امتهنت التمثيل في سن متأخرة، لكنها عوّضت ما فاتها بتألّقها بأدوار صعبة، فجسدت دور الأم والزوجة الغنية، وتمكنت أن تحجز مكانة لها في مجالها، باحترافها وصدق تعبيرها، وكذلك في قلوب المشاهدين، الذين تابعوها في عدد كبير من الأعمال التلفزيونية، والتي نذكر منها "قلبي دق"، "ومشيت"، "حنين الدم"، "كل الحب كل الغرام" و"رصيف الغرباء".
ويعرض لها حالياً مسلسل "أسماء من الماضي"، فسألناها أن تطلعنا أكثر على دورها فيه، كما سألناها عن الدراما اللبنانية، والمسلسلات المقتبسة من أعمال تركية بأبطال عرب، وعن أعمالها المرتقبة.
مع الممثلة اللبنانية رفقا الزير، كان لنا في موقع "الفن" هذا الحوار العفوي من القلب إلى القلب.
أخبريني أكثر عن دورك في مسلسل "أسماء من الماضي" وتطوراته؟
أجسد دور امرأة غنية، ولدي عائلة، وبيني وبين عائلة الممثل حسن حمدان قضية تتعلق بالتهريب، وهي قديمة جداً من أيام زوجي، الذي يتوفى لاحقاً. وأود أن أبدي رأيي بالمنتج والمخرج إيلي معلوف، فهو لديه نظرة رائعة في قراءة النصوص، وكل حلقة تبدأ فيها تطورات أكثر من قبل، فحين كنت أقرأ السيناريو، أعجبني قبل أن أبدا بالتمثيل في المسلسل.
كيف وجدتِ نص المسلسل الذي كتبته زينة عبد الرازق؟
لم أتعرف عليها شخصياً، لكني متحمسة لأتعرف عليها، وأهنئها وأقول لها "برافو"، هي امرأة كبيرة بأفكارها وكتابتها.
ما رأيك في إنتاج مسلسلات لبنانية في ظل الوضع الإقتصادي المتردي؟
المنتجون في لبنان هم أبطال ومجازفون، لأن الوضع في لبنان مزري، فلا يوجد مردود، ولا رحمة في السوق، والانهيار الاقتصادي أرخى بظلاله على جميع القطاعات، ومنها الفن، والمجاعة تفتح الأبواب، لذا أتمنى أن تكون هذه السنة سنة خير وإنفراج. لقد دمرونا، قتلوا فينا الحلم، على الرغم من أنني إنسانة أحب الحياة، ويحاول مسؤولو هذا البلد أن يقتلوا فينا الأمل، وقد نجحوا نوعاً ما.دولتنا تسببت لي بحالة إحباط واكتئاب، والفنان ليس موجوداً في قاموسهم، وغير مقدر، وعندما يكبر الإنسان بشكل عام في لبنان، يخاف أن يمرض، ويدعو يا رب أن أموت قبل أن أتعرض للذل على أبواب المستشفيات، ونحاول قدر الإمكان أن نقف على رجلينا.
ما رأيك بالمسلسلات المقتبسة من مسلسلات تركية بأبطال عرب؟ وما سبب رواجها في هذه الفترة؟
المشاهد يحب أن يرى أبطالاً عرب يجسدون شخصيات أحبها في المسلسلات التركية، وهي ناجحة حتى الآن، والمنتجون يختارون نخبة المسلسلات، وأنا أفخر بكل الممثلين والممثلات، منهم كارمن لبس، نادين نسيب نجيم ودانييلا رحمة.
كان هناك انتقادات للجرأة في بعض المشاهد التي عرضت.
يجب أن نتقدم قليلاً، ولا أحد قدم أمراً جديداً إلا وانتقدوه، ثم رضخوا.
هل فكرتِ في أن توسعي دائرة عملك إلى السينما والمسرح؟
أحب التلفزيون كثيراً، لأنني لا أذهب إليه، بل هو يأتي إليّ، والسينما للأسف ليس لها رواد مثل السابق، والمسرح أطفأوه للأسف، لم يعد كما قبل.
ما جديدك؟
بدأ تصوير مسلسل جديد بعنوان "سر وقدر"، هو مسلسل درامي، وفيه القليل من الرومانسية. من إخراج كارولين ميلان، وإنتاج إيلي معلوف، ويضم العمل نخبة كبيرة من الممثلين، ولم أبدأ بعد تصوير مشاهدي فيه، فدوري صغير، لكن الشخصية مؤثرة.
هل تتقبلين النقد؟
أنا أنتقد نفسي كثيراً، وأتمنى لو لم أفعل ذلك، لأنني تواقة إلى الكمال، وأنا أعشق التمثيل، فهو يسير في دمي، وأي ممثل يعطيني رأيه في تمثيلي آخذ برأيه بكل رحابة صدر، وأمتص النصائح من الناس. وبالنسبة إلى مسلسل "رصيف الغرباء"، فقد تطلب منا وقتاً كثيراً، وكانت وقتها مظاهرات وقطع طرقات وكنا نتعذب كثيراً كي نصل إلى الدامور، وعندما كنت أنتهي من التصوير، كنت أضجر من الجلوس في البيت.
ما سر اختيار المنتج إيلي معلوف الدائم لكِ؟
لأنه يراني في أدوار معينة، كما تربطني به صداقة ثمينة جداً، أنا أكبر منه سناً، ولكنه ملجأي عند الضرورة. أنا لا أزور أي ممثل أو منتج، وليس لدي اختلاط بالوسط الفني، ولكن ليس لدي أعداء.
إذا عرض عليكِ دور مهم جداً وتطلب منكِ أن تغيري من شكلكِ، أو تخضعي لعملية تجميل، هل تقبلين؟
إذا كان الدور يوصل رسالة إلى أحد فلمَ لا؟ وإذا طلبوا مني أن أحلق شعر رأسي، سأقوم بذلك طالما أن الدور مهم ومؤثر في مسيرتي.
هل تعتقدين أن منافسة الدراما اللبنانية ستخف في شهر رمضان المقبل؟
بالتأكيد ستخف، وستكون هناك مسلسلات تركية وسورية كثيرة، وانهيار العملة له دور كبير في هذا الموضوع.
في الختام، أتمنى لكِ التوفيق.
شكراً لكِ على هذا اللقاء الجميل، وأتمنى أن تبقى السيدة هلا المر مشعة في موقع "الفن" وفي كل الدنيا، وأشكر القراء ومحبيني على محبتكم، وأشعر أن محبة الناس هي نعمة، وأسعى جاهدة إلى أن لا أؤذي أحداً، وأن يكون حضوري وغيابي خفيفين.