ممثل ومؤلف ومخرج لبناني قدير ومبدع، إسمه لامع في الوسط الفني، وهو قدوة لعدد كبير من الممثلين اللبنانيين والعرب.
استطاع بجدارته أن يصل إلى هوليوود العرب، ليقف أمام عمالقة مثله، فهو تعاون مع الممثل عادل إمام، الممثلة يسرا والممثل نور الشريف.
درس الإخراج والتمثيل في الجامعة اللبنانية، وكانت بدايته الفنية في فيلم "ليلى والذئاب" عام 1984، شارك بعدها في عدة مسلسلات، نذكر منها "الزير سالم"، "صلاح الدين الأيوبي" و"الظاهر بيبرس"، "خمسة ونص"، "عروس بيروت"، "فتح الأندلس"، و"الثمن" الذي يعرض حالياً. كما شارك في عدة أفلام مصرية، نذكر منها "ناجي العلي"، "زهايمر" "الشحرورة".
إنه الممثل والمؤلف والمخرج رفيق علي أحمد، الذي حاز عدة جوائز ضمن مسيرته الفنية، منها جائزة أفضل ممثل في مهرجان قرطاج الدولي للمسرح وجائزة الأرزة الذهبية، كما اختارته مجلة ليكسبريس الفرنسية واحداً من بين الشخصيات المئة التي "تحرك" لبنان.
نتابعك حاليًا في مسلسل "الثمن" الذي لاقى نجاحات كثيرة، رغم أنه نسخة معرّبة من المسلسل التركي "ويبقى الحب"، وجسدت فيه شخصية "إبراهيم مطر" بأسلوبك الخاص بعيدًا عن الشخصية التركية الأساسية.
أولًا أنا لا أشاهد مسلسلات، المشكلة عندي بأني ملول، قليل التركيز، "بحب البر والمزيون"، أحب السينما والمسرح، لم أشاهد الصيغة التركية للمسلسل. أركب الشخصية التي سوف ألعبها إبتداء من قراءتها على الورق، ثم تبدأ بالظهور والنمو عبر التفكير والمخيلة والذاكرة، ولا تكتمل إلا إمام الكاميرا أو الجمهور. ولا شك بأن نسب مشاهدة "الثمن" عالية جداً، ليس فقط للناطقين باللغة العربية في العالم، إنما حتى في الصين، فقد ترجم على فضائية إلى اللغة الصينية "شي حلو".
عملت في المسرح الغنائي مع الرحابنة، هل يوجد بعد مكان في لبنان للمسرح الغنائي؟
عملي مع الرحابنة، منصور والشباب مروان، غدي وأسامة، كان حلماً فتحقق، وهو نقطة منيرة في داخلي وفي مسيرتي الفنية، مسرح الرحباني إسم على مسمى، مسرح متميز متفرد بذاته، إنما المسرح الغنائي كغيره من أنواع ومدارس مسرحية، فسوف يستمر إذا استمرت الحياة بفنانين وأساليب وأشكال مختلفة.
ما سبب عدم رؤية رفيق علي أحمد منذ فترة طويلة في المسرحيات، وهو من الكتّاب القلائل الذين يكتبون نصاً غير طائفي؟
على مدى ٥٢ عاماً من عمري، نادراً ما مر عام لم أقف فيه على خشبة المسرح، إن كان في لبنان أو في العالم العربي أو العالم.
آخر مسرحية قدمتها كانت "وحشة" على مسرح "مونو"، كانت الصالة ممتلئة بالمشاهدين، سألتني زوجتي: "إلى أي صالة سوف ننقل عروض المسرحية؟"، أجبتها حينها "أنا ما عاد بدي مثّل".
وبعد نقاش، حاولت زوجتي، والتي هي مديرة أعمالي، إقناعي بالعودة عن قراري، إلا أنها لم تستطع، وكانت حجتي بأني عملت طوال حياتي في المسرح ممثلًا، أطرح قضايا وأفكارًا وطنية وإنسانية في محاولة لإيجاد أجوبة.
اليوم فقدت هذا الجمهور، الذي كنت أحادثه ناظرًا في عيونه، ما عدت ألتقي به في الصالة، جمهور اليوم هو جمهور السوشيال ميديا، الثقافة عنده للتسلية "Entertainment".
شعرت أني فقدت دوري كممثل، وتحولت إلى مهرّج، مع إحترامي وتقديري للمهرج، إنما أنا ممثل، ولا أرضى بأن أكون موظفًا في الفن، لذلك وكجندي خسر معركة، استراح ليعيد حساباته.
لم نعد نراك تشارك في الأفلام المصرية، رغم الإنتاجات الكبيرة في مصر.
أنا من الممثلين الذين يختارهم الدور وليس العكس، لعبت في مصر مع الكبار عادل إمام، يسرا ونور الشريف. لعبت دوراً لبنانياً، حسبما كانت تقتضي الرواية. كما كانت لي مساهمات عديدة في الإنتاجات السورية، كان المسرح الهم الأساسي أيام الشباب، وما زال.
عندما كنت نقيباً للممثلين اللبنانيين، كنت مصمماً على تنظيم قانون معين، كيف تم تصميمه لاحقاً؟
دونت تجربتي في النقابة تحت عنوان: "جلجلة تحقيق القانون المهني للنقابات الفنية"، وبعد عذاب مرير وصبر جميل، استطعنا بعد عشر سنوات أن نحقق مع زملاء لي في نقابة الممثلين قانوناً، بحاجة إلى مراسيم تطبيقية ليكون بعدها قانونًا يحمي الفنانين من أي تعدٍ على حقوقهم، ويتضمن هذا القانون صندوق التعاضد الموحد للفنانين، مركزه - بدارو مقابل نقابة الممثلين، أما حكاية الجلجلة، فهي حكاية موجعة ومضحكة تشبه عقول "سياسيينا الطائفيين الأشاوس" لعنة الله عليهم.
"جبل" في "الهيبة"، هو رئيس عصابة ومهرّب، ولكنه أصبح محبوبًا عند الجماهير كافة، هل تعتبر أن هذا يوجه الجمهور إلى حب الشخص العاطل في المجتمع؟
لا شك أن مسلسل "الهيبة" يستحق الدراسة بعد هذا النجاح في العالم العربي بأجزائه الخمسة المتوجة بالفيلم، ولا شك بأن روايته وبطله يشبهان السير الشعبية، إلى حد ما، أما بالنسبة إلى أن البطل رئيس عصابة ومهرّب، وربما يؤثر حضوره سلبًا، من الناحية التربوية، على المشاهدين، نقول أولًا إن هذا مسلسل، "بيفوت ولا حد بيموت"، ثانيًا أعتقد أن هذه الشخصية مقتبسة من نماذج عديدة في المجتمع، وهي نتاج الزمرة المتحكمة برقاب العباد، وبالنسبة إلى أن المشاهدين أحبوا هذه الشخصية السلبية وتعلقوا بها، فهذا أمر يحتسب لمهارة وتميز الممثل تيم حسن في تجسيد هذه الشخصية، بالإضافة إلى العناصر الأساسية الأخرى، وهي النص والإخراج والإنتاج.
كيف تصف أداءك مع الممثلة رندة كعدي التي تؤدي غالبًا دور الأم الحنون؟
لا أعرف كيف أصف أدائي، هذا الأمر يعود إلى ردة فعل الجمهور وانطباعه، ويبدو من ردود الفعل أن الزميلة رندة وأنا كنا ناجحين في أدائنا، كذلك بقية الزملاء الممثلين والممثلات. وفي النهاية، لا يمكن لعمل فني أن ينجح، إلا بتكامل جميع عناصره، وأولها، وربما يفاجأ البعض، الإنتاج الذي يهدف إلى صناعة المنتج الفني الجيد، ولا يبخل على منتجه، فيؤمن له أفضل العناصر لنجاحه، من نص وإخراج وممثلين.
هل تعتبر أن الممثلة نادين نسيب نجيم هي الأولى بين بنات جيلها؟
الممثلة نادين نسيب نجيم أثبتت جدارتها وحضورها على الشاشة، يُقدّر شغفها وجهدها بالعمل على نفسها كممثلة، لتصبح واحدة من الممثلات الأكثر حضورًا على الشاشة العربية.
كيف تقيّم أداء الممثلة رزان جمّال التي مثلت في هوليوود، وفي مصر، وعملتما معًا في مسلسل "الثمن"؟
فوجئ البعض، واستغرب الأداء التمثيلي لرزان جمّال في بداية عرض "الثمن"، والذي أحدث جدلًا نسبيًا. البعض طالبها بما إعتاد على مشاهدته في بعض مسلسلاتنا، مستغربًا هذا الأداء الداخلي عبر العيون، والمقتصد في التعابير والحركات. هذا الأسلوب جديد في أعمالنا، ومألوف في أعمال السينما العالمية.
استغراب بعض المشاهدين لهذا الأسلوب في التمثيل في الحلقات الأولى، انعكس إعجابًا شديدًا فيما بعد، كما يظهر على صفحات السوشيال ميديا.