كوكبا قرية صغيرة في قضاء حاصبيا، محافظة النبطية في جنوب لبنان. تتميز بموقعها على ضفاف نهر الحاصباني، ويعود تاريخها إلى حوالى عشرة آلاف سنة قبل الميلاد. إسمها مشتق من الآرامية القديمة، ويعني الكوكب المستدير، أو نجمة الصبح المدوّرة، وسبب التسمية يعود إلى كونها القرية الوحيدة المواجهة بشكل مباشر لجبل حرمون، وهي أول بقعة يغمرها نور الصباح عند شروق الشمس من وراء الجبل. تتميز كوكبا بعين المسيح العجائبية، ينبوع الماء الذي يقصده كل مريض للشفاء، كما تتميز القرية بأشجار زيتون معمّرة تجاوز عمرها الـ 4000 عام، وهي لا تزال في قمة نموها وعطائها.
موقع إستراتيجي
تبعد كوكبا عن العاصمة بيروت حوالى 110 كلم، ويمكن الوصول إليها من ثلاثة طرق: صيدا، النبطية، مرجعيون، كوكبا، أو البقاع، المصنع، راشيا الوادي، مرج الزهور، نبع الحاصباني، كوكبا، أو من صيدا، جزين، كفرحونة، قليا، برغز، كوكبا.
لبلدة كوكبا أهمية إستراتيجية، فهي تشرف على "طريق الحرير"، وهو معبر القوافل الإلزامي من سواحل صور الفينيقية والجليل الأسفل ونواحي بحيرة طبرية، إلى البقاع الغربي والبقاع الأوسط، ومنه إلى حُمص ودمشق.
عين المسيح
الدكتور نبيل أبو نقول، هو دكتور في علوم اللغة العربية، وباحث في شؤون التاريخ والميثولوجيا والأديان القديمة، ذكر في كتابه "حرمون من آدم إلى المسيح حقائق لم تكشف بعد"، أن المسيح كان قادماً من مرجعيون شمالاً نحو كوكبا، مروراً بتلة تعرف بإسم "الهرماس"، فجلس ليرتاح، وشعر بالعطش، ولم يجد ماء في جعبته، فغرز عصاه في الأرض، وخرج من باطنها ماء عذب نقي، فروى عطشه. الكتاب المقدس لم يذكر كوكبا، بل ذكر جبل حرمون، وكان يدعى "جبل الله المقدس"، حيث حصل التجلي، وتجربة الشيطان للسيد المسيح.
كان أهالي بلدة كوكبا ومنطقة حاصبيا، يحضرون كل إنسان مريض، عجز الطب عن شفائه، إلى عين المسيح كي يشرب منها، أو يضع الماء على مكان الوجع، مع رسم إشارة الصليب، فيشفى.
أشجار الزيتون
تتميز كوكبا بأشجار زيتون معمّرة، يزيد عمرها عن 4000 عام، وهي لا تزال تزهر وتثمر بسخاء، كما لو أنها في ربيع عمرها. ويروى أن المسيح صلى في بساتينها، وكان يزور القرية برفقة والدته السيدة العذراء.
آثار ونواويس
إكتشف العلماء في كوكبا عام 1964، أدوات للصناعات الصوانية، كما اكتشفوا مغاور، ونواويس، وأجراناً، وجدرانيات حجرية كثيرة وآباراً صخرية، تعود كلها إلى حقبات متداخلة من تاريخها العميق.
طابع قروي
لا تزال كوكبا تحافظ على الطابع اللبناني القروي، فلا وجود فيها لصناعات وتجارة، بل ينشط أهالي القرية للإعتناء بأشجار الزيتون، وعصره لإستخراج أفضل أنواع الزيت القروي.