في إطار مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة، الذي ينظمه مجتمع بيروت السينمائي في دورته السادسة، بمبادرة من مؤسسه سام لحود، تم عرض الفيلم التونسي قدر أو The Sons Of The Lord، مساء 6 آذار / مارس، وهو من بين الأفلام المقرر عرضها في المهرجان.
شهد العرض حضوراً كبيراً للممثلين اللبنانيين ومحبي السينما، وشهدت السجادة الحمراء حضور الممثلة اللبنانية تقلا شمعون، التي تشارك بدور محوري في الفيلم، ترافقها المخرجة التونسية إيمان بن حسين، وتبع عرض الفيلم جلسة مناقشة حول موضوع العمل الذي استقطب إعجاب الحاضرين.
فيلم قدر مختلف وعميق، فهو يتطرق إلى قدر الإنسان، وقدر المجتمعات التي تتحكم فيها المصالح والمنظمات، فهو يطرح قضية الإنسان المقيد بظروف حياته، والتي لا تترك له حرية اختيار توجهاته. وننطلق من مستوى الأفراد، الذين تدفعهم ظروفهم إلى الانطلاق في طريق لم يختاروها، إلى مستوى الشعوب التي تتحكم بمصائرها شبكات سرية لديها مخططات سياسية، لا تخشى إزالة كل المعوقات من طريقها، عبر زرع الفساد والتزوير والقتل، وغيرها من أدوات الشر التي تساعد في تطبيق هذه المخططات.
الفيلم من بطولة الممثل التونسي مهذب الرميلي، الممثلة اللبنانية تقلا شمعون، والممثلين التونسيين وجيهة الجندوبي ومعز القديري وغيرهم. يجسد الممثل مهذب الرميلي دور طبيب شرعي، جندته كاتيا (الممثلة تقلا شمعون) في صغره، وتابعت تعليمه ليصبح طبيباً، وتطلب منه الشبكة التي جندته، أن يقوم بتزوير إفادات طبية عن أسباب موت بعض الأشخاص الذين يتعرضون للقتل، بسبب كشفهم تورط بعض الشخصيات في المجتمع بالفساد.
وعند سؤال المخرجة لماذا اختارت فساد الطبيب، أجابت بأن هذه المنظمات تزرع الفساد لدى جميع شرائح المجتمع، بهدف تحقيق غاياتها، فالفساد يشمل الطبيب والقضاء والشخصيات السياسية وكل الأنشطة الاجتماعية.
يتطرق الفيلم إلى عدة مواضيع، من بينها كيف يخون بعض الأشخاص أقرب المقربين إليهم، بهدف تحقيق طموحهم، عبر قصة الصحافية كوثر التي تتعرض للسجن، بسبب حبيبها الذي نكتشف أنه سلمها بهدف تحقيق طموحاته.
يلفت الفيلم بإبداع مخرجته من خلال الفلاش باك الذي تعود فيه إلى الوراء، لتفهمنا ماضي الشخصيات، وصعوبة حياة الطبيب الشرعي في طفولته، الذي جندته كاتيا وعلمته، وتزوج من إمرأة عن طريق الشبكة التي جندته، ورزق بفتاة، وهو لا يعي خطورة ما يقوم به، الا بعد ان يفقد ابنته، التي يتم تصفيتها عن طريق الشبكة، بسبب كشفها نشاطات وأموراً سرية، فيستفيق ضميره عندما يرى جثة ابنته. تسعى المخرجة إيمان بن حسين عبر نوعية أفلامها، الى طرح الأمور بواقعية من دون تزييف، أو تجميل، فهي تعتبر السينما أداة لكشف وتعرية الواقع.
موقع "الفن" كان حاضراً على السجادة الحمراء، وإلتقينا الممثلة تقلا شمعون والمخرجة التونسية إيمان بن حسين.
تقلا شمعون
كيف وقع الاختيار عليكِ لتشاركي في هذا الفيلم؟
المخرجة إيمان بن حسين تحب تمثيلي، وإلتقينا في مهرجان "وهران"، وهكذا تم انضمامي إلى هذا الفيلم الذي أجسد فيه شخصية لبنانية.
كيف تنظرين إلى مشاركتكِ بفيلم تونسي؟
السينما اختبار مختلف، لغتها مختلفة، وظروفها أصعب، وأن تشاركي في سينما تونسية، فالمسؤولية كبيرة، لأن التونسيين مشهورون بعملهم السينمائي المتطور، لديهم خبرة طويلة في مجال الإنتاج، من خلال مشاركتهم في أهم الأفلام الفرنسية والإيطالية التي يتم تصويرها في تونس.
المخرجة التونسية إيمان بن حسين
تدور أحداث الفيلم في تونس، هل تعتقدين أنه يمكننا تعميم قصة الفساد على كل المجتمعات، أم أن لكل مجتمع نقاط ضعفه المختلفة؟
الفيلم موضوعه عالمي، وليس لديه هوية محددة، لأن الفساد موجود في العالم كله. طرحت موضوعاً يمكن أن يمس أي بلد، مصر، لبنان، المغرب أو غيرها من الدول، وليس محصوراً في تونس. قصة الفيلم خيالية، إنما مستوحاة من الفساد في المجتمعات العربية، ولا نرى داخل الفيلم علماً تونسياً، أو أي نوع من الثياب التي تدل على أن الأحداث تدور في تونس.