خيم الحزن على الوسط الفني والجمهور في الوطن العربي بعد الإعلان عن رحيل المخرج السوري الكبير، والملقب بشيخ الكار هشام شربتجي، عن عمر يناهز الـ 75، إثر أزمة صحية عاشها لمدة عامين حيث تعرض لجلطة دماغية أثرت على حالته الصحية.
نجوم الفن يودعونه
وحرص عدد كبير من النجوم على نعيه عبر صفحاتهم على السوشيال ميديا، فنعاه الممثل ياسر العظمة عبر صفحته وكتب : في يوم ميلادي يرحل عنا صديق عزيز بدأنا معا مسيرة الفن الطويل فاستعذبنا البدايات، رحمة الله عليك يا صديقي الغالي"
أما الممثل باسم ياخور فكتب :"وداعاً ياصانع الضحكة وصانع الدراما و معلم المهنة وشيخ كارها وداعاً هشام شربتجي، كل العزاء للسيدة رشا شربتجي والصديق يزن شربتجي والأستاذ أيمن شربتجي ولعائلة الفقيد رحمه الله واسكنه فسيح جناته الصبر والسلوان انا لله وانا إليه راجعون "
ونعته الممثلة سلافة معمار على صفحتها وكتبت :شيخ الكار صانع المتعة الأستاذ هشام شربتجي في ذمة الله، وكتبت سلاف فواخرجي :رحل الكبير وترك لنا إرثا فنيا عظيما ودروسا يعرفها كل من حظى بالعمل معه.
أما الفنان قصى خولي فعبر صفحته على تويتر نعاه قائلا :شيخ الكار لم تطلق مجانا أبدا على هشام شربتجي لكل شئ يسأل في هذه المهنة لكل تفصيل ..ابتداء من الكاميرا، الصوت، الصورة، العدسات، المونتاج، التقنيات، الأحدث والأقدم، عن إدارة الممثل، النص، وأخيرا الإخراج كان جوابه لديه.
وكتبت الممثلة نادين خوري عبر صفحتها: "الأستاذ والمخرج الكبير الذي أغنى مكتبة الدراما السورية بالكثير من الأعمال الرائعة والمتميزة كان لي الشرف بأن شاركت في معظم أعماله، تعجز الكلمات عن الوصف حيث الطريق الذي جمعنا كان طويلا وعابقا بالاحترام والتقدير".
أما الكاتبة رنا حريري فوصفته بصاحب الأثر الطيب الذي لا يموت فكتبت عبر صفحتها : "كل من ترك بصمة وكل من أعطى دون مقابل يبقى في الذاكرة حيا إلى الأبد"
الطيب المبدع اللطيف الأستاذ هشام شربتجي، الرحمة لروحك، خالص العزاء للصديقة المخرجة رشا شربتجي وجميع أولادك وأفراد عائلتك وكل محبيك.
أسرة بسيطة في دمشق
ولد المخرج الراحل لأسرة بسيطة في دمشق في 2 آذار/مارس عام 1948 حيث نشأ في حي المهاجرين، مع أبويه وخمسة أشقاء، وكان والده يعمل حلاقاً، وكان هشام شربتجي يذهب مع والده إلى السوق في دمشق القديمة وهو ما ساعده في التعرف على قصص وحكايات الناس، وقد برزت ميوله الفنية وهو لا يزال طفلا صغيرا وقرر أن يقدم في مسابقة نظمتها الأمم المتحدة لأطفال العالم في التصوير الضوئي ليحصل على الجائزة.
وبعد انتهائه من دراسته الثانوية قرر شربتجي السفر إلى مصر ليدرس في معهد إمبابة للطيران إلا أن الحرب كانت قد دمرت المعهد فحول أوراقه إلى المعهد العالي للفنون المسرحية ليدرس النقد المسرحي وحصل بالفعل على الماجستير لكنه لم يعمل في المسرح بقدر ما عمل في التلفزيون فقال في لقاء له بأنه ابن المسرح الذي قتله الإنتاج التلفزيوني.
وانتقل بعدها إلى ألمانيا ليكمل دراسته، ثم قرر العودة إلى سوريا حيث عمل في البداية كمخرج في إذاعة دمشق برفقة الإعلامي نذير عقيل قبل أن ينتقل للإخراج التلفزيوني ويصبح واحدا من جيل مؤسسين نهضة الدراما السورية.
شيخ الكار
حظيت أعمال هشام شربتجي بشعبية كبيرة ليس فقط في سوريا، بل في الوطن العربي أيضاً بسبب التيمة الكوميدية التي اشتهر بها، فأطلق عليه لقب شيخ الكار أو شيخ كار الكوميديا السورية، وتعاون في أعماله مع كبار الممثلين، منهم ياسر العظمة الذي عمل معه في "مرايا"، ودريد لحام وأيمن زيدان.
أعماله
بدأ مشواره في عام 1981 وقدم وقتها "تلفزيون المرح" ثم سلسلة "مرايا" ومسلسل "البناء" و"شوفوا الناس" و"الوجه الآخر" و"عيلة خمس نجوم" و"مدير بالصدفة" و"الغريب والنهر" و"أحلام أبو الهنا" و"يوميات جميل وهناء" و"البحث عن هوية" و"طيبون جدا" و"أسرار المدينة" و"أنت عمري" و"مبروك" و"مرزوق على جميع الجبهات" و"طاش ما طاش 8" ، وكان آخر أعماله مسلسل "أزمة عائلية" في عام 2017، ليصل مشواره إلى ما يقرب من الـ41 عملا.
حياته الشخصية
وقد عاش هشام شربتجي حياته العائلية بعيداً عن الإعلام، حيث تزوج من سيدة مصرية وهي أم أبنائه الثلاثة، وقد عمل ابنه يزن مدير تصوير، بينما اختارت ابنته رشا شربتجي أن تسير على خطاه في الاخراج، ونجحت في تقديم أعمال مهمة.
وفاته
كان المخرج هشام شربتجي قد أصيب بجلطة دماغية قبل عامين، وعلى الرغم من أن ابنته المخرجة رشا شربتجي صرحت قبل أيام بتحسن حالته الصحية، لكن عاد ابنه مدير التصوير يزن شربتجي ليعلن خبر رحيله في السادس عشر من أيار/مايو بأحد المستشفيات في دمشق، بعد تراجع حالته الصحية، لتنعاه أيضاً نقابة المهن التمثيلية في سوريا.
وكان شربتجي في آخر ظهور إعلامي له في أحد البرامج، اختصر حياته في جملة فقال :"هشام شربتجي..عاش، حلم، ومات".