ها قد عرض أكثر من نصف عدد حلقات مسلسل "كامل العدد"، وأصبح يمكننا أن نقيّم العمل، الذي لا بد من الاشارة الى أنه المسلسل العائلي الوحيد في رمضان 2023، ويمكن لكل الفئات العمرية أن تشاهده وتتمتع به، بعيداً عن الاعمال الدرامية التي أصبحت تسيطر عليها الاحداث الدموية والمافيات والقتل وغيرها.
تدور أحداث المسلسل في إطار اجتماعي لايت كوميدي، من تأليف يسر طاهر ورنا أبو الريش، إخراج خالد الحلفاوي.
تجسد فيه الممثلة دينا الشربيني دور البطولة بشخصية "ليلى"، المرأة المطلقة مرتين، والتي لديها 4 أولاد، وتعمل في مجال الأعشاب، تلتقي خلال عطلتها بدكتور التجميل أحمد الذي يلعب دوره الممثل شريف سلامة، وهو أرمل وأب لـ 3 أولاد، وتنشأ من اختلافاتهما قصة حب، ليتزوجا ويحاولا أن يجمعا عائلتيهما في منزل واحد، وسط مواقف كوميدية، ورسائل اجتماعية مهمة عن حياة المراهقين.
المسلسل يطرح عدة قضايا :
- نظرة المجتمع إلى النساء المطلقات، وصعوبة تربية الأطفال بالنسبة للاب والام المطلقين أو الأرملين.
- الخيانة الزوجية وتداعياتها من نظرة مختلفة، أي من ناحية المرأة التي تغرم برجل متزوج.
- صعوبة تأقلم الطفل مع زواج أحد والديه مجدداً.
ما يميّز هذا العمل أن القضايا التي يريد الكاتبان والمخرج إبرازها، تكون بقالب خفيف، بعيد عن الهم والبكاء، وتأتي معظمها بقالب كوميدي، حتى يستوعبها المشاهد، فـ دينا الموهوبة والجميلة والطريفة بشخصيتها بالعمل، جعلت صورة المرأة المطلقة و"زوجة الأب" مغايرة عن ما طبعه المجتمع في أفكارنا، كما أن شريف سلامة يتمتع بكاريزما كبيرة على الشاشة، ويقنعنا بدوره كأب وزوج، وقد أحببناه بالقالب الكوميدي. ولا بد من الإشادة بالأطفال السبعة الذين جسدوا أدوارهم بدقة لافتة، من دون أن يظهروا ترددهم أو خوفهم أمام الكاميرا، رغم صغر سنهم.
أما سحر الممثلة الكبيرة إسعاد يونس، فطغى على كل شيء، رغم أن مشاهدها ليست كثيرة في العمل، فهي تجسد دور والدة الدكتور أحمد، إلا أننا ننتظرها بحركاتها وعفويتها، وكأنها فعلاً لا تمثل.
كل الممثلين كان لهم دور أساسي في نجاح العمل، نذكر منهم : آية سماحة، أحمد كمال، أحمد جمال سعيد، جيهان الشماشرجي وعمرو جمال، واللافت أنهم جسدوا أدوارهم من دون أن يكونوا "أوفر"، لأنهم يعلمون تماماً أن العمل لا يتطلب جهداً وتمثيلاً مفرطاً، وسر نجاحهم أنهم طبيعيون في أدائهم.
مسلسل "كامل العدد" يحظى بالعلامة الكاملة حتى الآن مع شركة إيغل فيلمز، بانتظار أن تكون نهايته قوية.