مصطفى درويش ممثل مصري شهير، بدأ بمسيرته عام 2011 وتميز بجاذبيته وأدواره الفريدة، وهذا العام أطل بـ 4 شخصيات مختلفة في السباق الرمضاني لكنه رحل عن عالمنا تاركاً ورائه أسئلة عديدة، فلم تكن وفاته المفاجئ هو السبب الوحيد لتصدره عناوين الصحف وحسب، إنما تصريحاته الأخيرة بالإضافة إلى منشوره الأخير على صفحته الخاصة على موقع التواصل الإجتماعي قبل ساعات قليلة من وفاته.
فمن هو مصطفى درويش وكيف كانت آخر أيام حياته؟
نبذة عن حياة مصطفى درويش
ولد مصطفى درويش في 11 كانون الثاني عام 1980، عاش حياة هادئة إنما ليست طويلة إلى أن توفي في 1 أيار 2023 عن عمر يناهز 43 عاماً. دخل مجال التمثيل عام 2011 مع المخرج خالد يوسف في فيلم "كف القمر" في دور ظابط شرطة. وسرعان ما لفت الأنظار بأدائه الجميل وجاذبيته بالإضافة إلى عفويته، وإنهالت عليه الأعمال وتوسعت مسيرته.
عرف مصطفى بطيبة قلبه، وهذا ما أكده كل من رفاقه الطفولة وجيرانه، إذ أكدوا أن الراحل وعائلته ومعرفون في المنطقة يتمتعون بحسن السمعة بين أهالي المنطقة وكانوا معروفين بكثرة اعمال الخير ومساعدة المحتاجين. وإنتشرت اخبار في هذا النطاق تفيد أن الممثل الراحل كان يمتلك مطعماً يستخدمه في إطعام غير القادرين ويسهم في الكثير من الأعمال الخيرية.
ولم يكن الممثليركز فقط في تمثيله وحسب إنما كشف أصدقائه أنهم كانوا يذهبون برفقته إلى شقة يجمعون فيها مساهمات خيرية من أموال وطعام وملابس، وكان يبحدث عن المحتاجين بنفسه ليساعدهم إنما كان يرفض الحديث عن هذه الشقة في العلن ناعتها بـ "حسنة مخفية."
ولم تنتهي أعماله الخيرية هنا، إذ أعلنت الصحفية عبير عبد الستار أنه كان يشارك في وجبات الإطعام التي كانت تجهزها طوال شهر رمضان، كما كان يشتري الأدوية والمساعدات الشهرية للمحتاجين، أما آخر عمل قام به قبل وفاته كان شراء الملابس للأطفال الأيتام مصراً على أن يشتروا الملابس بأنفسهم.
ورغم أنه كان ينشر السعادة، إنما لم يكن يشعر بها، إذ كشف الممثل المصري محمد طعيمة أنه أجرى محادثة مع الممثل الراحل مصطفى قبل وفاته، متحدثين عن حالة الإكتئاب التي يمر بها، كما أكد طعيمة أن درويش كان كتوماً جداً ولا يفصح عما يضايقه، ولكنه كان بحال نفسية سيئة من دون الكشف عن أسبابها.
مسيرة مصطفى درويش
كما ذكرنا بدأت مسيرة مصطفى درويش الفنية عام 2011 في فيلم "كف القمر" مع المخرج خالد يوسف، ليشارك من بعدها في الجزء الثاني من مسلسل "كيد النسا" عام 2012، ومن ثم مسلسل "صاحب السعادة" للممثل مع عادل إمام عام 2014، ومنذ عام 2016 إلى عام 2023 لم يغيب عاماً عن محبيه، وشارك بأعمال عدة بكل عام، ومن أبرز وأشهر أعماله: فيلم "اللي إختشوا ماتوا" عام 2016، مسلسل "لأعلى سعر" عام 2017، فيلم "كارما" عام 2018، مسلسل "بركة" عام 2019، ومن أكثر الأدوار نجاحا في مسيرته هو دوره في مسلسل " بـ100 وش" عام 2020 ومن ثم نال دور بطولة في العام نفسه في إحدى حكايات في مسلسل "إلا أنا"، وهنا كانت قد بدأت تتنامى شهرته بسرعة فائقة، وإستمر بنجاحه مشاركاً في مسلسل "ضد الكسر" عام 2021، مسلسل "بين السماء والأرض" الذي صدر في العام نفسه، مسلسل "راجعين يا هوى" عام 2022.
أما عام 2023 فكان حافل بالأعمال إذ شارك بـ 4 مسلسلات في السباق الرمضاني، محققاً نجاحاً في شخصية عمر في مسلسل "كامل العدد" أمام الممثلة دينا الشربيني والممثل شريف سلامة، وفي شخصية عمران في "سره الباتع" مع المخرج خالد يوسف وهو المخرج نفسه الذي بدأ مسيرته الفنية معه، كما شارك في مسلسل "تلت التلاتة" مع غادة عبد الرازق، وأيضاً في مسلسل " إكس لانس" مع الممثل محمد سعد. بالإضافة إلى هذه الأعمال شارك هذا العام في فيلم "5 جولات"، إلى جانب فيلم "شماريخ" إنما لم يعرض بعد. كما كان قد شارك عام الفائت في مسلسل "ديليفيري" وهو الآن جاري إنتاجه، إلى جانب مسلسل "حرب نفسية" إنما لم يعرض بعد أيضاً.
مصطفى درويش بين إعلان خطوبته ومنشوره الأخير قبل وفاته
أراد الممثل مصطفى درويش أن يترك حياته الخاصة بعيدة عن الإعلام، ولم يكشف عن حب حياته إلا إلى أن سئل في بداية العام الماضي في مقابلة له على قناة الشمس عن حياته العاطفية ولرد على سؤال حول اذا كان يعيش قصة حب حالياً، فأجاب بنعم وأنه ينوي الخطوبة والزواج قريباً، وصرح: ""هي الحمدلله خارج الوسط الفني عشان شغلهم صعب والوقت كدا مش هلحق أقعد معاها، كمان من مواصفاتها يكون دمها خفيف بتخلق روح حلوة، وفي نفس الوقت عاقلة، بتعرف تفكر أقدر أخد رأيها مش فاضية داخليًا، وكمان عندها بيزنس خاص" .
وفعلاً حقق الممثل جزء من رغباته إذ في 30 نيسان، أي قبل وفاته بيوم واحد، كان موعد خطوبته، وإحتفل بهذه المناسبة إلى جانب أهلهما وأصدقاءهما المقربين، وكان يحاول إخفاء الخبر عن الإعلام مؤقتاً على أن يعلنه خلال الأيام المقبلة. وظهرت خطيبته للمرة الأولى على العلن في دفن الممثل الراحل، وكانت قد إنهارت فور خروج جثمانه لدفنه بالمقابر، وحاول أصدقائها مساندتها في هذا اليوم الصعب.
أما كلماته الأخيرة، والتي هي كانت من خلال صفحته الخاصة على موقع التواصل الإجتماعي، كانت: "هو أنا بس اللي ما بقتش عارف أنام"، إلى أن أغمض عيناه إلى الأبد، وذلك إثر توقف عضلة القلب، وهذه كانت صدمة كبيرة على العائلة خصوصاً أن الممثل كان رياضياً، يعيش حياة صحية، كما أنه لم يعاني من أي أمراض أو آلام، كما أنه ليس له أي تاريخ مرضي سواء وراثي أو مكتسب، بحسب ما أكده شقيقه هاني درويش.