الفنان محمد عقيل، زادت شهرته بعد مشاركته في سلسلة "الهيبة" لسنوات عديدة، وتألق مؤخراً في شهر رمضان بمسلسل "للموت 3"، إلى جانب الممثلة ورد الخال، إذ جسد عقيل دور "أديب" الشرير، الذي يعمل في الممنوعات.

محمد عقيل الممثل، يغني أيضاً، ويتقن العزف على العود.

موقع "الفن" إلتقى الفنان محمد عقيل، وكان لنا معه هذا الحوار، الذي كشف لنا خلال الكثير من الأمور.

كيف حضّرت لشخصية "أديب" التي جسدتها في "للموت"؟

في بعض الأحيان أجسد دور الشر، وفي أحيان أخرى أجسد دور الخير، وأحياناً أكون محباً، وبما أني ممثل أكاديمي درست التمثيل، أستطيع أن أؤدي كل الأدوار، وكلها تتطلب مني جهداً، وتتضمن بعضاً من الصعوبة، وتتطلب بعض الدراسة، وتبني الشخصية مع كل أبعادها.

شاهدناك بشخصية الأب المتزن في مسلسل "بالقلب"، وبشخصية الأب الشرير والخائن في للموت 3"، أيهما تفضل؟

كل شخصياتنا في الحياة مركبة من طبقات، "أديب" في "للموت 3"، مثله مثل كل البشر، لديه أكثر من طبقة بنفس الوقت، يحب إبنته، ويحاول أن يتفهمها ويساعدها، لكنه يعمل في الشر والممنوعات. من جهة هناك حياته العملية، ومن جهة أخرى هناك حياته في بيته مع إبنته، وعلاقته بزوجته التي يخونها، وهي أيضاً تخونه. عمل "أديب" و"كارما" في الممنوعات، يؤدي إلى سلوك طريق الشر، والإبنة تفتقد إلى الرعاية الكافية لتكون إنسانة جيدة.

كيف تصف ثنائيتك مع الممثلة ورد الخال، وماذا عن كواليس العمل بينكما؟

ورد من الممثلات القلائل في لبنان اللواتي يتربعنَ على عرش التمثيل، إنها "وحشة تمثيل"، وأنا أقدرها كثيراً، وهي لطيفة في الكواليس، وقريبة من القلب، وعملي معها كان مريحاً، وشخصيتانا في المسلسل كانتا متجانستين في الكره والحب.

هل تعتبر أن سلسلة "الهيبة" شكلت نقلة نوعيه في مسيرتك الفنية؟

نعم، أنا خريج الجامعة اللبنانية معهد التمثيل عام 1991، ومنذ ذلك الوقت وحتى عام 2017، عملت في التمثيل من مسرحيات وأفلام ومسلسلات، لدي أكثر من 100 عمل، ورغم ذلك لم أكن معروفاً من عامة الناس، إلا من المهتمين بالمجال. دوري في الجزء الثالث من "الهيبة" بشخصية "الشايب"، يعتبر دوراً صغيراً نسبياً، بحسب قول السيدة منى واصف، وهذا الدور كأنه فُصِل على مقاسي، كانت تقول لي: "هذا الدور يا شايب عليك حفر وتنزيل"، ما يعني أني لا أمثله، بل أنا الشايب فعلاً. أنا من بعلبك، وتاريخ عائلتي مليء بالشياب، أنا من العشائر، ووالدي كان شايب، ومختار ضيعتنا كان شايباً، الشايب هو نوع من شيخ عشيرة، وهو مرجع ضمن عائلته، يمتلك الحل والربط، والأمر والنهي، ويبادر إلى الصلح، يعطي أوامر والباقون ينفذونها. "الهيبة" كان أول عمل لي مع شركة "الصباح"، وهي شركة محترمة تقوم بأفضل الإنتاجات في المنطقة العربية كلها، يحترمون قدرة الأشخاص، ويعطون كل صاحب حق حقه، فأخذت حقي ليس فقط من الناحية المادية، بل أيضاً معنوياً ودعائياً. دور "الشايب" شهرني في لبنان والعالم العربي، لأن شركة "الصباح" بارعة أيضاً في التوزيع.

هل تابعت الممثل تيم حسن في مسلسل "الزند"، وهل رأيت نفسك بأحد أدوار هذا المسلسل؟

مسلسل "الزند" يتطرق إلى تاريخ الساحل السوري، ولا يتضمن شخصيات عربية أو لبنانية، كنت أتمنى أن يتطرق العمل إلى التاريخ السوري اللبناني، وأن أكون جزءاً منه، لأنني أحب هذا النوع من الدراما. أحب عمل المخرج سامر البرقاوي مع الممثل تيم حسن وشركة "الصباح"، لأن هذه الخلطة ناجحة. "الزند" من أجمل المسلسلات الرمضانية، هو عمل كامل متكامل كتابة وتمثيلاً وتنفيذاً. تيم حسن نجم بكل مقاييس النجومية، ودوره في "الزند" مختلف تماماً عن دوره في "الهيبة"، واستطاع بذكائه وحضوره وموهبته وعلمه، أن يخرج من جلباب "جبل شيخ الجبل"، ليجسد شخصية "عاصي الزند"، ويتميز بها كما عودنا.

عملت كثيراً في المسرح قبل دخولك إلى الدراما، هل سنراك مجدداً في المسرح؟

أعشقي المسرح الذي درسته، أما الدراما فدخلتها عام 2017. أنا إبن المسرح، وأعود إليه لأتعلم وأقوي نفسي، لأن المسرح هو أب الفنون. أما الدراما، فهي عمل يؤمن لي الظهور على الشاشة وشهرة أكبر، وهي مورد رزق لأؤمن معيشتي، إنما حبي ووفائي هو للمسرح طبعاً. ليس لدي حالياً أعمال مسرحية، المسرح في لبنان ليس مدعوماً من الدولة، والعمل فيه يتطلب أن أتفرغ له لشهور، بين تدريبات ودراسات وعمل، فحينها عليّ أن أفكر في سبيل معيشتي.

عرفناك بفرقة الطرابيش منذ فترة طويلة، وبعدها أسست مع أقربائك فرقة "قرايبنا"، هل تعتبر نفسك برزت في التمثيل أكثر من الغناء؟

قبل دراستي التمثيل، درست الموسيقى في المعهد العالي للموسيقى لمدة ست سنوات، درست العود والغناء الشرقي، وكان لدي الخيار في أن أكون موسيقياً أو فناناً، وأمتهن هذا الأمر، إنما بين التمثيل والموسيقى، رأيت أن حياة الموسيقي صعبة، لأنها حياة سهر وليل ومطاعم، فربما يُجبر الموسيقي أن يقوم بأمور لا يحبها، لذا فضلت أن أمتهن التمثيل، وأن تبقى الموسيقى هواية، والعود يرافقني دائماً. منذ عشر سنوات إقترحت على أفراد عائلتي، لأنهم جميعهم يعزفون على آلات موسيقية، تأسيس فرقة إسمها "قرايبنا"، وأصبحت لاحقاً فرقة معروفة، تغني في المطاعم والحفلات والأعراس، وأنا أشارك لمتعتي، وليس بهدف العمل، وخلال فترة انتشار فيروس كورونا، أطلقنا أغاني على الإنترنت.

أنت تملك الجنسية البرازيلية، ما الذي جعلك تبقى في لبنان، وهل شاركت بأعمال برازيلية؟

والدتي حازت الجنسية البرازيلية، وحصلنا عليها جميعنا، لكني لم أزر البرازيل بعد، وأنا لا أتقن اللغة البرتغالية التي تستخدم في البرازيل، وأعتقد أنه صعب أن أمثل أدواراً في البرازيل. لبنان هو بلدي ومنشأي، فيه ولدت وفيه أموت. أتمنى أن أزور بلدي الثاني البرازيل، وإذا صح لي دور لبناني في البرازيل، فلمَ لا.