وضع الممثل اللبناني نقولا دانيال بصمته الخاصة، في كل الأعمال التمثيلية التي شارك فيها، من خلال تجسيده أروع الأدوار، فعندما تبحث في تاريخه الفني، تجد نفسك غارقاً في نجاحات ودروس فنية، التي لم يخف وجهها منذ 50 عاماً.
وكان لموقع "الفن" حديث خاص مع الممثل اللبناني نقولا دانيال، تحدث خلاله عن دور "بهيج"، الذي جسده في مسلسل "صالون زهرة"، وعن دور "أسعد" الذي جسده في مسلسل "للموت"، كما تكلم عن فيلم "ع مفرق طريق"، وعن دوره فيه، ووعد الجمهور بعمل لبناني أصيل مميز للغاية.
شاهدناك مؤخراً بدور "بهيج" في الجزء الثاني من مسلسل "صالون زهرة"، أخبرنا أكثر عن هذا الدور، وعن المسلسل بشكل عام؟
"بهيج" هو والد زهرة وميسم وزيكو، وصاحب "موتيل"، المسلسل كوميدي، وفيه مواقف درامية.
"بهيج" شخصية غير مسؤولة، ومهملة لعائلتها، لديه "موتيل" لا يأبه لنوعية زواره، وفي الجزء الثاني لم تختلف شخصيته كثيراً، لكنه يقع في حب إحدى الزبائن، والتي تصغره بسنوات كثيرة، وتمكنت من النصب عليه، وسرقة أمواله.
الشخصية بشكل عام، مزعجة، ويمكن أن يكرهها المشاهد بكل بساطة، أو يمكن أن يحولها الممثل إلى شخصية كوميدية قريبة من المشاهد، ومع شدة المصائب التي كانت تقع عليه، كانت حدة الكوميدية في المسلسل تزيد.
إلى أي مدى يحتاج المشاهد إلى مشاهدة أعمال كوميدية، في ظل الضغوطات اليومية التي نعيشها؟
لا نرى العديد من الأعمال الكوميدية في الوقت الحالي، والتي تطرح مشكلات عائلية وإجتماعية وإقتصادية، ولكنه نوع من الفن مطلوب للغاية، وصعب على صعيد الكتابة، والتمثيل والنص، وكيفية التعامل مع النص الموجود، خصوصاً وأنه موجه إلى الجمهور، الذي يجب أن تمتعه، ونحن كجمهور، بحاجة بشكل كبير إلى الكوميديا، وإلى الإستمتاع، والضحك الذي يساعد الإنسان على التأمل.
من المقرر عرض فيلم "ع مفرق طريق" قريباً، ماذا تخبرنا عن العمل بشكل عام، وعن دورك فيه؟
"ع مفرق طريق" هو فيلم لبناني بحت، من السيناريو لجوزيفين حبشي، إلى الشخصيات الموجودة فيه، والفكرة. الموضوع المطروح جميل، جدي، يتحدث عن علاقة أربع راهبات ببعضهن البعض مع الخوري، والفلاح الذي أجسد أنا دوره، ونكون موجودين في إطار جغرافي رائع، فالتصوير كان في منطقة بشري ووادي قنوبين، مناطق جميلة للغاية، والعمل تناول أموراً حياتية محلية، منها موضوع الزراعة والمنتوجات المحلية. "جرجس" هو الفلاح الذي أجسد شخصيته، علاقته مباشرة مع الأرض، ومع الأشخاص الذين يحيطون به، شخصية بسيطة، وأنا حاولت أن أضيف إليها طابع الفكاهة، هو شخص إيجابي، والشخصية عنت لي كثيراً.
وبالنسبة للتعامل مع فريق العمل، كان أول تعامل لي مع لارا سابا المخرجة "اللذيذة"، ومع نص "لذيذ"، ومع ممثلين محترفين ومتناغمين، وهذا ما سيؤدي إلى الإنعكاس إيجاباً على الفيلم، أتمنى أن تصل رسالته للجمهور بشكل صحيح.
شاهدناك في الموسم الرمضاني الفائت بدور "أسعد" في مسلسل "للموت"، وهو دور حزين، كيف تنتقي أدوارك؟
أنا أنتقي أعمالي بشكل كبير، بالرغم من أن التمثيل هو مهنتي، فإذا لم يناديني الدور، ولم أرَ ما يمكنني أن أضيف إليه، وكيف يمكنني أن أقدمه للجمهور، وكيف سأساعد فريق العمل من خلاله، فأرفضه.
بالنسبة لشخصية "أسعد"، تمكنت من رؤية ما يمكنني أن أضيفه إليها، ومهما كانت مساحة الدور صغيرة، أعلم أنني سأؤديه بطريقة تجعله لا يمر مرور الكرام، ويُحفر في ذاكرة الناس، وأن أنجح في إيصال الرسالة المطلوبة، وكل هموم "أسعد" الحقيقية. وهذه الشخصية أحببتها جداً، وتعاطفت معها كثيراً، لما تحمله من بعد إنساني.
كيف تصف التعامل مع الممثلتين ماغي بو غصن ودانييلا رحمة، نظراً لأن أكثر المشاهد في المسلسل جمعتك بهما؟
لم يكن هذا التعامل الأول لي مع الممثلة دانييلا رحمة، ففد كان لنا تعاون سابق في مسلسل "الكاتب"، كوالد الشخصية، ودانييلا إنسانة محترمة جداً، وممثلة محترفة ولطيفة للغاية، جمعتني بها صداقة جميلة، هي متواضعة، وقد أضيفت إلى لائحة الممثلات اللبنانيات بقوة كبيرة.
أما ماغي بو غصن، فأنا على معرفة قديمة بها منذ بداياتها التمثيلية، فهي كانت طالبة في معهد الفنون، وهي ممثلة ذكية وموهوبة، ولديها قدرات تمثيلية عالية جداً.
في مسيرتك الفنية تنوع كبير في الشخصيات، ما سر هذا النجاح الطويل الأمد؟
سر النجاح هو هذا التنوع بحد ذاته، أن يتمكن الممثل من عدم تكرار نفسه وأعماله، وهذه مشكلة يقع فيه بعض الممثلين، فهذه وظيفتهم بالنهاية، فيرتبط إسمهم بنوع واحد من الشخصيات، وهذا ما يشكل خطراً على مسيرتهم.
مرّ في تاريخ السينما العربية والسينما المصرية ممثلون كثيرون طُبعوا بأدوار معينة، وعندما نالوا فرصاً مختلفة، ظهرت موهبتهم الكبيرة بشكل واضح، وأنا كنت في بداياتي على وشك أن أقع في هذا الفخ، خصوصاً بعد دوري في مسلسل "نساء في العاصفة"، ولكنني أصررت على التغيير.
قلت سابقاً إنك تأخرت في دخول مجال الدراما، هل تشعر أنه كان بإمكانك أن تحقق إنجازات أكثر لو دخلت هذا المجال في وقت مبكر؟
أنا لا أشعر بالندم، فعندما وجدت الوقت المناسب لدخولي الدراما دخلتها، حتى الآن يمكن القول، إنه مرت 25 سنة، شاركت فيها بأكثر من 25 مسلسلاً، عدا عن مشاركاتي في السينما والمسرح، وهذا يعني أن كثافة الأعمال كافية، والجمهور راضٍ.