أبدع الممثل اللبناني عباس جعفر بحضوره الواثق على خشبة المسرح، حيث أثبت موهبته وقدراته التمثيلية في مسرحية "هيكالو"، على مسرح مونو. المخرج الرائع يحيى جابر، أصقل موهبة عباس، ونقله من ممثل أدوار في السينما والتلفزيون، إلى "وان مان شو" على خشبة المسرح. تناول العمل مواضيع حساسة، أبكت الجمهور وأضحكتهم. تقمص عباس الدور بسلاسة، ولم يبالغ بردات فعله، بل كان في ملعبه لحوالى الساعة ونصف الساعة، متمكناً من لغة الجسد ونبرة الصوت.
يحيى جابر
يحيى جابر شاعر وكاتب صحفي، وممثل ومخرج لبناني، ومؤلف العديد من المسرحيات، منها "بيروت طريق الجديدة"، "يللي...خلق علق"، "بيروت فوق الشجرة"، "إسمي جوليا" و"مجدرة حمرا". إنضم يحيى جابر من خلال مسرح الـ"وان مان شو"، إلى روجيه عساف وسامي خياط ورفيق علي أحمد وغيرهم، حيث تجتمع الميلودراما والكوميديا.
تناولت "هيكالو" معظم القضايا في بعلبك، منها الثأر، الإهمال التاريخي، الحشيشة والتنمية المفقودة، ولامست أوجاع الناس وتطلعاتهم وظروفهم.
موقع "الفن" إلتقى الممثل عباس جعفر، وكان لنا معه هذا الحوار.
شاركت بأدوار في السينما والتلفزيون، وفي مسرحية "هيكالو" كنت "وان مان شو" على مسرح يحيى جابر، كيف تصف هذه النقلة النوعية؟
دوري في المسرحية نقلة نوعية، وتجربة صعبة، لكنها مفيدة جداً لمسيرتي المهنية، وهي نقطة تحول على كافة المستويات، فنقلتني من عباس قديم إلى عباس جديد، ومنحتني الثقة، والقدرة على الوقوف على المسرح.
المسرحية تطرقت إلى قضايا حساسة، كيف كان تفاعل الجمهور؟
تفاعل الجمهور كان إيجابياً جداً، وأصداء العمل جيدة جداً، لاسيما أن المواضيع التي طرحت في المسرحية حساسة على مستوى المنطقة وكل لبنان، وهي قضايا تهمّ المجتمع اللبناني والمجتمع العربي.
كيف كان التحضير للعمل؟
تطلب تحضير المسرحية ثمانية أشهر، فقد إنتقلت مع الأستاذ يحيى جابر إلى الدار الواسعة في بعلبك، وإجتمعنا مع العديد من الأشخاص المطلوبين للعدالة، وذلك للإستماع إلى رواياتهم وظروفهم، ومطالبهم من الدولة اللبنانية من جهة، وإلى مطالب الدولة من جهة أخرى، وهذا التواصل كان مفيداً من أجل جودة العمل وإتقانه.
هذه المسرحية كرّستك ممثلاً مسرحياً موهوباً جداً، هل ستكون للمسرح الحصة الأكبر في أعمالك المقبلة؟
أشكر الله على التفاعل الإيجابي من الجمهور، ضحكاتهم منحتني القوة، ودموعهم أثرت بي كثيراً، وحركت مشاعري بشكل كبير، وما شعرت به خلال عرض "هيكالو" كان مؤثراً جداً، مقارنة بشعوري خلال تأديتي أدواراً كوميدية. أنا جاهز لتكرار التجربة المسرحية مع الأستاذ يحيى جابر.
هل واجهتم أي صعوبات لتنفيذ العمل أو عرضه؟
بالرغم من عرض المسرحية في مختلف المناطق اللبنانية من الجنوب إلى الشمال، واجهنا مع الأسف، رفضاً لعرض المسرحية في بعلبك. وفي التفاصيل أن رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك السيدة نايلة دو فريج حضرت المسرحية، برفقة سيدتين من اللجنة، وقالت إنه يشرفها أن تُعرض "هيكالو" في مهرجانات بعلبك الدولية، وكان هذا أجمل خبر سمعته في حياتي، وباشرت بإعلانه على وسائل الإعلام، وحضر محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر المسرحية أكثر من مرة، كذلك حضرها فنانون من بعلبك وشخصيات، وذلك بعد أن وصلتهم الأصداء الإيجابية للمسرحية. وبعد طلب اللقاء لتحديد مواعيد عرض المسرحية في بعلبك، كان الجواب بأن معبد باخوس ليس جاهزاً لإستقبال المسرحية، ولكن تبيّن أن عضواً في لجنة المهرجانات، رفض أن يتم عرض المسرحية، وحددوا لنا موعداً للعرض بعد المهرجان، وكان الإقتراح بمثابة ترضية. وبعد الإتصال بالشخص المعارض، تبيّن أنه لم يحضر المسرحية، ولم يقرأ النص، وسبب إعتراضه يتعلق بذكر العشائر في النص، فقمت بحذف المقاطع التي تسبب إشكالية، وأرسلت النص إلى الشخص المعني بواسطة البريد الإلكتروني، فكان واضحاً أنه لم يقرأ الرسالة، ولم يجب على الهاتف، وبعد المحاولة من جديد، أبلغته بالتعديلات على النص كما يرغب، ودعوته إلى حضور المسرحية لأكثر من مرة، لكنه لم يحضر. وتلقيت رسالة صوتية من السيدة دو فريج، تعتذر فيها عن تقديم المسرحية في هذا الصيف، على أمل أن تُعرض العام المقبل. أتأسف أن أقول إن مسرحية "هيكالو" حصلت على موافقة من الأمن العام اللبناني، وهي ممنوعة من العرض في بعلبك، وأهلي في بعلبك حُرموا من مشاهدتها، وأنا حزين بسبب ذلك.
هل ستعرض المسرحية خارج لبنان؟
نعم نحضّر لجولة في عدة بلدان، منها كندا والولايات المتحدة الأميركية وأبيدجان وأفريقيا.
ماذا عن أعمالك المقبلة؟
أنا في في صدد تحضير أغنية جديدة اسمها "بتحدى أكبر شب"، لا تشبه أي أغنية لعباس جعفر، وهي من كلمات علي المولى، توزيع وألحان Eljoe وسوف تُطلق في 28 حزيران/ يونيو المقبل.