إشتاق الجمهور اللبناني للعودة الى الافلام المرحة الضاحكة التي تعكس جمال الحياة في الربوع اللبنانية، ينطلق "ع مفرق طريق" للمخرجة لارا سابا يوم 15 كانون الاول / ديسمبر في السينمات اللبنانية وهو يتوجه الى جميع الفئات العمرية بأسلوبه الطريف الذي يدعو الى العودة الى الطبيعة وبساطة الحياة.
الفيلم الذي شارك في مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الثانية ضمن فئة "روائع عربية" يجمع نخبة من الممثلين المحببين الى قلوب اللبنانيين.
يتناول الفيلم قصة ممثل لبناني مشهور يجسده الممثل شادي حداد، تم اختياره بين 200 مرشح للقيام بدور البابا فرنسيس في شبابه في فيلم عالمي. واستعداداً للقاء الحبر الأعظم يتوجه إلى قنوبين للابتعاد عن ضوضاء حياته، فتقوده المصادفة إلى قضاء عزلته في دير للراهبات، يلتقي فيه فتاة جذّابة، فتبدأ سلسلة مغامرات طريفة تعيد هادي إلى بساطة الحياة وجوهرها وتضعه أمام خيارات ستغيّر مجرى حياته.
وأوضحت سابا مخرجة الفيلم أن "عَ مفرق طريق" الذي تتولى توزيعه شركة "سيدرز آرت بروداكشن" (صبّاح إخوان)، يقدّم في قالب كوميدي رومانسي مسلّ وجذّاب فسحة من الجمال تشكّل نقيضاً لبشاعة الزمن الحالي، يحتاج إليها المجتمع اللبناني في ظل الأزمات القاسية التي يعيشها، ويوفّر مشاعر إيجابية تخرق اليأس السائد".
"عَ مفرق طريق"، كوميديا رومانسية من كتابة جوزيفين حبشي ومن بطولة شادي حداد وجوليا قصّار وبيتي توتل وميرنا مكرزل وسينتيا كرم وربى زعرور.
ويشارك في الفيلم نخبة من الممثلين كرفعت طربيه ونقولا دانيال وهيام أبو شديد وجوزيان بولس وعماد فغالي وشربل زيادة، "يطرح هذه القضايا البالغة الأهمية وسواها بواسطة كوميديا من مستوى فنيّ راقٍ، وفي الوقت نفسه في متناول كل فئات الجمهور"، و"يتمتع بكل المقوّمات التي تمكّنه من جذب المشاهدين إلى صالات السينما".
وقالت: "من خلال تصوير الفيلم في قنوبين ، بطبيعتها الأخّاذة والنقية من أي تلوّث، سعينا إلى إظهار لبنان الآخر، (...) لبنان الجميل الذي لا يزال موجوداً".
أما كاتبة السيناريو جوزيفين حبشي فرأت أن "عَ مفرق طريق" هو "لبنان الجمال، الاصالة، الجذور، الأرض، مواسم الخير، الطيبة، السلام الداخلي"، واضافت: "كلها قيم لا نريد أن نضيع عنها خلال مشوارنا على دروب الحياة". وشددت على أن الفيلم "هو مجموعة قيم ومبادئ، بدأنا نفتقدها في مجتمعنا الاستهلاكي، والفيلم يعيدنا إليها، بأسلوب طريف ورومانسي، بعيد من الوعظ".
ورأى شادي حداد الذي يؤدي دور هادي، وهو الشخصية الرئيسية التي يتمحور عليها الفيلم، أن "عَ مفرق طريق" يتوجه "إلى العائلة بأكملها وإلى جمهور من كل الفئات العمرية بفضل حبكته الجميلة". وأشار إلى أن الفيلم "يُظهر أهمية ان يعود الانسان الى بساطة الحياة و الى جوهرها". وأضاف: "هو فيلم لبناني لكنّه يحاكي كل المجتمعات على صعيد نمط الحياة المتسارع وصخبها، وكم مهم ان ينسى الفرد كل هذا الصخب من حوله وان يهرب بحثا عن ذاته"، كما فعل هادي نجم.
وقالت جوليا قصار التي تجسّد شخصية "الأم باولا" إنها أحبّت "بساطة هذا الفيلم" حين قرأت السيناريو، فهو "بسيط للغاية، وذكي للغاية، وشخصياته محببة وقريبة من القلب". ورأت أن "ثمة حاجة كبيرة لأفلام بسيطة، من القلب الى القلب، لا عنف فيها ولا فذلكة". ولاحظت أنه "فيلم فيه الكثير من الحب، من الكتابة الى التمثيل الى الاخراج، وانعكس ذلك على نتيجة العمل".
أما بيتي توتل التي تؤدي دور الأخت ماري برنار، فلاحظت أن "ما يميز هؤلاء الراهبات، بمزاياهن وضعفهن، هو إنسانيتهن"، مبرزةً أهمية "هذا الجانب الروحاني لهذه الشخصيات، فلأنها قريبة من الله تتجلى انسانيتها الإيجابية، وحتى نقاط ضعفها لا تؤذي".
وإذ اعتبرت أن "في السيناريو الكثير من الحب"، وصفت "عَ َمفرق طريق" بأنه "كوميديا نظيفة فيها رقيّ وقيَم مرتبطة بالامور الحياتية التي فقدناها منذ زمن، لاننا نعيش في مجتمع استهلاكي وسريع يريد ان يحرق المراحل".
واعتبرت ربى زعرور التي تؤدي شخصية سيلين التي تركت نمط حياتها السريع في فرنسا حيث كانت تعمل في شركة كبيرة لتحاول ان تجد نفسها في قنوبين أنه "فيلم بسيط لكنه يحمل رسالة مهمة، إذ يُبرز اهمية الطبيعة في حياتنا وأهمية العودة الى الحياة البسيطة". وقالت: "صورناه في فترة انتشار وباء كورونا عندما انعزل الناس و بدأوا يبطئون ايقاعهم وعادوا الى ذواتهم (...) وأدرك كل واحد على طريقته، أن الحياة ليست متعلقة بالشهرة والتنافس والماديات، وأن الطبيعة تقدم لنا الحياة ببساطتها".