كميل متى ممثل لبناني ترك بصمة في العديد من الأعمال التمثيلية التي شارك فيها، فقد جسد عدداً من الأدوار الناجحة في السينما والدراما، ونذكر من أعماله مسلسل "البيت الأبيض"، مسلسل "عندما يبكي التراب"، فيلم "ورفعت الجلسة"، فيلم "إيفانوفا"، فيلم "فان إكسبرس" وفيلم "زهرة فؤادي"، كما أطل في شهر رمضان الماضي في مسلسل "لحن البحر".
وكان لموقع "الفن" لقاء خاص مع كميل متى، تحدث خلاله عن الفرق بين الأعمال اللبنانية المحلية، والأعمال العربية المشتركة، وعن رأيه بالأدوار الجريئة، كما أكد لنا مدى تأثره برحيل والده الممثل شوقي متى، وتطرقنا في حديثنا معه، إلى عمل نقابة الممثلين، والتحسينات التي تعد بها الممثلين.
إنطلاقاً من آخر أعمالك التمثيلية مسلسلات "الزوجة الأولى" و"بيروت 303" و"العين بالعين"، ما الفرق بين الأعمال اللبنانية والأعمال المشتركة؟
الفرق بشكل أساسي هو بالميزانية طبعاً، سوق الأعمال اللبنانية ضيق للغاية، والإعلانات على شاشات التلفزيون شبه معدومة، وإنخفضت الميزانية بشكل كبير، حتى قبل ظهور الأعمال المشتركة، إضافة إلى وضع البلد المتراجع بشكل عام، كما أن المنصات قادرة على جلب نسب مشاهدات عالية جداً، ما يؤدي إلى إرتفاع الميزانية، وبالتالي إلى تحسين الجودة طبعاً.
هل الأعمال المشتركة تساعد الممثل على الحصول على خبرة أفضل، أو فقط على شهرة أكبر؟
المشكلة الأساسية في الأعمال اللبنانية أنها تبقى محصورة بالقنوات المحلية، ولا تصل إلى أكبر عدد من الجمهور، فبالتالي لا تحصل على الشهرة المطلوبة، أما مشاركة الممثلين اللبنانيين في الأعمال المشتركة، فمن شأنها أن توسع لهم الآفاق، وتعطيهم شهرة أوسع، حتى أن الممثلين الأجانب معروفون بالنسبة لنا بسبب المسلسلات المشتركة أيضاً.
دخلت عالم التمثيل بعمر صغير، من خلال فيلم "رفعت الجلسة" عام 1986، هل وصلت إلى المكان الذي تطمح له في التمثيل؟
الفن شغف بدأ معي منذ الطفولة، تحددت هويته بالتمثيل بشكل أفضل، أنا دخلت عالم الرقص سابقاً، أحب الموسيقى، حتى أن لدي هواية الرسم، لكن التمثيل هو الذي شدني، وموهبتي أُصقلت به.
بطبيعة الحال، لا يصل الممثل إلى مكان معين في التمثيل، لأن الطموح هو الذي يحركه، أما على الصعيد الشخصي، فلا أعتقد أنني حصلت على حقي في هذه المهنة، وأستحق فرصاً أفضل بكثير.
أي عمل من أعمالك تعتبره الأقرب إليك، وأنك قدمت فيه الأداء الأفضل؟
أعتقد أن أكثر عملين لي نالا إهتمام الجمهور، هما مسلسل "عندما يبكي التراب"، الذي قدم لي إنتشاراً واسعاً، وما زال الجمهور يذكرني بشخصيتي فيه، ويحصل على نسب مشاهدة عالية في كل مرة يعاد فيها عرضه، ومسلسل "من كل قلبي" للكاتب اللبناني طارق سويد، الذي جسدت فيه دوراً جريئاً، ولكن للأسف لم ينل هذا المسلسل حقه بالشهرة، ولم يعرض في التوقيت المناسب.
ما هي حدود جرأة الممثل؟
لا يوجد حدود للجرأة، الجرأة هي جرأة النص، طبعاً من دون خدش الحياء، وضمن رقابة الأمن العام، والرقابة الذاتية. الجرأة في السينما لها مساحة أكبر وأوسع كمواضيع أو كمشاهد، ونتمنى أن تعود السينما في لبنان إلى إزدهارها.
أي من الممثلات اللواتي قدمت معهنَ ثنائيات هي الأفضل بالنسبة لك؟
لم أقدم ثنائيات عديدة، ولكن بشكل عام، أحب كل الممثلات اللواتي قدمت معهنَ أعمالاً، وجمعتنا كيمياء، من بينهنَ جويل داغر، داليدا خليل، ماغي بو غصن وورد الخال، ودائماً ما تُكسر الحواجز بيننا، ونتناغم في الأداء.
إلى أي مدى يستطيع المظهر الخارجي أن يساعد الممثل على الوصول إلى أهدافه؟
بشكل عام، الكاميرا تحب المظهر الخارجي الجميل، أو من يتمتع بكاريزما مميزة، ولديه إحساس واضح، لا يوجد ما يساعد الممثل على الوصول في لبنان سوى العلاقات الجيدة، لأننا نعيش بزمن نجوم السوشيال ميديا، ومن يملكون العديد من المتابعين يعدون منافساً أساسياً للممثل، فبالكثير من الحالات، نجد شخصاً يمتلك عدداً كبيراً من المتابعين، قادراً على الحصول على فرصة بطولة منذ التجربة الأولى.
طقوس المهنة ومبادؤها تتغير مع الوقت، وخلط الأعمال الدرامية مع السوشيال ميديا هو فكرة خاطئة، وما يجب أن يحصل على نسب مشاهدة عالية، هو النصوص الجيدة مع التمثيل الجيد والإخراج الجيد، وليس الفيديوهات القصيرة التي نشاهدها على السوشيال ميديا، فلا أعلم ما سبب هذا الخلط.
هل تعتمد على مهنة أخرى إلى جانب التمثيل؟ وهل ترى نفسك عارض أزياء؟
أنا أمتلك علامة تجارية للنبيذ خاصة بي، وأجد نفسي بعرض الأزياء، ولكن في حال عرض عليّ العمل في هذا المجال، فلن أقوم بالبحث عن فرصة فيه، لأنه بالنسبة لي هواية أكثر من مهنة.
لا تزال صدمة رحيل والدك الممثل شوقي متى كبيرة، إلى أي مدى أثرت عليك هذه الخسارة على الصعيد الشخصي والعائلي؟
والدي كان شقيقاً لي وتوأم روحي، لا يمكنني تحديد تأثير رحيله عليّ، لم أتمكن بعد من تصديق رحيله، ما زلت أشعر بوجوده، وهو ترك فراغاً كبيراً جداً، وهو فراغ مزعج كثيراً، صحيح أنهم يقولون إن الحياة تستمر، ولكن كيف يمكننا أن نستمر من دون الأشخاص الغالين على قلوبنا؟
هل الممثل الراحل شوقي متى حصل في لبنان على التقدير الذي يستحقه؟
لا يمكن القول إن شوقي متى أو أي من ممثلي جيله حصل على التقدير الذي يستحقه، فالنظام بشكل عام لا يقدّر شيئاً، كدولة وكمؤسسات لا تقدّر فناني البلد، فهناك عظماء في الفن اللبناني، حصلوا على التقدير من دول أجنبية أكثر من بلدهم، حتى أنهم حصلوا على العنايات الطبية على نفقة دول أخرى. في لبنان هناك تخلٍ عن الفنانين، وحتى عن النقابات المعنية بأمورهم، وهي حتى الآن، لا تعتبر نقابات مهنية، بل مجرد "علم وخبر"، وهناك عمل في هذه الفترة على تحويل النقابات إلى نقابات مهنية، وبالتالي تتمكن من أخذ ضرائب.
كعضو في نقابة الممثلين في لبنان، هل هناك مشاريع تهدف إلى التحسين، وما هي خططكم؟
نعمل حالياً على تحويل النقابة إلى نقابة مهنية، وبالتالي تضع المهنة بقالب قانوني، ونصبح مثل نقابتَي الممثلين في مصر وسوريا، ونصبح بعدها قادرين على تنظيم المهنة، وعلاقة الممثل مع المنتج، كما أننا نعمل على تفعيل مستوصف طبي في النقابة، قادر على تأمين العلاج والدواء للممثلين، كما نحاول أن نتواصل مع أطباء، يمكنهم تأمين فحوصات للممثلين من دون مقابل مادي.