أغدق علينا هذا العام الكثير من الأعمال التمثيلية المصرية، ومن بينها مسلسل "رشيد" الذي حاز اهتمام الكثير من المتابعين والصحفيين والنقاد، وهو من بطولة الممثلين ريهام عبد الغفور، محمد ممدوح، خالد كمال، تامر نبيل، حسن العدل، أحمد محارب وصلاح عبد الله، تأليف وسام صبري، إخراج مي ممدوح، ويعرض على منصة "شاهد".
قصة "رشيد"، الذي يجسد دوره الممثل محمد ممدوح، هي قصة رجل مهذّب وصالح، لديه ولاء لرب عمله "الحاج فهمي"، الذي يجسد شخصيته الممثل صلاح عبد الله، ويواجه "رشيد" تهمة قتل "الحاج فهمي" وإحدى زوجاته، فيُسجن ظلماً، لكن لحسن سلوكه في السجن، يلاقي دعماً من المقدم فؤاد، الذي ينقله إلى قسم الزراعة في السجن، حيث يتعرف على المهندس فاروق المسجون، ليهربا بعدها سوياً.
هرب "رشيد" من السجن، ليبحث عن إبنه الضائع، وليبثت براءته، وبعد أحداث كثيرة، تصاعدت وتيرة التشويق لدينا لمعرفة الحقيقة، من حلقة إلى أخرى، إلى أن اكتشف "رشيد" أن الذين ورّطوه، هم أعز أصدقائه، وخطيبته التي كان يريد أن يتزوجها، بعد أن كان سامحها عن كل أخطائها السابقة.
مع كل عمل جديد يشارك فيه الممثل محمد ممدوح، نلاحظ أن هناك نضوجاً في أدائه التمثيلي ولفظه، وشخصية رشيد حولته من رجل طيب مطيع يعيش تحت القانون، إلى رجل ثائر على ضياع ابنه ومنتقم وشرس، ليعود ويصبح الأب الصالح والرجل المصري المستقيم، وبهذه الشخصية المليئة بالتناقضات، أثبت محمد ممدوح كفاءته مجدداً.
الممثلة ريهام عبد الغفور بدور "أسماء"، أبدعت في كل الحالات التي مرت بها في المسلسل، فكانت أحياناً تبكينا على حالتها، وأحياناً أخرى تستفزنا بشرّها.
الممثل خالد كمال بدور "صلاح" الشخصية الخبيثة الخسيسة، أداها بقدرات تمثيلية عالية.
أما الممثل صلاح عبد الله بدور "الحاج فهمي"، فهو مدرسة كبيرة في التمثيل، ومشاركته في أي مسلسل أو فيلم هي إضافة كبيرة للعمل.
أما عن العِبر التي وصلتنا من قصة "رشيد" فهي:
1 إنتقاء الأصدقاء بطريقة واعية وغير متهورة.
2 أن الولد الذي يربى من دون أهله، هو أكثر عرضة للضياع في آفات المجتمع الخطيرة، منها المخدرات وتجارة الأعضاء البشرية.
3 أن الشخص الذي سرق مال الدولة، خسر عائلته ودُفن في مدافن الصدقة، والرجل الصالح كرشيد، لا يتغير رغم كل الظروف القاسية التي قد تعترض طريقه.