يطل عالم الفلك والبارابسيكولوجي الدكتور سمير طنب، في هذه المقابلة الخاصة عبر موقع "الفن"، وهو المعروف بتوقعاته التي تحدث جدلاً كبيراً، خصوصاً بعد توقعات كثيرة أطلقها لهذا العام وتحققت.
بداية، ماذا تقول لـ اللبنانيين في ظل الظروف الصعبة التي يعانون منها؟
وضع لبنان صعب في الفترة الحالية، ولازال في "عنق الزجاجة"، على اللبنانيين الصبر.
توقعت حدوث زلزال تركيا، هل تتوقع حدوث هزات أرضية كبيرة في بيروت، مثلما حصل في الماضي؟
عندما أصابت الهزات الأرضية الكبيرة لبنان، لم يكن في البلد قدّيسون ليحموه، أما الآن، فلبنان مليء بالقديسين الذين يدعون له ويحمونه، ولن يتعرض لكارثة كالتي أصابت تركيا، إنما سيتعرض لبعض الهزات الخفيفة، التي تصيب البر والبحر فقط، والتي هي نتيجة للتحرك الجيولوجي.
هل سيستمر الفراغ الرئاسي لفترة طويلة؟
لن يمتد الفراغ الرئاسي طويلاً، سيشهد لبنان إبتداء من منتصف السنة، على الأرجح، انتخاب رئيس للجمهورية، وستكون عندها بداية الإنفراج على لبنان واللبنانيين.
كيف ستتم معالجة الوضع الإقتصادي المتردي؟
سيتم ذلك من خلال عودة الإستثمارات العالمية فيه، والسياحة بشكل كبير. من الممكن أن تقوم دولة أوروبية بوضع هبة مالية في مصرف لبنان، بدلاً من البنك الدولي الذي يفرض شروطاً يصعب على لبنان تنفيذها، في ظل عدم الثقة بالمنظومة الحالية الحاكمة في لبنان، فهي جماعات متناحرة أشبه بدولة.
هل يمكن أن يؤثر الإتفاق السعودي الإيراني على لبنان بشكل سلبي؟
قد لا يؤثر إيجاباً، ولكنه لن يؤثر سلباً، فالطرفان يبحثان عن مصالحهما الشخصية، والسعودية استعجلت في المصالحة بعد علمها بحصول إيران على القنبلة الذرية، فاختارت أن تتم المصالحة الآن، لتكون بمركز قوة على أصعدة متعددة، أفضل من البحث عن ذلك في المستقبل من موقع ضعيف. الاتفاق يفيد لبنان، من ناحية تخفيف النعرات الداخلية والتشنج الداخلي، ويكون خطوة في تسهيل إنتخاب رئيس الجمهورية.
ما هي أهم خطوة لإنتخاب رئيس للجمهورية؟ وما رأي الشعب اللبناني؟
الخطوة الأهم هي مؤتمر الدوحة 2، الذي سيقام في مصر خلال النصف الأول من هذا العام، قد يضم السعودية ومصر وإيران وفرنسا وممثلين عن الأمم المتحدة، ينتج عنه إختيار رئيس توافقي للجميع، وليس رئيس تحدٍ لأحد من الأطراف في الداخل والخارج. الشعب يريد الحل فقط، ولن يعترض في حال كان الرئيس محترماً ومتعلماً، وليس طرف تحدي.
هناك إصابات جديدة بفيروس كورونا، هل سيعود وينتشر بشكل كبير مثلما حصل سابقاً، وهل هناك وباء آخر سيسبب أزمة جديدة؟
انتشار فيروس كورونا أصبح خفيفاً وضعيفاً، وعلاجه متاح لأن معظم الناس استخدموا اللقاح المضاد، وهو يعتبر كافياً للوقاية، ومن لم يتلقَ اللقاح ارتكب خطأً كبيراً. لا وجود لأوبئة جديدة في لبنان، لكنها ستظهر وتتجدد في دول أخرى.
ذكرت ويكبيديا أنك من اكتشف قدرة السيدة ليلى عبد اللطيف على التوقعات وشجعها، خلال زيارتها لك مع أحد أقربائها، ما تعليقك على هذا الكلام؟
هذا الكلام عارٍ من الصحة، لم تزرني ليلى عبد اللطيف في منزلي أبداً، ولكن عام 1991، اشتركتُ في برنامج "مرايا الحظ" مع مجموعة من الفلكيين والمنتبئين، وكانت هي ضمن المتواجدين، وتعرفت عليها، ومن باب الفضول اختبرتها، ولكنها لم تصب.
وما رأيك بأسلوبها وتوقعاتها؟
لا أريد أن أهاجم ليلى، لكن أعتقد أن لقب "سيدة التوقعات" كبير عليها. أنا قمت بتأليف 16 كتاباً كان أولها من دار النهار، لكن ليلى لم تؤلف حتى الآن كتاباً واحداً، الكتاب يبقى في السوق، تتم محاسبتك عليه من قبل الناس، لكن هي تطلق توقعاتها عبر الشاشة وفي الهواء، ولا يجرؤ أحد على تدوين توقعاته في كتاب كما فعلت أنا.
من جهة ثانية، ميشال حايك ومايك فغالي لم يطلقا على نفسيهما أي لقب، وهما كأي متنبئ يصيبان في بعض الأحيان، وفي أمور أخرى لا تصح توقعاتهما.
على ماذا تعتمد في توقعاتك؟
الدراسات الفلكية لها حسابات معينة، أعتمد عليها بنسبة 40 بالمئة، وأعتمد على الإلهام والتركيز والوحي بنسبة 60 بالمئة، لأن عملية استشراف المستقبل صعبة جداً. أقوم بقراءة أفكار بعض زواري، وحاضرهم ومستقبلهم، المستقبل هو الأصعب، لكني أقرأهم جميعاً، وهذا ما يميزني عن غيري.
هل تؤثر نفسية الشخص على تنبؤك له؟
أنظر إلى كف الشخص، وأطلب منه أن يقول لي إسمه وإسم والدته، وبعدها أنظر إلى البلورة لأرى ماذا توحي لي. أما التوقعات السياسية والأمنية فهي الأصعب، لأنها توقعات لبلد كامل وليست توقعات لشخص واحد، خصوصاً إذا كانت التوقعات السياسية والأمنية لبلد غريب، فالإطلاع ضروري جداً للتوقع.
حدث مؤخراً خلاف طائفي في لبنان بسبب التوقيت الصيفي، هل يمكن أن نشهد حرباً لبنانية جديدة؟
في لبنان النار تحت الرماد، توتر طائفي ومذهبي، أقل سبب يثير النعرات، ومن افتعل هذا الموقف أراد أن يلهي الناس عن فضيحة المطار، والتي تعنى بتوسيعه، وحاولوا أن يخفوها، لكن المشروع التغى في اللحظات الأخيرة. كان من الأفضل أن يعملوا على إنشاء مطار جديد في الشمال مثلاً، فهذا سيعود بالفائدة أكثر من توسيع مطار بيروت.
شكراً لك دكتور سمير على هذا اللقاء الشيّق.
شكراً لك أيضاً، موقع "الفن" عزيز على قلبي، فأنا أطلقت الكثير من التوقعات الحصرية في موقعكم، والتي صورتها خصيصاً لكم، وعلاقتي وطيدة جداً برئيسة التحرير هلا المر، وأتمنى لها التوفيق الدائم.
وبإذن الله ستكون لنا لقاءات جديدة عبر موقع "الفن"، فبعض الناس لا يعلمون أنني ملحن وموزع موسيقي أيضاً، وحالياً أقوم بتلحين وتوزيع أربع أغنيات لشقيقاتي الفنانات أمال ورونزا وفاديا، من إنتاج المنتج الكويتي هيثم السعيد، على أن تطلق الأغنيات تباعاً، ومن بينها أغنية ستغنيها معاً أمال ورونزا وفاديا، هي على اللحن العالمي Mon Amour.