ممثل محترف إلى أبعد الحدود، إستطاع أن يجعل لإسمه مكانة كبيرة في الساحة الفنية. تاريخه حافل بالأعمال الناجحة في المسرح والتلفزيون والسينما، وبأدواره الرائعة، خصوصاً الشريرة منها، والتي لفت من خلالها المنتجين والمخرجين والكتاب.
إنه الممثل القدير خالد السيد، الذي إلتقاه موقع "الفن"، وكان لنا معه هذا الحوار، الذي جلنا خلاله بين الماضي والحاضر.
ماذا يخطر في بالك عندما نستذكر أعمالاً لك مضى عليها أربعة عقود، ولا زالت راسخة في أذهان اللبنانيين، منها مسلسل "أربع مجانين وبس" وفيلم "الفاتنة والمغامر"؟
أول ما يخطر على بالي عند الحديث عن هذه الأعمال، هو الزمن الجميل الذي خسرناه، ونتمنى أن يعود، وتعود تلك الأيام، ومحبة الفنانين لبعضهم البعض التي فقدناها تقريباً في زمننا الحالي، أتمنى أن يعود الصدق، وتعود المحبة.
لمن تقول "أنت زميل وصديق العمر"؟
العزيز الممثل الغالي أحمد الزين، حبيب القلب وصديق العمر، أحمد الزين أخي الذي عشت معه أموراً لم أعشها مع أي من أصدقائي، مع أن لدي الكثير من الأصدقاء في الوسط الفني، وأحبهم جميعهم، لكن أحمد هو الأقدم والأوفى، فهو وأنا تحدينا الصعاب سوياً، والحمد لله أننا حققنا ما نريد.
هل الدراما اللبنانية في تقدم مقارنة بالماضي؟
عندما لم يكن هناك محطات تلفزيونية في لبنان سوى تلفزيون لبنان، كانت الدراما اللبنانية تسيطر على المحطات التلفزيونية العربية، لكن اليوم مع تواجد عدد كبير من المحطات والقنوات، بات المطلوب هو ملء الوقت فقط لا غير، فلا نرى إلا الحشو في الكثير من الأعمال الدرامية. عندما بدأنا في الفن أيام الأبيض والأسود، كان تلفزيون لبنان هو الأول في العالم العربي، وأكبر النجوم إنطلقوا من هنا.
ما هو العمل الأحب على قلبك والذي لا يمكنك نسيانه؟
أحب كل أعمالي، كل عمل منها له نكهة خاصة، أذكر من بينها شخصية سعيد الراعي في "العاصفة"، وشخصية غازي شيخ "الجبل في الهيبة"، وأذكر أيضاً مسلسل "شوارع الذل"، وغيرها الكثير من الأدوار والأعمال، لذلك يجب أن أسمع من المشاهدين ما هو العمل الأحب على قلوبهم، والعمل الذي ترك بصمة لديهم.
تميزت بإتقانك عدة لهجات، منها السورية والفلسطينية.
كان دوري في مسلسل "المنصة" باللهجة السورية، وأحببت كيف اعتبر بعض المشاهدين أنني سوري الجنسية، وذلك بسبب إتقاني اللهجة بإمتياز، كما قدمت جسدت مؤخراً دوراً باللهجة الفلسطينية، في مسلسل من إنتاج أردني، وظن شباب المخيم أنني فلسطيني الجنسية. أنا أحب اللهجات العربية كثيراً، وأحب أن أتقنها.
أخبرنا أكثر عن كواليس "بيروت 303" الذي عرض منذ فترة، وكم كان مؤثرا.
أنا كنت ضيفاً على المسلسل "بيروت 303"، والحمد لله دوري ترك بصمة خاصة، كما كنت ضيفاً على مسلسل "ظل"، وأيضاً دوري فيه ترك بصمة لدى المشاهدين. الجمهور هو دائماً سر نجاحنا، والمشاهدون هم رصيدنا، رغم كرههم للشخصيات الشريرة التي أجسدها، إلا أنهم يحبون الممثل خالد السيد، وكره المشاهدين للدور الشرير الذي أجسده هو نعمة من الرب، ويجوز فيّ قول "الشرير المحبوب".
كيف تعلق على أزمات الوسط الفني خصوصاً عندما تنتقل إلى مواقع التواصل؟
أنا بعيد كل البعد عن هذه المشاكل، كل الممثلين أصحابي وأصدقائي، ولكن المشاكل إلى السوشيال ميديا، هو قلة عقل وقلة أخلاق، لا يصح توجيه الإهانات لفنان على الإعلام.
ما هي أعمالك المقبلة؟
أشارك في مسلسل "سر وقدر" للمنتج والمخرج إيلي معلوف، من إخراج كارولين ميلان، ومن المقرر عرضه في الموسم الرمضاني المقبل، ولكني لم أبدأ بعد تصوير دوري في العمل، لكنني علمت أن المسلسل يضم العديد من النجوم، من بينهم العزيز على قلبي فادي إبراهيم، وبطلة المسلسل هي رهف عبدالله.
كيف تنظر إلى نشاط المنتجين إيلي معلوف ومروان حداد في دعم الدراما اللبنانية؟
الأستاذ إيلي معلوف والأستاذ مروان حداد يسعيان إلى تطوير وتحسين ودعم الدراما اللبنانية، التي تضم الكثير من النجوم، وهما لا يسعيان إلى الأعمال المشتركة، أتمنى لهما التوفيق الدائم في ما يقومان به، في هذا الوقت الذي يعتبر فيه الإنتاج صعباً جداً، وهما يعتمدان على تمويلهم الشخصي، وهما منتجان ترفع لهما القبعة.
كلمة أخيرة منك لقراء موقع "الفن".
أتمنى من القراء متابعة كافة الأخبار الفنية دائماً عبر هذا الموقع، الذي يتحلى بالمصداقية الدائمة وهذا الأهم عند الصحافة والإعلام، سلامي الخاص للإعلامية القديرة هلا المر التي أحبها كثيراً، وسلامي لفريق العمل ولكل القراء والمشاهدين.