"لَمْ أكنْ يوماً الصّياد، ولا حتى الفريسة، أنا رغبة الصيّاد، وذعر الفريسة، أنا صمت الفخ، الذي رسمه الصياد لفريسته". هذه الكلمات التي تحمل مشاعر الأسى والألم، تختصر مسرحية "الغول"، التي عرضت مؤخراً على مسرح مونو، من بطولة حمزة يزبك، وإخراج بديع أو شقرا.
"الغول" مسرحية قصيرة، مدة عرضها ٣٧ دقيقة، تحاكي قصة شاب، يعاني من الإضطراب النفسي والتشتت الأسري، ومعاناته بسبب العلاقة المتوترة بين والديه. أثبت حمزة يزبك موهبته، وقدرته في لعب عدة شخصيات مختلفة.
موقع "الفن" إلتقى مخرج المسرحية الممثل بديع أبو شقرا، والممثل حمزة يزبك.
بديع أبو شقرا
أخبرنا أكثر عن موضوع المسرحية، وسبب إختيارك لها كمشروع للتخرج؟
إخترت النص لأنه مشروع تخرجي للماستر، وموضوعه إعداد الممثل، وكان يجب أن أختار عملاً يرتكز فقط على عمل الممثل، وكيف يمكنه أن ينفذه بعدة إتجاهات، وعدة أبعاد، والهدف من هذا العمل لم يكن الإبهار، بل أن يكون قريباً من الإختصاص الذي أعمل عليه، وهو لا يحاكي المواضيع والمشاكل الإنسانية، لأن هدفي كان تقنياً.
وردت في المسرحية وقائع جريمة عنيفة، وبالتفاصيل القاسية، لماذا؟
العنف لا يتجزأ، العنف هو عنف، ولا توجد جريمة صغيرة وجريمة كبيرة، الجريمة واحدة بكل الأحوال. عندما حضّرت العمل، كنت أريد أن أبرز قدرة الممثل، من خلال إسقاط الشخصية عليه، والهدف هو تقني.
بالنسبة إلى الإضطراب النفسي الذي يعاني منه الممثل، هل كان المطلوب أن يحاكي الواقع؟
الممثل لا يعيش الإضطرابات النفسية كممثل. إحساسه ليس جارفاً، كان في بعض الأحيان كوميدياً، وأحياناً أخرى روائياً. لم نجسّد الإضطراب النفسي، بل كنا نتكلم عنه.
حمزة يزبك
ما الذي جذبك لتجسيد هذا الدور في المسرحية؟
المسرحية عُرضت للمرة الأولى عام ٢٠١٨، أمام الطلاب وأساتذة الجامعة. أحببت العمل منذ البداية، لاسيما الكلمات الثلاث في البداية "رح يبلش الفيلم". هو نص رائع بالنسبة لي، ويشبهني، لأنه غني بالشخصيات، وأنا أحب تعدد الشخصيات في العمل المسرحي، كما شاركت أيضاً في مسرحية "المفتش العام"، وغيرها. منذ أيام الدراسة، تستهويني هذه الأعمال، وأتابعها، خصوصاً منها التي تتطرق الى الإضطرابات النفسية.
شعرنا خلال المسرحية أنك تتشارك مع الجمهور حالة الإضطراب النفسي.
صحيح، لأن معظم الناس يعانون من الإضطراب النفسي، وقد يكونون بحاجة إلى معالج نفسي لمساعدتهم، وأنا شخصياً عانيت منه لفترة من الزمن، ولم أتردد في إستشارة معالج نفسي، وتبين أنني لست بحاجة إلى علاج، وأن سبب الإضراب هو بسبب الضغط فقط. وقد يعاني الإنسان من إضطراب نفسي، من دون أن يتذكر الأسباب.
هل ستكرر تجربة المونودراما؟
يمكن أن أكررها، والخيار مرتبط بالنص.