ملحن وموزع موسيقي وقائد أوركسترا مبدع ومرهف الحس، يقدم الرومانسية فيحرك المشاعر، كما أنه متنوع بألحانه، وناجح في كل الألوان الموسيقية، ترجم نجاحه هذا بشكل كبير مع الفنان اللبناني وائل كفوري، بأغنيات عديدة، نذكر منها "لو حبنا غلطة"، "هلق تا فقتي"، "بعيونك كلام"، كذّابين" و"طريق الرجعة"، ويحضر له حالياً أعمالاً جديدة يتشوق محبوه ليصدرها، كما أن تناغمه مع الشاعر اللبناني منير بو عساف، جعل من العمل الفني الذي يؤلفانه عصياً على الزمن، ويلامس أذن الذواقة ووجدان المستمع، فتنطبع أغنياتهما في ذاكرة المكتبة الموسيقية، وتأبى أن يأفل نجمها.
أما أعماله للفنانة اللبنانية باسكال مشعلاني فلها حديث آخر، إذ إنهما متناغمان إلى أبعد الحدود في كل مفاصل الحياة، في الفن وفي الحب، وفي الزواج، الأمر الذي جعل لباسكال، منذ انطلاقتها وحتى اليوم، مكانة مهمة لدى محبيها، ولا تزال أغنياتها ضاربة، حتى منها التي مر على إطلاقها سنوات طويلة، أما أحدثها أغنية "حبك مئذي"، فقد حققت نجاحاً باهراً.
موقع "الفن" كانت له هذه المقابلة مع الملحن والموزع الموسيقي الخلاّق ملحم أبو شديد، وكان هذا الحوار معه من القلب إلى القلب.
ما هي تحضيراتك الجديدة؟
الشاعر الصديق منير بو عساف وأنا نلتقي دائماً ونجلس في الستوديو، وحالياً في جعبتنا 3 أو 4 أغاني للفنان اللبناني وائل كفوري، ولكننا لا نعرف توقيت طرحها، كما أحضر أغنية للفنان وائل منصور، ولدي محطات مع الفنان وائل جسار.
هل وائل كفوري يعيش حالة فرح مؤخراً، فلذلك نلاحظ أن الأمر ينعكس على أغانيه؟
وائل حلو بالفرح وحلو بالحزن، والأغنيات التي حضرناها فيها الفرح والشجن.
صِف لنا صوت وائل كفوري، ومدى التناغم بينكما في الستوديو.
أعتبر صوت وائل كفوري أجمل صوت في العالم العربي، والعمل معه فيه قلق ومتعة في الوقت نفسه، وهناك ميزة في وائل، أنه ينسى نفسه حين يكون متواجداً في الستوديو، فإذا سجل 20 Track، يحفظ كل نوتة وكل كلمة غناها وكيف غناها، ويبقى لـ 4 أو 5 أيام يتصل بي، ويطلب مني استبدال هذه النوتة بتلك، وهو دقيق جداً في فنه، إلى أن يصل إلى ما يرضيه، ويمكن أن يبقى من دون نوم لثلاثة أو أربعة أيام، فيذهب ساعتين إلى منزله، ثم يعود إلى الستوديو ليكمل العمل على أغنياته.
ما رأيك بصوت باسكال مشعلاني؟
لديها خامة صوت نحاسية قوية وناعمة في الوقت نفسه، ولصوتها هوية، فهو مميز عن غيره، إذ إنه يُعرف بسرعة، وحتى لدرجة أنه حين أسجل صوتها في الستوديو، أتخيل الشحرورة صباح أمامي، ففي صوتها شبه كبير من صوت صباح رحمها الله، كما أن لباسكال حضوراً مميزاً على المسرح.
هل توقعت أنت وباسكال أن تضرب أغنيتكما الجديدة "حبك مئذي" إلى هذه الدرجة؟
لو كل فنان أو ملحن يتوقع أن تضرب الأغنية التي يقدمها، لكانت كل أغنياته ضربت، ولكن هذا توفيق من رب العالمين، نحن نقوم بما يلزم، ونختار الكلمات التي تليق بعصرنا الحالي، وأظن أن النساء أحببن الأغنية أكثر من الرجال، وذلك لأنها تلامس كل إمراة لديها حبيب ما زالت تحبه، لكن علاقتها معه أذتها، وتعبت من هذه العلاقة، وتريد أن تتركه، وهي غير قادرة على ذلك، فعندما يلامس موضوع الأغنية مباشرة كل إنسان، ويُظهر اللحن الكلمات الجميلة بطريقة حلوة على الأذن، والتوزيع الموسيقي يكون متناسباً مع اللحن، تنجح الأغنية.
"حبك مئذي" من كلمات حسين خليفة، أخبرنا عنه أكثر؟
هو شاب واعد مقيم في ألمانيا، وصوته جميل، ويكتب ويلحن بطريقة حلوة، وهو شقيق الفنان اللبناني جاد خليفة، وهو ليس جديداً في الفن، ولم يكن في بالنا أن نطرح "حبك مئذي"، وكنا نعمل على أغنية فيها فرح على نسق "ع بيروت"، واقترحتُ أن نطرحها، لكن مر الوقت وبدأ فصل الشتاء، ومرة كنت في البيت أعزف على البيانو نغمات أغنية "حبك مئذي" وأدندنها، فسمعتني بالصدفة باسكال، وأثارت الأغنية اهتمامها، وطلبت مني أن أرسل لها تسجيلاً مبدئياً للأغنية، ووضعتُ صوتي عليها وأرسلتها لها من الستوديو، وعندما عدت إلى المنزل عند الساعة الثانية صباحاً، وجدت باسكال ما زالت مستيقظة، وقالت لي: "لم أنم بسبب الأغنية لأنها أبكتني وزعلتني وفرحتني، أود أن أطلقها"، والأغنية أظهرت بحة جديدة بصوت باسكال لأنها غنتها من قلبها.
مع أي شعراء، عدا عن ثنائيتك مع منير بو عساف، ترتاح في التعامل، ولأي فنانين تحب أن تلحن؟
بالنسبة للشعراء لدي أصدقاء، فهناك نزار فرنسيس، وكنا نتشاور بأننا نريد أن نقدم عملاً وطنياً، وهناك تواصل مع إميل فهد، وسمير نخلة وطوني أبي كرم، هناك عدد من النصوص قيد التحضير، ونحن نلتقي دائماً.
ماذا عن نجوى كرم؟
أعطيتها أغنية "حبيبي مين"، وأنا على تواصل دائم معها، فعندما أجد أن هناك أغنية تليق بها، أعرضها عليها، وهناك تحضيرات، وكذلك أحضر أغنية لـ نانسي عجرم بالتعاون مع الصديق منير بو عساف باللهجة اللبنانية، وعندما ننتهي منها، سنسمعها لـ نانسي، وإن شاء الله يكون هناك تعاون معها، وأعمل مع حسين خليفة على عدد من الأغاني، وكذلك هناك تعاون مع وائل الأشقر.
أخبرنا عن عملك في قيادة الأوركسترا.
أنا عاصرت الموسيقار الراحل ملحم بركات لـ 3 سنوات قبل باسكال، وكذلك ربيع الخولي لـ 3 سنوات. أحن لقيادة الأوركسترا، وأحب أن أقود الفرقة الموسيقية على المسرح إذا كان لدى باسكال حفلة، وحتى أن أعزف أيضاً، لكن عندما دخلت تجربة الستوديو، صرت أحبه أكثر، وهو أخذ 90% من وقتي، على الرغم من أنه عرض عليّ كثيراً أن أقود فرقاً مهمة جداً، وأنا أشجع إبني إيلي أيضاً، وأصطحبه معي إلى الستوديو.
ما رأيك بالحفلات التي يحييها اللبنانيون في السعودية؟
نجد أن هناك انفتاحاً كبيراً على الفن، واستعانة بفنانين لبنانيين وهذا أمر رائع، والحمد لله، نلاحظ أن اسم لبنان موجود أينما كان في الفن، والفنانون يرفعون اسم لبنان، والسياسيون ينزلونه إلى أسفل.
ما هي كلمتك الأخيرة لقراء موقع الفن؟
أحيي موقع "الفن" والعاملين فيه، والسيدة هلا المر التي أحبها جداً، ورغم كل الظروف لم تتوقفوا، والناس يتابعونكم أينما كان، ثابروا على قلمكم كما هو خطكم، وبإشراف السيدة هلا المر، سيبقى الفن صادقاً وحقيقياً ويصل إلى كل الناس، وهذه حقيقة موقعكم محترم، وأنتم نشيطون وتقولون الحقيقة، شكرا جزيلاً على هذا اللقاء الرائع، بانتظار مفاجآت فنية مرتقبة.