أطلقت بلدية صور الجنوبية بالتعاون مع جميعة الفرح الإعلامية، فعاليات صيف صور 2023، بالإضافة لافتتاح الشارع المخصص للمشاة، وذلك برعاية وحضور وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى.

حضر الى جانب المرتضى النواب د. عناية عز الدين، علي خريس وحسين جشي، بالإضافة لرئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق وأعضاء المجلس البلدي، رئيس جمعية الفرح الإعلامية الاجتماعية علوان شرف الدين وأعضاء الجمعية، قائد القطاع الغربي في "اليونيفيل" العميد الركن روبرتو فيرجوري، المسؤول التنظيمي لإقليم جبل عامل في حركة أمل علي اسماعيل، القاضي عرفات شمس الدين، قائد الكتيبة الايطالية العقيد داريو بادوانو، رئيس مدرسة قدموس الأب جان يونس، رئيس بلدية العباسية علي عز الدين، نائب الأمين العام المساعد لمنبر الوحدة الوطنية محمد نديم الملاح، رئيس جمعية الأكاديميين خليل الأشقر، رئيس دائرة المساحة في صور المهندس فضل الراعي، مديرة مركز الشؤون الإجتماعية في صور زهرة اسماعيل، رئيسة جمعية يسما الإعلامية وفاء بيضون، ممثلة عن جمعية أفنان الاجتماعية، تجمع فناني صور، مدير جامعة المدينة City University في مدينة صور د. مصطفى الكردي ومدير العلاقات العامة نبيل بواب، رؤساء الجمعيات والفعاليات التربوية الاختيارية والاجتماعية والثقافية.

بدأ الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني بعد قص شريط الإفتتاح، وكانت كلمة جمعية الفرح ألقاها الزميل براهيم الحسيني جاء فيها: "لن تُلغي الأزمات الفرح، ولن ترضخ بطلة المدن، الى الواقع المرير. سنوات مضت لم نشهد فيها حياة، فأبينا هذه السنة أن تمر مرور الكرام. لذا، عزمنا في جمعية الفرح الإعلامية الاجتماعية وبدعم من بلدية صور، أن نعيد إحياء الشارع المخصص للمشاة، مع بدء الموسم الصيفي، وما خاب من سعى، فكانت الرعاية من وزارة الثقافة، واضعين كل الثقة بجهودنا، للحفاظ على حيوية مدينة التراث، بحضور أبنائها ولقاء زوارها.. معلناً بإسم لبنان، وجوهرة المتوسط صور وأولادها ومحبيها افتتاح شارع المشاة لصيف 2023".

بعدها ألقت الدكتورة رندى أبو صالح كلمة رئاسة البلدية، رحّبت فيها بالوزير والحضور وقالت: "صور عروس البحر، صور مدينة الصدر، صور سيدة البحار، صور عروس الجنوب، لم يبالغوا ولم يخطئوا يا مدينتي صور حين منحوك أجمل وأرقى الالقاب، هذا المشهد الرائع والمعبر الذي نراه اليوم يرسم في أذهاننا صورة مبهمة التفاصيل، قد تكون مزيجا من الفرح والحزن معا تارة نراها مفعمة بالفرح والسرور وطورا نرى في طياتها بعضا من الالم والقهر نتيجة الأزمة الراهنة والظروف القاهرة والدقيقة جدا التي يمر بها وطننا الحبيب لبنان".

وتابعت: "ولكن انطلاقا من مهامنا كمجلس بلدي وفي ظل هذه الظروف القاسية والحالكة حرصنا كل الحرص على إفتتاح هذا الشارع الذي بات جزءا لا يتجزأ من موسمنا السياحي وخاصة أن رئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق يشدد دائماً وبكل امانة مطلقة على دعم ورعاية جميع النشاطات التي من شأنها ان تعزز الحركة الاقتصادية والسياحية والثقافية لما فيها مصلحة المدينة ٱملين أن يكون هذا النشاط بمثابة فسحة أمل ورجاء، مبارك لنا ولكم إفتتاح فعاليات صيف 2023، نرحب بكم مجددا في مدينتكم صور".

واختتمت قائلةً: " بإسم مجلس بلدية صور رئيسا واعضاء نتوجه بكلمة حق في رجل كان له دور مفصلي في إعادة تأهيل وترميم هذا الشارع ومنحه روحا وحياة جديدة في زمن كان المرور فيه موحشا ومظلما دولة الرئيس نبيه بري لك منا كل الشكر والإحترام والتقدير والشكر الموصول إلى شرطة وعمال بلدية صور وإلى رئيس جمعية الفرح السيد علوان شرف الدين على التعاون والمتابعة والى كل من ساهم وشارك في تحقيق هذا الإنجاز".

كذلك ألقى الوزير المرتضى كلمة قال فيها: "مسؤولية التحرير التي حملها الجنوب على أكتاف أبنائه ودماء شهدائه وزغردات سيداته، تفرض الاستمرار في الدعوة إلى التلاقي والحوار، وتلقُّفِ المبادرات التي تحمي الإنجازات الوطنية الأهم على الإطلاق منذ نشوء دولة لبنان الكبير، عنيت بها التحرير الأول عام ألفين، والانتصار الكبير عام ألفين وستة، والتحرير الثاني عام ألفين وسبعةَ عشر، لأن التلاقي على حِفظِ قيم الكرامة الوطنية التي اشتركتم في رفع لوائها، هو قدرُ جميع اللبنانيين بلا تمييز، فليس لهم عنه مَحيد.".

وأكمل:" إلى صور ينبغي لكلِّ شيءٍ أن يأتي مشيًا على قدميه: التاريخُ والحاضرُ ونسائمُ البحرِ وأخبارُ البطولات، وأصداءُ عويلِ الصهاينة تحت نيران الشهيد أحمد قصير، وبكاءُ دباباتهم الهاربين بها يوم التحرير، ينبغي لهذا كلِّه ولغيرِه معه، أن يأتي إلى مجد صور مشيًا على الأقدام، ويمرَّ تحت قوسِ نصرِها ويجولَ في حاراتِها وشواطئها، وينحني إجلالًا لما تختزنُ المدينةُ من تراثِ كبرياءْ، ومن حقيقةِ عيشٍ وطنيٍّ جامع، شدَّ أزرَه ومتَّنَ عُراه سماحةُ الإمام المغيب السيد موسى الصدر، فجعلَه عنوانًا بهيًّا لهُويّة لبنان".

وقال :" وإذا كانت الجهة الداعية لهذا الاحتفال، قد أرادته في مستهلِّ الصيف إعلانًا لانطلاقةِ الموسم السياحي المقبل؛ فإنَّ طريقَ المشاةِ فرصةٌ ذاتُ أوصافٍ متعددةٍ تجاورُ السياحة وتتجاوزُها. فهي فرصةٌ بيئيَّةٌ وصحيَّةٌ واقتصاديَّةٌ واجتماعيةٌ، ووطنيةٌ بامتياز لأنّها تقودُ الخطى إلى ديوانِ القيمِ العليا التي جعلتْ من صور سيدةَ البرِّ المحرّرِ كما كانت في زمانِها القديم سيدةَ البحر المستعبَدِ الذي عبَّدَتْه لأمرِها أساطيلُها."

وأضاف :" على أنَّ هذه الأوصافَ مجتمعةً لا يمكن حمايتُها والاستفادة من أبعادها في سبيلِ تنميةِ المدينة، إلا إذا واظب أهل صور وقياداتُها كما هم عليه الآن، من اعتبار العملِ العامِّ هادفًا إلى تحقيق الخير العام بمعناه الواسعِ الشامل، وأساسُ ذلك المحافظةُ على ما يجمعُ المواطنين ولو تفرّقت خصوصياتهم، لأنَّ الاختلاف شيءٌ من طبيعةِ الحياة، تحقيقًا لقوله تعالى في محكم تنزيله: (وجعلناكم شعوبًا وقبائلَ لتَعارفوا)، فالأصلُ هو التمايز الذي يحملُ إلى التعارفِ فالتفاهم فالتعاضد على عِمارةِ الوطنِ والأرض."

وتابع المرتضى :"غير أنه لا يدخلُ في إطار حقِّ الاختلاف، الذي هو في الأصل قيمةٌ دينيَّةٌ وإنسانيّةٌ ساميةٌ كما أسلفْت، أن تُصبحَ الممارسةُ السياسيةُ سبيلاً بيِّناً إلى الفُرقةِ والشقاق وبالتالي إلى الخراب الوطني الشامل. ذلك يحصلُ عندما تنكبُّ كلُّ جماعةٍ (وإذا شئتم كلُّ أحدٍ من هذه الجماعات) على البحث عن السِّمات التي يخيَّلُ إليه أنَّه بها مختلفٌ عن مواطنِه، أو بتعبيرٍ أوفى، أفضلُ منه. فيرفضُ اللقاء والحوار ويمارسُ أصنافَ العصبيات، ويُفصِّلُ القيم الوطنيةَ على مقياس مفاهيمه، ولا يكفُّ عن الأعمال والتصرفات التي تُحوِّلُ الوطنَ إلى أشلاءِ وطنٍ تنهشُها الغرائزُ وتُنشِبُ فيها المخالبَ خطاباتُ التحريض.

وأردف قائلاً :" ولعلَّكم يا أهل صور، في خضمِّ هذه الأزمة التي نعيش، تستمعون يوميًّا إلى مثل هذه الخطابات التي لا يريد أصحابُها إلا ممارسةَ فنِّ الإقصاء، على الرَغم من خيباتِهم المستمرة بفعل وعيكم وصمودكم، لكنني أعيد التأكيد أن مسؤولية التحرير التي حملها الجنوب على أكتاف أبنائه ودماء شهدائه وزغردات سيداته، تفرض الاستمرار في الدعوة إلى التلاقي والحوار، وتلقُّفِ المبادرات التي تحمي الإنجازات الوطنية الأهم على الإطلاق منذ نشوء دولة لبنان الكبير، عنيت بها التحرير الأول عام ألفين، والانتصار الكبير عام ألفين وستة، والتحرير الثاني عام ألفين وسبعةَ عشر، لأن التلاقي على حِفظِ قيم الكرامة الوطنية التي اشتركتم في رفع لوائها، هو قدرُ جميع اللبنانيين بلا تمييز، فليس لهم عنه مَحيد. وهذا في كلِّ حالٍ واحدٌ من معالم تراثِ صورَ المستمرِّ في نفوسِ أجيالِها إلى الآن."

داعياً إلى:"الاستفادة من المواسم جميعِها لتحريك عجلة الاقتصاد في المدينة وقضائها والجوار، وكذلك لبثِّ الوعيِ العام حول هذه القيم الأصيلة. وهذا بالحقيقة ما تنادي به على الدوام وزارة الثقافة في جميع الفعالياتِ التي تشهدها أو تقوم بها التزاماً بنهج دولة النبيه الأمين وسماحة الأمين النبيه ورؤيتِهما الواحدة المتطابقة التي تدعونا الى وحدة ساحتنا الداخلية والى وحفظ التنوّع والفرح فيه وتمتين عيش المعيّة وهذا بالنسبة لهما، ولكلّ لبنانيٍّ واعٍ ومسؤول، واجبٌ ديني وواجبٌ أخلاقي وضرورةٌ وطنية وهو المفتاحُ الذهبيُّ لبوابة الانتصار ولصون هذا الإنتصار وعلى هذا المنهج سوف نظلّ ثابتين كثنائي وطني في وحدةٍ كالبنيان المرصوص ولن نبدّل تبديلا. "

واستطرد المرتضى بالقول :" وقبل الختام نُعرّج على صفحةٍ مجيدة متمثّلةٍ بما جرى اليوم وقبل أيام من مواجهةٍ بطولية بين احرارٍ من بلادنا والمحتلّين أعداء الإنسانية، ونقول من ههنا ....من صور الصدر والحضارة الإنسانية والمقاومة وزرقة البحر، أنّ لا تطبيع مع الكيان الغاصب وأنّه ليس بيننا وبينه الاّ نزالٌ نخوضه في كلّ مرّةٍ متسلحين بإيماننا بحقّنا وبيقيننا بأنّنا على أهبة النصر الأكيد المنذور للوطن كله...كما نكرّر ما قلناه اليوم في مناسبةٍ سابقة أنّ أبلغ ما يستفاد من مواجهة كفرشوبا البطولية، أنّ لبنانيين أحراراً إقترعوا خلالها بالأفئدة الشجاعة والأقدام الثابتة في الأرض والقبضات المصرّة على المقاومة...اقترعوا وانتخبوا بالإجماع رئيساً للجمهورية... حرًّا مقاومًا... ونُضيف لهؤلاء الذين تقاطعوا بعد أن جمعت بينهم رغباتهم الرامية الى محاولة قطع الطريق على مرشّحنا الشريف الأبيّ الحرّ الوطنيّ العربيّ المسيحي... نقول لكلّ واحدٍ من هؤلاء: كدْ كيدك واسعَ سعيك فوالله لن تحصد الاّ الخيبة وما رأيك الاّ فَنَد وجمعك الاّ بدَد، فلبنان كان وسيبقى حرّاً مقاوماً ولذلك فإنّه لا رئيس للبنان الاّ الحرّ الأبيّ الحافظ للمقاومة والحاضن لكلّ اللبنانيين الذي يصون الصيغة اللبنانية ويعمل على بقاء وحدة الكيان."

وختم المرتضى:"بوركت صور وأهلُها ودامت مدينةً للصمود والكرامة وعيش المعيّة .عشتم جميعاً وعاشت المقاومة ليبقى لبنان".

كما كانت فقرة فنية مع الفنان محمود شاهين الذي غنّى الحب والأعياد لمدينة صور، ثم أدارت الزميلة كوثر عيسى جلسة الحوار مع كل من الوزير محمد المرتضى والنائب د. عناية عز الدين والنائب حسين جشي ورئيس البلدية حسن دبوق، تمحور حول صور الصمود والحرف والمقاومة والإصرار في أحلك الظروف ومواجهة الصعاب، لافتين الى المواجهة البطولية في كفرشوبا بين أحرار بلادنا والمحتلين مؤكدين أن لا تطبيع مع العدو.

شكر دبوق كل من شارك في التنظيم والعمل لإنجاح هذا الإفتتاح، كما شكر قوات اليونيفل مؤكداً أن المحبة والعطاء يتركان أثرهما وهو أمر نفخر به، ولفت الى أن الأزمة الإقتصادية طالت الجميع والبلديات تأثّرت بهذه الأزمة ورغم ذلك لا زال الأهالي مفعمين بالحس الوطني والإنتماء للمدينة، مشيداً بهذه الخطوة وكل عمل يعزّز السياحة في المدينة متمنياً تعاون الجميع في النشاطات المقبلة.

بدورها أكّدت عز الدين على أهمية هذا النشاط الذي يشكّل مساحة جامعة للناس، لافتةً الى أن صور تختصر لبنان بكل ما تحويه الكلمة، وأضاءت على ظاهرة التسول مشيرةً الى أن الأوضاع المعيشية والاقتصادية وحتى السياسية دفعت أغلب الأطفال الى ترك التعليم وخرجوا من النظام التعليمي بالكامل وبعضهم تسرب الى الشارع وكانت شبكة المتسولين التي يديرها أشخاص مسؤولين عنهم، وهو بحد ذاته جُرم يعاقب عليه القانون، فهناك عقوبة مشددة على كل من يدفع قاصراً الى التسول، وهذا الظاهرة لا بد من التصدي لها، فوزارة العمل تعمل على برنامج لمحاربة التسوّل، آملة في الختام من أهالي صور والجميع استغلال الفرصة لتكون هذه النشاطات مسلية وهادفة في آن معاً.

كما تحدث جشي مؤكداً أن هذه الخطوة هادفة ومميزة شاكراً القيّمين عليها، وتطرق الى الأزمات التي تتولد يوماً بعد يوم لافتاً الى أننا نعيش عدم استقرار وتعقيدات في البلد، آملاً من المعنيين التفاهم والتوصّل الى نقطة التقاء على أمل أن تتحسن الأمور نحو الأفضل وخدمة البلد بعيداً عن المصالح الخاصة.

هذا وتميّز الإفتتاح على طول شارع المشاة عند جادة الرئيس نبيه بري بمعروضات حرفية وفنية ومنتجات غذائية زراعية وصناعية متنوعة.

نشاط صوت الفرح على شارع المشاة برعاية سفير السلام العالمي في الأمم المتحدة داني الأشقر.