمريكي الراحل في مايو/ أيار 1962، قبل أشهر فقط من وفاتها المأساوية، وأشارت تقارير بان الفنانة الراحلة تلقت تهديدات كثيرة في حال فضحت علاقتهما.
جوليا بطرس وإلياس بو صعب
من أكثر الزواجات الناجحة بين رجال السياسة والفنانين، قصة زواج الفنانة اللبنانية جوليا بطرس، والوزير اللبناني السابق إلياس بو صعب، بالرغم من أن زواجهما حدث قبل أن يصبح وزير بسنوات، وما زال قائماً حتى الآن.
بسمة وعمرو حمزاوي
ومن الزيجات الفنية السياسية اللافتة، زواج الممثلة المصرية بسمة من السياسي عمرو حمزاوي.
أم كلثوم وجمال عبد الناصر
لم تكن علاقات أهل الفن بالسياسيين علاقات حب وزواج فقط، بل جمعت بينهما علاقات صداقة مميزة، ونذكر منها صداقة الفنانة المصرية الراحلة أم كلثوم والرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، فكان الأخير يواظب على حضور حفلاتها، وقدمت عدداً من الأغنيات للثورة.
وعند رحيل جمال عبد الناصر، أصيبت أم كلثوم لصدمة، وقررت تقديم أغنية "رسالة إلى الزعيم"، وبعد انتهائها من تسجيل القصيدة، أُصيبت بانهيار عصبي، وحبست نفسها في المنزل، وقررت اعتزال الفن، إلا انه زوجة الرئيس الراحل لم توافق.
حليمة بولند ومعمر القذافي
لم يتم حتى الآن تحديد العلاقة التي جمعت الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، فأثارت صورهما التي إنتشرت بشكل كبير حالة من الجدل والإنتقادات، وتلقت منه هدايا ثمينة وكثيرة.
وبعد سقوط القذافي، تعرضت بولند لهجوم شديد، وطالبها أحد الصحفيين بإعادة طاقم الألماس، لأنه من أموال الشعب الليبي.